أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – متابعات
تحيي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ” الفاو” الإثنين اليوم العالمي للنحل 2019 تحت شعار “الحفاظ على النحل” حيث يتعرض النحل والملقحات الأخرى، مثل الفراشات والخفافيش وطيور الطنان، إلى تهديد متزايد بسبب أنشطة البشر .
وتساعد الملقحات العديد من النباتات، بما في ذلك المحاصيل الغذائية على التكاثر.
ولا يقتصر دور الملقحات على المساهمة المباشرة في الأمن الغذائي وحسب، بل تعتبر عنصراً أساسياً في الحفاظ على التنوع الحيوي الذي هو ركيزة أخرى من ركائز أهداف التنمية المستدامة. وتعمل كذلك كحارس للمخاطر البيئية الناشئة، ويدل ذلك على صحة النظام الإيكولوجي المحلي. وتقلل الحشرات الغازية والمبيدات الحشرية وتغيير استخدام الأراضي وممارسات الزراعة الأحادية من العناصر الغذائية المتاحة وتهدد مستعمرات النحل.
ويؤثر النحل والفراشات والملقحات الأخرى علينا جميعا، ويعتمد الطعام الذي نتناوله، مثل الفواكه والخضروات، بشكل رئيسي على الملقحات، فوجود عالم خال من الملقحات من شأنه أن يصبح عالما خاليا من التنوع الغذائي، فلا يعود لأي من التوت الأزرق، أو البن، أو الشوكولاتة، أو الخيار ، وأصناف أخرى عدة أي وجود.
وتساعد كذلك على تنوع ونوعية الثمار والمكسرات والبذور وضمان وفرتها، وهو أمر بالغ في الأهمية لتغذية الإنسان.
إضافًة إلى الغذاء، تساهم الملقحات بشكل مباشر في الأدوية والوقود الحيوي والألياف مثل القطن والكتان ومواد البناء.
وإن أغلب النباتات المزهرة تحتاج إلى تلقيح حيواني لإنتاج البذور، فانعدام هذه العملية سيؤدي إلى انهيار العديد من الأنواع والعمليات المترابطة معًا داخل النظام البيئي. وبالتالي فإن عملية التلقيح هي عملية أساسية في كل من النظم البيئية الأرضية التي يديرها الإنسان والبيئة الطبيعية. وهو أمر أساسي لإنتاج الغذاء وسبل المعيشة البشري، ويربط النظام الإيكولوجي البري بنظام الإنتاج الزراعي بشكل مباشر.
وقد دعت منظمة الفاو الدول والأفراد إلى بذل المزيد من الجهود لحماية النحل وغيره من الملقحات لتجنب حدوث نقص شديد في التنوع الغذائي. وحذرت المنظمة من أن النحل يتعرض لتهديد كبير لعدة أسباب من أهمها تأثيرات التغير المناخي والزراعة المكثفة والمبيدات الحشرية وفقدان التنوع الحيوي والتلوث.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 211/72 في عام 2017 ، بإعلان يوم 20 مايو من كل عام يوماً عالمياً للنحل. وفي كل عام في هذا اليوم ، سيتم لفت انتباه الجمهور العالمي إلى أهمية الحفاظ على النحل والملقحات الأخرى. وسيتم تذكير الناس بأهمية النحل للبشرية جمعاء ودعوتهم إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للحفاظ عليها وحمايتها. وقد شارك في رعاية القرار 115 دولة عضو في الأمم المتحدة ، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والصين والاتحاد الروسي والهند والبرازيل والأرجنتين واستراليا وجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وكانت جمهورية سلوفينيا قد اقترحت الاحتفال باليوم العالمي للنحل في شهر مايو في عام 2015 ، وبمبادرة من جمعية مربي النحل السلوفينيين ، بدأت الإجراءات في منظمة الفاو للإعلان عن يوم النحل العالمي واقتراح قرار يؤكد أهمية النحل والملقحات الأخرى. وقد تمت المصادقة على المبادرة من قبل مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة في دورته الـ 40 في روما في 7 يوليو 2017 ؛ وقد اختتم هذا الإجراء بنجاح اليوم باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بتوافق الآراء لليوم العالمي للنحل.
وتعد سلوفينيا واحدة من أفضل الدول في العالم من حيث عدد مربي النحل للفرد . وبالنسبة لعشرات الآلاف من المواطنين السلوفينيين ، فإن تربية النحل هي طريقة حياة ذات تقاليد عريقة.
النحلة ، وخاصة نحل عسل كارنيولان الأصلي ، هي جزء من الهوية الوطنية السلوفينية. وتعد سلوفينيا هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي قدمت الحماية القانونية لنحلها. في عام 2011 ، أصبح من أوائل الدول في الاتحاد الأوروبي التي تحظر استخدام مبيدات آفات معينة ضارة بالنحل.
وقد تم اختيار يوم 20 مايو ، وهو يمثل عيد ميلاد أنطون جانشا (1734-1773) ، وهو رائد لتربية النحل الحديثة وأحد أعظم الخبراء في هذا المجال في يومه. وكان أول معلم لتربية النحل الحديثة في أي مكان في العالم ، عينته الإمبراطورة ماريا تيريزا كمدرس دائم في مدرسة تربية النحل الجديدة في فيينا. كما أنه في يوم 20 مايو عندما يكون النحل في نصف الكرة الشمالي أكثر نشاطاً ويبدأ في التكاثر، وهذه هي الفترة التي تكون فيها الحاجة إلى التلقيح أكبر. في نفس الوقت في نصف الكرة الجنوبي ، يكون الخريف هو وقت حصاد منتجات النحل وأيام وأسابيع من العسل.
وقد أشار “جوزيه غرازيانو دا سيلفا” المدير العام لمنظمة الفاو” ، إلي أنه تقع على كل واحد منا مسؤولية تجاه حماية النحل وعلينا جميعاً أن نتخذ خيارات صديقة للملقحات. فحتى زراعة الورود في المنزل لتغذية النحل تسهم في هذه الجهود. وأضاف داسيلفا ، أن الدول بحاجة إلى الانتقال إلى نظم وسياسات غذائية أكثر مراعاة للملقحات.
وأكد دا سيلفا أنه لا يمكن أن نواصل التركيز على زيادة الإنتاج وتكثيف الإنتاجية بالاستناد إلى الاستخدام الواسع للمبيدات الحشرية والمواد الكيماوية التي تهدد المحاصيل والملقحات.
كانت تقارير منظمة الأغذية والزراعة العالمية “الفاو” قد حذرت من تداعيات تعريض وجود الملقحات للخطر. ووصفت الفاو ذلك التهديد بأنه يشكل خطورة بالغة على الأمن الغذائي. وشددت على أن حماية الملقحات مسؤولية جماعية تقع على كاهل جميع الدول. وتكشف دراسات الفاو ، عن وجود 20 ألف نوع من أنواع الملقحات، 7 أنواع منها فقط تمثل النحل المنتج للعسل، وتلك الحشرات تلقح نحو 84 % من المحاصيل المزروعة للاستهلاك البشري، وكلما كان معدل التلقيح جيداً كلما ارتفعت الغلة وجودتها. وتشير تلك الدراسات أن النحل لوحده يلقح ثلث ما يأكله البشر ويلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على النظم البيئية على كوكب الأرض. وكشف تقرير الفاو أن الملقحات أساسية للاقتصاد العالمي وصحة الإنسان، وكميات من إنتاج الغذاء العالمي تتراوح بين 235 و577 مليار دولار بأسعار السوق تعتمد على هذه الملقحات.
ويشير التقرير إلى أن أكثر من 75 % من المحاصيل الغذائية تعتمد على التلقيح. فالملقحات، مثل النحل، والفراشات، والطيور، والعث، والخنافس، وحتى الخفافيش، تساعد النباتات على التكاثر ، كما تأتي البذور، والفواكه، وبعض الخضراوات من نبات تم تلقيحه.
والنحل هو جزء من سبب وجود بعض طعام النزهة، ولذلك حرصنا على تربيته في مزرعة عدن اعتمادا على زهور المزرعة وأشجار السدر فيها للاستفادة من عسله ودوره في التلقيح. وترجع مساهمات النحل في التلقيح لطبيعة عمله ودوره فمن أجل إنتاج كيلو جرام من العسل الطبيعي يحتاج سرب النحل أن يزور أكثر من 4 ملايين زهرة ويقطع أكثر من 60 ألف كم ، والنحلة الواحدة تحتاج لتزور أكثر من 7 آلاف زهرة في اليوم، وكل نحلة هي جزء من فريق يعمل بلا كلل ولا ملل لدعم نمو وإنتاجية خلية النحل من خلال جمع أكبر قدر ممكن من غبار اللقاح، وفي نفس الوقت تلقيح العديد من الأنواع النباتية.
وبناء على تقرير صادر عن المنبر الحكومي الدولي لخدمات التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية، يتعين على حكومات كل الدول والجهات المعنية فيها أن تدعم زراعة أكثر تنوعا وتعتمد بدرجة أقل على المواد الكيميائية السامة من أجل تيسير زيادة التلقيح، مما يؤدي إلى تحسن نوعية الأغذية وارتفاع كميتها . والتقرير يشير بأن تعريف أصحاب المزارع والعاملين فيها بقيمة الملقحات وتطبيق طرق للحفاظ على طنينها على مدار السنة الزراعية خطوة مهمة على نحو متزايد لدعم الانتاج الزراعي. فالمزارعون بحاجة إلى اعتبار الملقحات كحلفاء لا أعداء.
ويحذر تقرير الفاو من 4 أسباب وراء انخفاض مقلق في عدد الملقحات، ولا سيما النحل، والفراشات، إلا وهي : الممارسات الزراعية المكثفة ؛ ومبيدات الحشرات ؛ والآفات ؛ وتغير المناخ . ويشير إلى أن ما يقرب من 35 % من الملقحات اللافقارية، ولا سيما النحل والفراشات، وحوالي 17 % من الملقحات الفقارية، مثل الخفافيش، تواجه خطر الانقراض عالميا. وأشارت الدراسة إلى أن أكبر الانخفاضات في الملقحات تم رصدها في أوروبا وأمريكا الشمالية. وأوصت الدراسة بالالتزام بقواعد الزراعة المستدامة وتنوع المحاصيل والإنتاج الغذائي الصديق للبيئة.
وقد وجدت إحدى الدراسات، التي أجريت على مزارع صغيرة متنوعة تمت إدارة التلقيح فيها على نحو جيد ، أن وسيط غلة المحاصيل زاد بنسبة كبيرة بلغت 24 % ويقوم النحل والحشرات الملقحة الأخرى بتحسين إنتاج الأغذية لنحو مليارين من صغار المزارعين حول العالم، مما يساعد على ضمان الأمن الغذائي لسكان العالم. كما يظل جمع عسل مستعمرات النحل البري جزءا مهما من سبل عيش السكان الذين يعتمدون على الغابات في الكثير من البلدان النامية.
وكشف تقرير حديث نشرته مجلة “نيتشر” العلمية عن أن حوالي 1.4 مليار شخص يعملون في الزراعة ، أي ما يقرب من ثلث أفراد القوى العاملة في العالم، وثلاثة أرباع المحاصيل الزراعية تعتمد على الملقحات الحشرية التي تواجه خطرا كبيرا على وجودها.
وتشير الدراسة إلى أن لهذه المسألة أهمية جوهرية بالنسبة للمجتمعات الريفية الفقيرة، إذ إن 70% من أفرادها يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيس للدخل.
وأشار الباحثون من جامعة ريدينغ البريطانية أنه يجب اتخاذ خطوات سريعة لإنهاء التدهور في أعداد الملقحات. وتتضرر من تراجع أعداد الحشرات الملقحة أكثرية الأشجار المثمرة والحبوب والبندقات إضافة إلى محاصيل ذي قيمة مضافة كبيرة بينها البن والكاكاو.
وذكر الباحثون أن الزراعات التي تعتمد على الملقحات أساسية في التوازن الغذائي للإنسان إذ إنها تقدم الفيتامينات “إيه” و”سي” والكالسيوم وحمض الفوليك. وأوضح فريق البحث أن فقدان الملقحات قد يسبب ازديادا كبيرا في الأمراض، ما من شأنه التسبب بمليون وأربعمئة ألف حالة وفاة إضافية سنويا.
ويشير التقرير إلى أن النباتات البرية ليست في منأى عن هذا الخطر؛ إذ إن أكثر من 90% من النباتات ذات الأزهار الاستوائية تعتمد على الملقحات الحيوانية. وتنتمي أكثرية الملقحات إلى فصيلة الحشرات كالنحل والفراشات، غير أن هذه المجموعة تضم أيضا بعض الطيور والخفافيش والسحالي. ويتعرض حوالي 20% من هذه الفقريات إلى خطر الانقراض، والفراشات أيضا تقع في نفس دائرة الخطر. وتذكر الدراسة أن حوالي 9% من النحل (20 ألف فصيلة لها مهمة تلقيح أكثر من 90% من الزراعات الكبرى في العالم) يواجه نفس الخطر. ويواجه النحل خطرا كبيرا يعرضها للانقراض، حيث تشير دراسة جديدة إلى أن أكثر من 12 نوعاً من النحل البري المهم لتلقيح كل شيء من العنب البري إلى التفاح في نيو إنجلاند ينخفض بشكل كبير.
وحاول باحثون جامعة نيو هامبشاير فهم الانخفاضات الموثقة التي تصيب النحل، لذلك فحصوا 119 نوعاً في الولاية يعود تاريخها إلى 125 عاماً.
وتوصلت “ساندرا ريهان” و”مينا ماثياسون” إلى أن 14 نوعاً تم العثور عليها في جميع أنحاء نيو إنجلاند قد انخفضت بنسبة تصل إلى 90%، والتى تقوم معظمها بقطع الأوراق وعمليات فى التربة حيث تعيش فى الأرض على عكس نحل العسل.
وأشار “ريحان” الاستاذ المساعد للعلوم البيولوجية والمؤلف الرئيسي في الدراسة، إلي أننا نعلم أن النحل البري معرض للخطر بدرجة كبيرة، ولا يحقق نتائج جيدة في جميع أنحاء العالم، وهذا التقييم لحالة النحل البري يسلط الضوء على الأنواع الدقيقة التى يحدث لها انخفاض حاد.
وتشير الدراسة إلى أن أعداد النحل في انخفاض مستمر منذ أكثر من عقد من الزمان في جميع أنحاء العالم، وألقى العلماء باللوم على مجموعة من العوامل بما في ذلك المبيدات الحشرية التي تسمى النيكوتينوتينات، والطفيليات، والأمراض، وتغير المناخ، ونقص الإمدادات الغذائية المتنوعة. والأزمة الحقيقية فى أن النحل من الملقحات المهمة، وحوالي ثلث النظام الغذائي البشري يأتي من النباتات التي تلقحها الحشرات.
المزيد: