أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة (وكالات)
لم يتبق سوى بضع ساعات فقط على نهاية أزمة تيك توك في الولايات المتحدة، بحظر التطبيق والتي تعد آخر رمز للمعركة الجارية بين الولايات المتحدة والصين للهيمنة على مجال التكنولوجيا المتطورة.
وتعقد الجلسة استجابة لالتماس عاجل قدمه تيك توك، أمام القاضي كارل نيكولز في واشنطن، وستلقى الجلسة متابعة من أوساط الأعمال ومن بكين التي تعلق أهمية كبرى على التطبيق وتحديدا خوارزميته.
وإن ثبت القاضي قرار ترامب بحظر تيك توك، لن يعود من الممكن تنزيله في الولايات المتحدة اعتباراً من اليوم الأحد الساعة 23,59 (الإثنين الساعة 3,59 يتوقيت غرينتش)، فيما يصبح من المستحيل على المستخدمين الحاليين
تحديثه.
1- مهلة إضافية أو اتفاق
بإمكان القاضي منح مهلة إضافية لتطبيق تسجيلات الفيديو القصيرة واسع الرواج والذي يحظى بقرابة 100 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، على غرار ما حصل قبل أسبوع لتطبيق “وي تشات” الصيني.
ومن غير المستبعد التوصل إلى اتفاق بين إدارة ترامب والشركة الأم لتيك توك مجموعة “بايت دانس” الصينية، إذ بدورها قدمت “بايت دانس” هذا الأسبوع التماسا عاجلا إلى المحكمة الفيدرالية في واشنطن مؤكدة أن حظر
التطبيق مخالف للدستور الأمريكي، موضحةً أن حظر التنزيل سيكبدها أضرارا فادحة بينما كان التطبيق يكسب نحو 424 ألف مستخدم أمريكي جديد يوميا في مطلع الصيف.
ووقع ترامب في مطلع أغسطس/آب الماضي مرسوما يرغم بايت دانس على بيع التطبيق لشركة أمريكية، معتبرا أن تيك توك يشكل خطرا على الأمن القومي إذ يتهمه منذ فترة بالتجسس على مستخدميه لحساب بكين، من غير
أن يورد أي دليل على ذلك.
2- تيك توك غلوبال (شراكة مع وولمارت وأوراكل)
ينص آخر مشروع اتفاق أعلن عنه في نهاية الأسبوع الماضي على إنشاء شركة جديدة “تيك توك غلوبال” تضم شركة أوراكل الأمريكية بصفتها شريكا تكنولوجيا في الولايات المتحدة وشركة وولمارت الأمريكية كشريك تجاري.
وبموجب الاتفاق، ستملك أوراكل 12,5% من رأسمال تيك توك فيما تمتلك وولمارت 7,5%، كما سيشغل أمريكيون، أربعة من مقاعد مجلس الإدارة الخمسة، لكن إتمام هذا المشروع يتوقف على إرادة الرئيس الأمريكي والحكومة
الصينية وسط حرب تجارية متصاعدة بين واشنطن وبكين.
إذ بات التطبيق آخر رمز للمعركة الجارية بين الولايات المتحدة والصين للهيمنة على مجال التكنولوجيا المتطورة.
3- معركة في مجال التكنولوجيا المتطورة
ردد الرئيس الأمريكي يوم الإثنين أنه لن يعطي موافقته على الاتفاق إذا استمرت الشركة الأمّ الصينية “بايت دانس” في “السيطرة” على المجموعة الجديدة، مؤكدا في الوقت نفسه أن أوراكل ووولمارت ستمتلكان غالبية رأسمال
المجموعة الجديدة بموجب الصفقة.
ووصفت “بايت دانس” التي تضم مستثمرين أمريكيين هذه المعلومات بأنها “شائعات خاطئة”، وبدورها حذرت الخزانة الأمريكية بأنه في حال لم تفض المحادثات الجارية إلى نتيجة، فقد يحظر نشاط تيك توك بالكامل على الأراضي
الأمريكية اعتبارا من 12 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، لكن المجموعة الصينية أعلنت يوم الخميس أنها تقدمت بـ”طلب إذن” لتصدير تكنولوجيا، من دون أن توضح موضوع طلبها.
ربما تكون هذه البادرة تتعلق بالخوارزمية التي حققت نجاح تيك توك، وتسمح بتوجيه المحتويات بحسب أذواق المستخدمين فتعرض على كل شخص مضامين يمكن أن تهمه، ما يحمله على قضاء أكبر وقت ممكن في تصفح
الفيديوهات على المنصة.
جدير بالذكر أن الصين ينتقل هذا النظام المعلوماتي الثمين إلى الأمريكيين. وأدرجت بكين في 28 أغسطس/آب الماضي الخوارزميات في قائمة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي لا يمكن تصديرها بدون إذن.