أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)
مع انتهاء عمليات التحرير من تنظيم “داعش” وإعلان الحكومة العراقية النصر على تنظيم أبو بكر البغدادي عام 2017، بدأت ميليشيات مسلحة موالية لإيران تتوجه إلى الحدود العراقية السورية، في محاولة للسيطرة على أجزاء منها.
هذه الميليشيات الموالية لإيران خضعت في تأسيسها إلى إشراف مباشر من قبل فيلق القدس الإيراني بقيادة قاسم سليماني آنذاك، وتتخذ من تلك المساحة الجغرافية بين محافظتي نينوى والأنبار على الشريط الحدود مع سوريا ملاذاً لها ولعملياتها.
وفقاً لمصادر حكومية عراقية تحدثت لـ”أخبار الآن“، فإن “هذه الميليشيات تقوم بمهام محددة خلال تواجدها هناك ولديها أيضاً عمليات يقوم بها قادتها بعيداً عن واجبهم الأساسي”.
ويتمثل الواجب الأساسي وفقاً لتلك المصادر بـ”تأمين عمليات تهريب السلاح الواصل من إيران إلى الأراضي العراقية بغية إدخاله إلى سوريا لدعم النظام السوري، ليس هذا فحسب، بل تهريب صهاريج النفط إلى هناك أيضاً”.
أبرز تلك الميليشيات المتواجدة هناك: كتائب حزب الله العراق – حركة أنصار الله الأوفياء، وهما أسستا بإشراف من قبل قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق أبو مهدي المهندس الذي قال في لقاء تلفزيوني: “أتشرف بأن أكون جندياً عند سليماني”.
هذه الميليشيات التي فيها قوة من حركة النجباء أيضاً بقيادة أكرم الكعبي الذي انشق عن حركة عصائب أهل الحق بداية العقد الماضي، فتحت أكثر من منفذ حدودي غير رسمي إلى جانب منفذ القائم الرسمي مع سوريا في الأنبار.
ويتم استخدام المنافذ غير الرسمية في عمليات التهريب وعبور السلاح الإيراني وكذلك عبور عناصر الميليشيات الذين يقاتلون في سوريا بعيداً عن قرار الدولة العراقية.
وتتلقى هذه الميليشيات ضربات جوية بين فترة وأخرى من قبل الطيران الأمريكي بسبب عمليات تهريب الأسلحة ودعم نظام بشار الأسد فضلاً عن تسهيل مهام جنرالات وعناصر الحرس الثوري الإيراني في الدخول إلى سوريا من خلالها.
وفقاً لخارطة أظهرها باحث أمني عراقي لـ”أخبار الآن“، تتمركز كتائب حزب الله العراقية في منطقة ألبو كمال، وهي منطقة تنقسم إلى نصفين، أحدهما داخل الأراضي العراقية والثاني داخل الأراضي السورية، وتسكن فيهما قبائل عراقية وسورية بينها صلات قرابة وتصاهر.
تحاول تلك الميليشيات وفقاً لهذا الخبير، أن تحدث عمليات تغيير ديموغرافي في تلك المناطق وطرد غير الموالين لها، أو على الأقل إبقاء سكانها فيها شرط ألا يعملوا ضدها ويسكتوا عن كل ما يرونهه، ومن يتعاون معه سيضمن العمل معهم.
على الجانب الآخر القريب من محافظة نينوى، تجد هذه الميليشيات نفسها هي العنصر الأساسي هناك، فلها تعاون مع حزب العمال الكردستاني ومافيات سورية تابعة لمقربين وموالين لبشار الأسد، وتعتمد هذه الميليشيات في الدرجة الأساس بعمليات التهريب على آلياتها المدنية والعسكرية، لكنها في العمليات الكبيرة التي تشهد تهريب شحنات أسلحة أو بيعها لمسلحين في سوريا، على سيارات مدنية من تلك التي يمتلكها بعض سكان البوكمال.
هذا ولم تستطع الحكومة العراقية منع هذه الميليشيات من التواجد هناك، فنفوذها في داخل الدولة العراقية كبير ويُمكنها أن تُهدد الدولة بضربات مستمرة في حال طلبت منها الانسحاب، فهي تُعتبر جزءاً من استراتيجية إيران على الأرض.