أخبار الآن | العراق
تواصل السلطات العراقية شن حملات اعتقال بحق ناشطين ومحتجين في مدينة البصرة جنوب البلاد، بعد أن أسفرت أعمال العنف الدامية خلال اليومين الماضيين عن مقتل عدد من المحتجين واصابة عشرات آخرين.
وهذه الأحداث ليست غريبة عن البصرة، اذ شهدت المدينة قبل أكثر من عام خروج أهالي المدينة في احتجاجات مماثلة أدت إلى مقتل 12 متظاهرا واحراق مبنى القنصلية الإيرانية في المدينة.
أما احتجاجات اليوم في المدينة التي تعاني من نقص كبير في الخدمات والبنية التحتية، فتأتي في سياق موجة الاحتجاجات التي اجتاحت العراق منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي هذا الصدد، يقول الكاتب والمحلل السياسي سرمد الطائي، المتحدر من مدينة البصرة، أن “إيران تنظر للمدينة النفطية كرؤيتها للعراق بشكل عام حيث تعتقد أن برامجها المتمثلة بدعم سياسة العنف و الميليشيات سيؤديان إلى بسط سيطرتها على البلاد وخصوصا البصرة”.
ويشير إلى أن “الدعوات المطالبة بالحريات في البصرة والتي تنتقد أيضا موقف المتشددين وتدفق المخدرات عبر الحدود الإيرانية تصاعدت خلال الآونة الأخيرة في البصرة وهذا ما تخشاه أيران”.
ويتابع الطائي :” لكن الذي جرى على الأرض تبين أن البصرة هي أول مدينة ذات أغلبية شيعية تعلن معارضتها لسياسات إيران وحرس الثوري في العراق والمنطقة”.
ويؤكد أن “إحراق القنصلية الإيرانية في البصرة هو بمثابة إعلان بداية انطلاق المواجهة الكبيرة بين العراقيين وإيران التي اعتبرت منذ ذلك الحين أن مشروعها في العراق مهدد بالفشل”.
حرق القنصلية الإيرانية في كربلاء العراق.. و #ترامب ينشر الفيديو#أخبار_الآن #العراقيون_يقاومون_النهب_الإيراني https://t.co/hboTGPhApQ
إعداد: #نورا_الشيخ @Norasheikh pic.twitter.com/0BCQby0L2O
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) November 4, 2019
ويشير الطائي إلى أن “إيران لديها ثأر مع شباب مدينة البصرة، وربما سنشهد خلال الأيام المقبلة شوطا أخر من المواجهة المؤسفة بين الطرفين، إذا لم تتحل القوى السياسية العراقية بالشجاعة لاستعادة القرار والسيادة الأمنية والسياسية من الميليشيات الموالية لطهران”.
وكان رجال ملثمون هاجموا متظاهرين مناهضين للحكومة في المدينة الجنوبية خلال الليل، ما أسفر عن مقتل خمسة وجرح العشرات، حسبما أفاد التلفزيون الحكومي ومسؤولون طبيون عراقيون الجمعة.
ويستخرج العراق، ثاني أكبر منتج للنفط الخام بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، معظم انتاجه النفطي من حقول جنوبية ويصدره عبر مرافئ في البصرة وحولها.
مصدر الصورة: Getty images
للمزيد: