أخبار الآن | قرب الباغوز- سوريا (ذا ناشيونال)
كشف داعشي نيوزيلندي يدعى مارك تايلور في لقاء مع صحيفة ذا ناشيونال أن هناك مئات من المقاتلين الاجانب في صفوف داعش يقبعون في سجن كردي مثلِه وان دولهم ترفض مساعدتهم على العودة.
واضاف الداعشي الذي القت قوات سوريا الديمقراطية عليه عندما حاول الفرار من داعش أنه ترك التنظيم لأنه لم تعد هناك غاية في البقاء أوالقتال أو حتى الموت من أجل التنظيم الذي خانه.
يشار إلى أن الداعشي المحتجز في سجن كردي كان يلقـَب بالجهادي المتعثر من قِبل الصحفيين الغربيين لأنه فـَضح مكانه على وسائل التواصل الاجتماعي ما جعله يقضي عقوبة مدتها 50 يومًا في سِجن داعش بتهمة خرق أمن التنظيم.
واضاف في مقابلة مع صحيفة ” ذا ناشيونال” في مكتب لقوات الأمن الكردية أنه يشعر بالخيانة من تنظيم داعش الذي قاتل معه وكذلك من حكومة بلده التي رفضت مساعدته للعودة الى البلاد.
بعد فراره من صفوف داعش في كانون الأول / ديسمبر عندما ضيّقت قوات التحالف الخناق على التنظيم.
و وصف تايلور شعوره بالخذلان من بلده نيوزيلندا بعد سماعه أن الدولة التي قام بتمزيق جواز سفرها في وقت من الأوقات لن تساعده في العودة. “لقد طلبت من الحكومة مساعدتي. لكنهم في النهاية ، طعنوني في الظهر “.
أسلوبه في الحوار كان هادئا و بعيدا كل البعد عن شخصيته التي كانت في يوم من الأيام ناريّة و هجوميّة خلال ما كان ينشره على الإنترنت. فقد نشر في يونيو 2014 ، صورة تظهر بقايا متفحمة لجواز سفره الأسود ، والسرخس الفضي لا يزال ظاهرًا على الغلاف ، مع توصيف يقول بأن رحلته إلى سوريا كانت “رحلة باتجاه واحد ، بلا عودة”. و هو عكس ما يرغب فيه اليوم، فهو يتمنّى فقط تذكرة عودة إلى بلده.
اكتسب تايلور سمعة سيئة في عام 2015 عندما كشف عن موقعه الدقيق عن غير قصد بنشره علامة المكان الجغرافي على مواقع وسائل الاعلام الاجتماعي الخاصة به ، والتي أظهرت أنه في منزل في بلدة الطيبة السورية. هذا الخطأ أعطاه لقب “الجهادي المتعثر” من قبل الصحفيين الغربيين، وفق قوله، وهو ما جعله يقضي عقوبة مدتها 50 يومًا في سجن داعش بتهمة خرق أمن التنظيم.
كان تايلور يرتدي سترة بنية، وعيناه مغمورتان وهيأته بعيدة كل البعد عن اللحية الطويلة التي كان يرتديها في يوم من الأيام ، وروى تايلور كالتالي الحادثة التي جعلته ينقلب على التنظيم:
“كنت في عطلة، لقد أردت التعبير عن رأيي، و اتضح أن حرية التعبير غير مسموح بها في داعش.”
من الواضح أنّ مارك كان ينتظر وجود القيم الغربية في ظل الحكم الأصولي لداعش، وهو ما يوضح التناقضات في شخصية رجل تخلى عن كل شيء في محيطه لينضم إلى جماعة إرهابية. الرجل يصف نفسه بأنه وحيد، ويقول أقاربه أن دماغه تضرّر من حادث عندما كان طفلاً.
في الأسلوب المتشدد لداعش، وجد تايلور وصفة قاسية للحياة قال إنه يمكن أن يفهمها. لكن فيما يخص الشّفقة، يبدو أنه لا يملك إلا القليل من القدرة على التعاطف. وأعرب عن أسفه عن قلّة من جرائم التنظيم، دون أن يبدي ندما واضحا عن بعضها. واصفا مقتل الصحافيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف – الذي حدث في الأشهر التي سبقت انضمام تيلور إلى داعش في أكتوبر / تشرين الأول 2014 – بأنه “ليس مشكلته حقاً”.
و في إجابته حول قتل واستعباد الآلاف من اليزيديين، كان تايلور مراوغًا بقوله أن داعش كان قاسياً نوعاً ما و برّر بأنّه لم يشارك مباشرة في ذلك. و لكنّه دافع من جانب آخر على العبوديّة طالما يتمّ الأمر على حدّ قوله وفق أصول الشّريعة.
عندما بدأت داعش بالانزلاق نحو الانهيار، و بدأ في الخضوع لتقدم القوات الديمقراطية السورية التي يقودها الأكراد ، والذين هم الآن على وشك استعادة الجيب النهائي لأرض داعش في شرق سوريا. قال مارك بأنّه قرّر الاستسلام لأنّه أمسى حتّى دون طعام يأكله و القنابل تتساقط حوله من كل مكان
وهو الآن أكثر قلقاً لأن الحكومة النيوزيلندية لن تبذل أدنى جهد من أجل تأمين عودته إلى البلاد ، ما يتركه محصوراً في سجن كردي مثل مئات من المقاتلين الأجانب الآخرين الذين انضموا إلى داعش. ووصف تايلور الأمر، بالصعب للغاية.
للمزيد: