أخبار الآن | اليابان – BBC

عادت جزيرة هوكايدو اليابانيّة إلى الواجهة من جديد، بعدما أعلنت السلطات اليابانية فرض حالة الطوارئ فيها للمرّة الثانية بعدما زاد عدد إصابات “كورونا” فيها مجدداً.

وكانت السلطات فرضت حالة الطوارئ في الجزيرة لأول مرة في 28 فبراير/شباط الماضي لاحتواء “كورونا”، وألغت العمل بها في 19 مارس/آذار بعد علامات على انحسار التفشي.

وكان يُنظر إلى الجزيرة على أنها مثال للنجاح في احتواء الفيروس، إلا أنها عادت لتشهد على موجة ثانية من العدوى. فخلال الفترة الماضية، أغلقت المدارس ومنعت التجمعات في الجزيرة، والتزم الناس في منازلهم، وتابعت السلطات بتصميم تتبع وعزل أي شخص كان على اتصال بمرضى “كورونا”.

سياسة الجزيرة نجحت وأثمرت خيراً، وبحلول منتصف مارس/آذار، انخفض عدد الحالات الجديدة إلى حالة أو حالتين في اليوم. وفي 19 الشهر نفسه، جرى رفع حالة الطوارئ، وأعيد افتتاح المدارس. والآن، اختلف الوضع تماماً، إذ سجلت هوكايدو الأسبوع الماضي 135 حالة جديدة مصابة بـ”كورونا”. إلا أن الأمر الأبرز والذي لا يمكن نسيانه أبداً، هو أنه لا دليل على إستيراد العدوى من خارج اليابان، كما أن الحالات الجديدة لم تكن أجنبية.

وفي السياق، يقول البروفيسور كينجي شيبويا، من كلية كينغز كوليدج في لندن أنه “من السهل نسبياً منع التجمعات والعزل والتتبع. كانت السطات ناجحة في نهج السيطرة على المرض”.

وعلى الرغم من تسجيل أول إصابة في البلاد منذ أكثر من 3 أشهر، أجرت اليابان فحوص الكشف عن الفيروس لنسبة ضئيلة فقط من السكان، وفقاً لـ”BBC”. وعلى عكس كوريا الجنوبية، التي سيطرت على تفشي كورونا إلى حد كبير من خلال برامج اختبار واسعة النطاق، أعلنت الحكومة اليابانية إن “إجراء اختبارات، على نطاق واسع مضيعة للموارد”. كان على اليابان تغيير خطتها، والقول أنها ستكثف الإختبارات، لكن يبدو أن هناك أسباب عديدة أدت إلى إبطاء هذه الخطوة.

وفي جملة هذه الأسباب، تخشى وزارة الصحة اليابانيّة من أن تمتلئ المستشفيات بالمصابين، الذين يعانون أعراضاً خفيفة للمرض. كذلك، فإن اختبار الكشف عن الفيروس يُجرى من قبل المراكز الصحية المحلية، وليس على مستوى الحكومة الوطنية، وبعض هذه المراكز المحلية غير مجهز لإجراء الاختبارات على نطاق واسع. ومع هذا، فإن بعض هذه المراكز المحلية ببساطة غير مجهزة بالعاملين أو المعدات للتعامل مع الاختبار على نطاق واسع.

وبحسب شيبويا، فإنّ الجمع بين هذه الأسباب يبرز أن السلطات في اليابان ليس لديها فكرة واضحة عن كيفية انتقال الفيروس بين السكان. وقال: “نحن في منتصف مرحلة متفجرة من تفشي المرض. إن الدرس الرئيسي الذي يجب استخلاصه من هوكايدو هو أنه حتى إذا نجحت في الاحتواء في المرة الأولى، فمن الصعب عزل الاحتواء والحفاظ عليه لفترة طويلة، إلا إذا قمنا بتوسيع سعة الاختبار”.

ومع هذا، على الناس في هوكايدو أن يتوقعوا أن الطريق طويل، والدرس المهم أيضاً يقول أن الواقع الجديد سيستمر لفترة لا يستهان بها”. وقال شيبويا: “من دون فرض تدابير أكثر صرامة، فإنه ليس لدى اليابان أمل كبير في السيطرة على ما يسمى الموجة الثانية من العدوى التي تحدث الآن، ليس فقط في هوكايدو، بل في جميع أنحاء البلاد”.

ولذلك، فإنّ الأمر الأهم في هذه النقطة هو أنه حتى لو كنت ناجحاً في الإحتواء محلياً، فإذا كانت العدوى مستمرة بالتفشي في أجزاء أخرى من البلاد، والناس يستمرون في التنقل، فإنه سيكون من الصعب الإبقاء على المنطقة خالية من الفيروسات.

وفي السياق، يشير مسؤول حكومي في هوكايدو أن “السلطات قد تضطر إلى إبقاء الإجراءات قائمة لفترة أطول، ونشعر أنه علينا الاستمرار في فعل الشيء نفسه، والهدف هو تقليل الاتصال بين الناس لوقف تفشي الفيروس”.

 

روبوتات مطهرة في سنغافورة لمكافحة فيروس كورونا

اخترع باحثون من سنغافورة روبوتًا معقمًا بذراع تحاكي حركة الإنسان للمساعدة في التخلص المنظفات المثقلة أثناء العمل للحد من انتشار وباء كورونا.

 

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

الصين تؤكد “عدم تسترها” على عدد المصابين بكوفيد-19