أخبار الآن | منغوليا – FT – smh
تواصل الصين سعيها لضرب ثقافة السكان في جميع أنحاء منغوليا الداخليّة، وهي تستهدف بشكل أساسي اللغة الأصلية، وتحاول أن تفرض اللغة الصينية في المدارس.
وخلال الفترة القليلة الماضية، برزت الكثير من التحركات الاحتجاجية في المنطقة، حيث اندفع آباء الطلاب في المدارس بتظاهرات رافضة لإجراءات الصين تقليص عدد ساعات التدريس باللغة المنغولية، وتعزيز اللغة الصينية في المقابل.
وتتجه الصين الآن نحو ما تسميه “الجيل الثاني” من السياسة العرقية، وهو نهج ظهر في العقد الماضي ويطالب بأن تصبح الأقليات العرقية في الصين أكثر “صينية” من خلال الحد من استقلالها الثقافي المحدود أو القضاء عليه بشكل صريح.
وتعدّ المدارس وقاعات المحاضرات في ثقافة سكان منغوليا، من أهم المراكز، باعتبارها نهجاً أساساً للمعرفة. ولهذا، فإن أي مسعى لضربِ هذه الصروح، ستتم مقابلته برفضٍ عارم، وهذا ما حصل. ولهذا، فإنّ معركة الحفاظ على الثقافة هي معركة منغوليا في وجه الصين.
وفي السياق، يقول إنغيباتو توجوتشوج، مدير مركز معلومات حقوق الإنسان في جنوب منغوليا في الولايات المتحدة: “إذا خسروا (أبناء منغوليا الداخلية) المعركة، فسوف يفقدون لغتهم. وفي حال حصل ذلك، فسوف يفقدون ثقافتهم وهويتهم لأن طريقة الحياة التقليدية المنغولية تم محوها دائماً إلى حد كبير”.
وأضاف: “التآكل التدريجي للغة المنغولية كان مصدر قلق متزايد. الكثير من المنغوليين يرون أن الخطوات التي تقوم بها الصين هي الضربة الأخيرة لتعليم اللغة المنغولية، ولهذا السبب ينتفضون”.
وفي يونيو/حزيران، زار مسؤول صيني رفيع المستوى منغوليا، وفاجأ السلطات المحلية بإعلامها شفهياً بأن سياسة الحكومة المركزية الجديدة جارية بشأن اعتماد لغة الماندرين الصينية في الكتب المدرسية. وبحلول شهر أغسطس/آب، تم إصدار أول وثيقة رسمية تحدد التغييرات، وتم فصل المؤرخ البارز شيمدورجي بعد أن نشر مقطع فيديو ينتقد فيه الاقتراحات الجديدة.
وفي هوهوت، عاصمة منغوليا، اتخذت مجموعة من المعلمين موقفاً حاداً إزاء ما يحصل، ووقعوا على عريضة احتجاجية. وفي غضون ذلك، بدأت الاحتجاجات، وقام الآباء بإخراج أطفالهم من الفصول الدراسية.
واستخدم المعلمون في عريضتهم تنسيقاً يُعرف باسم “duguilang”، حيث تشكل توقيعاتهم دائرة حول النص المكتوب باللغة المنغولية، وذلك لإظهار الاعتراض من دون معرفة من هم القادة لذلك.
وأشار أحد السكان في المنطقة إلى أنه “الاحتجاجات التي اندلعت أسفرت عن اعتقال بعض الأشخاص من أولياء أمور الطلاب، كما تمّ تهديد البعض بالبطالة وإلغاء الإعانات والرعاية”.
ومنذ الإعلان في يوليو/تموز الماضي، بأن المدارس في منغوليا ستتوقف تدريجياً عن تعليم اللغة المنغولية، فإنّ السكان هناك تقدمّوا بنحو 42 ألف التماس ضدّ هذا الإجراء، إذ أنهم يعتبرون أنّ “ما يحصل هو بمثابة خطوة لضرب جزء أساسي من ثقافتهم”.
ومع هذا، فإنّ ما تقوم به الصين يهدف لجعل اللغة موجودة بالكاد داخل المنازل، أما التحدث من خلالها خارجها قد يكون نادراً، الأمر الذي يجعل سكان منغوليا يتحولون بعيداً عن أنماط حياتهم التقليدية.
ويقول يون جيانغ وآدم ني من الصين: “سيؤدي هذا إلى دفع اللغة المنغولية الهشة بالفعل في الصين إلى حافة الانقراض، مما يساهم في خسارة ثقافية بالجملة”.
فاجعة أب باكستاني: الصين احتجزت ابنه الإيغوري وأرسلت ابنتيه إلى دار للأيتام
لم يقتصر الاضطهاد الذي تعرض له الإيغور في إقليم شينجيانغ على الأقلية المسلمة، بل امتد ليشمل أبناء شعوب أخرى ممن ربطتهم علاقات بالإيغور أو حاولوا الدفاع عنهم، وهو ما كان في قصة رب عائلة باكستاني يدعى “إسكندر حياة”، واجه فجيعة مازالت تقض مضجعه حتى اليوم.