أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)

يبدو أن أبو بكر البغدادي رحل بنفس الطريقة التي قتل فيها فيها زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي. قتل أبو مصعب الزرقاوي  بعد فترة قصيرة من إصداره لرسالة. وبالنسبة للبغدادي، فإن رسالته الصادرة في شهر سبتمبر الماضي أدت إلى العثور عليه، وفق مصادر من العراق وسوريا.

لماذا يعتبر هذا الأمر غايةً في الأهمية؟

كيف يمكن للعراقيين والسوريين والأكراد وتركيا أن يكونوا جميعهم على حق؟ إذ إنهم جميعا ينسبون الفضل لهم في تحديد موقع البغدادي، ولكن لا يمكن أن يكونوا جميعهم على حق.

إن الادعاءات الغريبة مثل سرقة ملابس البغدادي الداخلية تشكل أخبارًا مثيرة للجدل، ولكنها أيضًا تصرف الانتباه عن القصة الحقيقية. الحرب ضد البغدادي كانت صامتة وطويلة الأمد، وتم تنفيذها بدقة من قبل التحالف ضد داعش.
المصادر على أرض الواقع تدرك تماما أن البنية الأساسية لعملية قتل البغدادي كانت عبارة عن تقنية عالية جدًا، ساعدت في النهاية على تحليل رسالة البغدادي الصوتية الصادرة في سبتمبر وأدت إلى تحديد موقعه، وتجاهل هذا الأمر ومنح الفضل على سبيل المثال لشبكات المهربين، يبعدنا عن النقطة الرئيسية.

لقد تمت هذه العملية باستخدام تقنيات فائقة، وسوف يستمر هذا النوع من العمليات، إذ إنه لا يتعلق فقط بالبغدادي أو قريبه المهمل. هذا تطور إيجابي يُظهر أن التكنولوجيا تقدمت بشكل كبير منذ أيام الزرقاوي إلى الآن، لدرجة أنه تم تحديد مكان شخص مهووس بالسيطرة مثل البغدادي الذي تجنب كل استخدام التكنولوجيا، بواسطة رسالة صوتية واحدة تجرأ على تسجيلها.

هذا يدل على أن الإرهابيين الآخرين، أينما حاولوا الاختباء، يمكنهم توقع الاهتمام بالرسائل التي يصدرونها. في الواقع، بل يمكنهم أن يتوقعوا نفس مصير البغدادي أيضاً.

للمزيد

مسؤول أمريكي يؤكد مقتل الساعد الأيمن لأبو بكر البغدادي في سوريا

كيف تمت عملية تعقب أبو بكر البغدادي من خلال تسجيله الصوتي؟