أخبار الآن | ( تحليل – Longwarjournal)  

بلا شك أن تنظيم القاعدة ومنذ توقيع الإتفاق بين حركة طالبان الأفغانية والولايات المتحدة الأمريكية، حاول ركوب اتجاه الأمواج في محاولة للملمة كيانه المهترئ.

و فيما  توقف كثيرون عند الخديعة التي قامت بها طالبان، اثبت مقطع فيديو دلالة أخرى على صلة وثيقة لا يمكن تجاهلها بين شقيقة طالبان الأفغانية (طالبان باكستان)  مع القاعدة، ذلك المقطع الذي ضمنته صحيفة ” FDD’s Long War Journal”، في تقريرها، يظهر تكريم “طالبان باكستان” زعيمها السابق حكيم الله محسود على دوره في قيادة الجماعة.

ويبدأ الفيديو بتحية ما يسمى “شهداء الجهاد”، وهنا توضح القائمة التي أوردها الفيديو وجهة نظر طالبان باكستان في الشبكات المتشددة، والتي تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من تلك الجماعة.

https://twitter.com/billroggio/status/1249864634166923264?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1249864634166923264&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.longwarjournal.org%2Farchives%2F2020%2F04%2Fin-tribute-to-hakeemullah-mehsud-ttp-exposes-ties-to-afghan-taliban-al-qaeda.php

من بين الأعضاء غير المنتسبين إلى “طالبان باكستان”، هناك شخصيات كان لها دور رئيسي في قيادة تنظيمات متشددة، مثل أسامة بن لادن وعبد الله عزام مؤسسي القاعدة، و مصطفى أبو يزيد، أحد كبار قادة القاعدة وذو الصلة الوثيقة بطالبان، ومؤسس طالبان الأفغانية الملا عمر، وكذلك الملا داد الله، القائد العسكري لطالبان الأفغانية.

وأورد مقطع الفيديو كذلك صور، الملا سانجين زدران، وهو قائد عسكري كبير في شبكة حقاني وطاهر يالديشيف، قائد الجماعة الإسلامية في أوزبكستان، وأنور العولقي منظر القاعدة في الجزيرة العربية، وأبو مصعب الزرقاوي مؤسس القاعدة في العراق، وعبد الرشيد غازي، الزعيم السابق لمسجد “لال” في إسلام آباد، والمنظر الشهير في كراتشي، نظام الدين شامزي.

يصور الفيديو، حكيم الله كمقاتل “متشدد متورط في العديد من المعارك والهجمات الرئيسية”، ويقارن في أحد اللقطات حكيم الله مع وصف لـ”أبطال الأمة” الآخرين، مثل ابن خطاب، القائد الشهير في القاعدة، وأبو مصعب الزرقاوي، والقائد السابق لطالبان الملا داد الله.

يقضي الفيديو وقتًا طويلاً في مناقشة دور حكيم الله في هجوم “كامب تشابمان” عام 2009 في ولاية “خوست”، وكذلك إصداره توجيهات لتفجير ساحة “تايمز” في أمريكا عام 2010 والتي انتهت بالفشل.

هجوم “كامب تشابمان”

ويقول تقرير الصحيفة الأمريكية، إن هجوم “كامب تشابمان” يسلط الضوء على “العلاقة الوثيقة” بين القاعدة وطالبان الباكستانية ونظيرتها الأفغانية، ويستدل على ذلك من خلال موقع الهجوم والذي كان في ولاية خوست التي تسيطر عليها شبكة حقاني، فلولا دعم وإذن تلك الشبكة لما كان باستطاعة القاعدة تنفيذ هجومها على قاعدة “كامب تشابمان” العسكرية والتي كانت تضم قوات لحلف شمال الأطلسي. 

وبالعودة إلى مقطع الفيديو، فإن الراوي أشار إلى أن هذه العملية المشتركة كانت انتقاما لمقتل بيت الله في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في باكستان في وقت سابق من ذلك العام، وهو الأمر الذي أكده بيان للقاعدة صدر في ذلك الوقت.

لقاءات مهمة

مقطع الفيديو، يظهر فيصل شهزاد، أداة تنفيذ هجوم “التايمز سكوير” الفاشل لعام 2010 في أمريكا، ويظهر المقطع أيضًا تدريبًا في منشآت طالبان في باكستان، حيث يظهر في مقطع واحد شهزاد مع “عامر علي شودري”، الذي صنفته الولايات المتحدة على أنه إرهابي في عام 2012 لدوره كخبير متفجرات بصنع قنبلة كان مخططا لها أن تنفجر في “التايمز سكوير” بمدينة نيويورك في أمريكا.

في مقطع فيديو واحد، يظهر حكيم الله وهو يغادر مبنى مع طاهر يالديشيف، الأمير السابق للجماعة الإسلامية في أوزبكستان. كما يظهر أيضًا مقاتل آخر، يبدو أنه “عبوس منصور” ، وهو قائد عسكري من أصل قرغيزي قتل في غارة لطائرة بدون طيار في عام 2011.

بالإضافة إلى ذلك، يظهر حكيم الله في لقطات أرشيفية مع اثنين من قادة طالبان المهمين، مما يدل على مستويات التنسيق الوثيق بين طالبان باكستان ونظيرتها الأفغانية. في مقطع واحد ، يظهر حكيم الله وأمير طالبان باكستان الحالي، نور والي محسود، وهما يلتقيان الملا “سانجين زدران” والمعروف بـ”حاكم الظل في ولاية بكتيكا الأفغانية المتاخمة لباكستان، وكان القائد الفعلي لعملية احتجاز الجندي الأمريكي ” بو بيرغدال” وكان حليفًا وثيقًا للقاعدة، كما قام سانجين بتجنيد مقاتلين أجانب للسفر إلى أفغانستان لشن عمليات قتالية في ذلك البلد.

اللقاء الثاني وهو الأهم بنظر الصحيفة الأمريكية، يظهر حكيم الله مع “سراج الدين حقاني”، الزعيم الحالي لشبكة حقاني ونائب زعيم طالبان الأفغانية، ويظهر الاثنان وهما يتحدثان ثم يصليان معًا في الفيديو، مع ملاحظة أن وجه سراج غير واضح، كما هو الحال دائمًا في دعاية طالبان.

ماهية العلاقة بين شبكة حقاني وحكيم الله

الصحيفة ترى أن علاقة حكيم الله-سراج في غاية الأهمية، وذلك لأن الدولة الباكستانية تعتبر طالبان الأفغانية وشبكة حقاني، أدوات يمكن استخدامهم للعمل مع الدولة في كل من أفغانستان وباكستان، يُضاف إلى ذلك أن شبكة حقاني مدعومة من المؤسسة العسكرية وجهاز الاستخبارات الباكستاني.

بغض النظر عن موقف طالبان الأفغانية من هذه المعلومات، فإن ما يجمع القاعدة و طالبان و  لعل أداء الاخيرة  لهو دليل على نية  حقيقية  بالتخلص من عبء القاعدة و  دليل  على ان ما  يحكم  هذه المجموعات هو  مجرد  مصالح متضاربة ومتناقضة.

أقرأ أيضا:

مرصد الجهادية 30 | داعش، في أول رد رسمي على اتفاق طالبان – واشنطن: نصرٌ منقوص