أخبار الآن | غوريس – أرمينيا (أ ف ب)
تواصلت المعارك أمس (الإثنين)، بين المسلحين الانفصاليين الأرمن والجيش الأذربيجاني في ناغورني قره باغ فيما طاولت أعمال القصف مناطق سكنية، ما استدعى تحذيرا من باريس وموسكو وواشنطن من “تهديد غير مقبول لاستقرار المنطقة”.
وأعلنت رئاسة الإقليم الانفصالي للمرة الأولى عن انسحاب “تكتيكي” من بعض قطاعات الجبهة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، مع تأكيدها تحقيق نجاحات “ملموسة” في مواجهة القوات الأذربيجانية. وأفادت وزارة الدفاع الأرمينية عن “استمرار القتال على أشده”.
وبعدما طاول القصف مناطق سكنية، بعضها بعيد جدا عن المعارك، نددت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، الاعضاء في مجموعة مينسك، الاثنين باستهداف المدنيين، معتبرة أن هذا الأمر يشكل “تهديدا غير مقبول لاستقرار المنطقة”.
وأكد وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان “من دون أي تحفظ، أن الهجمات الاخيرة التي استهدفت منشآت مدنية” و”الطابع غير المتكافئ لهذه الهجمات يشكلان تهديدا غير مقبول لاستقرار المنطقة”.
وجددوا دعوتهم الى “وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار”، مطالبين باكو ويريفان بـ “أن تتعهدا من الآن استئناف عملية التسوية بالاستناد الى المبادئ الاساسية القابلة للتطبيق والنصوص الدولية الملائمة والتي يعرفها الطرفان تمام المعرفة”.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين الى وقف “فوري” للمعارك وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الارميني نيكول باشينيان.
وقالت سلطات إقليم قره باغ في وقت سابق إن عاصمة الإقليم ستيباناكيرت تعرضت “لقصف صاروخي مكثف”.
وبحسب التقارير الرسمية، خلف النزاع 19 قتيلا مدنياً في الإقليم الذي أعلن استقلاله من جانب واحد، و26 أذربيجانياً، بالإضافة إلى العديد من الجرحى. وقتل 5 و11 في كل جانب على التوالي منذ الأحد.
ولا تزال حصيلة المعارك جزئية إذ لا تعلن باكو خسائرها العسكرية. وسجّل حتى الآن مقتل 219 شخصاً في قره باغ. ويؤكد كل جانب أنه قتل من الطرف الآخر ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل.
ويتبادل الطرفان الاتهام باستئناف القتال الذي أدى الى ما يمكن أن يكون أكثر الأزمات خطورة في المنطقة منذ وقف إطلاق النار عام 1994، الأمر الذي يثير مخاوف من اندلاع حرب مفتوحة بين أرمينيا وأذربيجان.