أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (لولوة الفوال) 

يعمل الباحثون في جميع أنحاء العالم على تطوير أكثر من 165 لقاحًا ضد فيروس كورونا , وقد اصبح 31 لقاحًا منهم بالفعل ضمن التجارب البشرية، حسب صحيفة نيويورك تايمز.

وحتى لو أُثُبتت فعالية أي من اللقاحات المقترحة، إلا أن تطويرها ليس سوى الخطوة الأولى. فوفقاً لموقع “ذا كونفيرزيشن”، التحدي الأكبر يكمن في توفير اللقاح للناس.

الخطوة الأولى لتوفير اللقاح، تتمثل في تصنيع كميات كبيرة منه، تكفي لبدء برامج التطعيم. وفي دراسةٍ سابقة، قدّرت منظمة الصحة العالمية أن لقاح أي جائحة عالمية، يتطلّب تصنيع حوالي 6.4 مليار جرعة منه . والجدير بالذكر أن هذا التقدير هو للقاحات الأنفلونزا أحادية الجرعة.

وفي حال كان اللقاح المنتظر، هو ثنائي الجرعة، فسيتطلب التصنيع، تقريباً ضعف القدرة الإجمالية الحالية، إذ ستحتاج الدول لتصنيع 12 مليار إلى 15 مليار جرعة.

إضافة الى ذلك، تتجه بعض الحكومات إلى توقيع اتفاقيات شراء مسبقة مع مصنّعي اللقاحات، التي غالياً ما يتم توقيعها سراً. ويتم فرض أسعار مختلفة على الحكومات، اعتمادًا على ميزانيتها وترتيبها بين الدول في توقيع الاتفاقية.
ويعني هذا، أن البلدان التي تمتلك الميزانية الكافية، تحصل على اللقاح أولاً، ما يجعل الدول الفقيرة من آخر الحاصلين على اللقاح.

وحدث الأمر بالفعل سابقاً عام 2007، عندما لم تستطع إندونيسيا شراء لقاحات إنفلونزا الطيور – H5N1، رغم كونها واحدة من أكثر البلدان تضرراً ذلك الوقت.

والخطوة الثانية لتوفير اللقاح تتمثل، في توزيعه على دول العالم. فعملية نقل اللقاح، تتطلب حفظه في مخازن باردة، لا تستطيع الدول التي تنقطع فيها الكهرباء توفيرها. وهناك ما يقارب 50% من اللقاحات التي تُهدر كل عام، بسبب عدم حفظها ضمن درجات الحرارة المناسبة.

أما على صعيد تكلفة تصنيع اللقاح، فقد أظهرت دراسة نشرتها مجلة اللقاح عام 2017، أن إنشاء مرفق لإنتاج لقاحات أحادية التكافؤ يكلف ما بين 50 مليون دولار أمريكي إلى 500 مليون دولار أمريكي , وما يصل إلى 700 مليون دولار أمريكي لإنتاج لقاحات متعددة التكافؤ.

وبدون استثماراتٍ كبيرة لتعزيز سلاسل التوريد الدولية والوطنية، سوف تمر سنوات قبل أن تصل اللقاحات إلى كل من يحتاج إليها، إلا في حال وافقت البلدان على العمل معاً، كما لم يحدث من قبل.