أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
الجذام ، أقدم المشكلات الجلدية المعدية التي عرفها البشر. والذي يدب الرعب في القلوب إذا ما انتشر ، فهو المرض المدمر آكل الأعضاء ، وفي نهاية شهر يناير من كل عام، تتجه أنظار العالم إلى التوعية بالمرض .
وتحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي للتوعية بمرض الجذام في 31 يناير من كل عام أو الأحد الأخير من شهر يناير، تخليدا لذكرى وفاة الزعيم الهندي المهاتما غاندي الذي كان من أكثر المهتمين بهذا المرض والتوعية به.
والجذام مرض مُعدٍ مزمن تسببه بكتريا بطيئة التكاثر تسمى “المتفطرة الجذامية”، وتمتد فترة حضانة المرض 5 أعوام تقريبا. وهي بكتريا عضوية الشكل صامدة للحمض، ويؤثر المرض في المقام الأول على الجلد والأعصاب المحيطية والغشاء المخاطي للقناة التنفسية العلوية والعينين، ويتسبب في تآكل أعضاء البشر أو سقوطها.
لكن الأمل في الشفاء منه ليس مقطوعاً تماماً ، إذ يمكن تجنب العجز إذا ما توافر العلاج في المراحل المبكرة للمرض؛ حيث أتاحت منظمة الصحة العالمية المعالجة بالأدوية المتعددة مجانا أمام جميع المرضى حول العالم منذ عام 1995، ووفرت بذلك علاجا بسيطا وشديد الفعالية لجميع أنواع الجذام.
نجح العالم في التخلص من الجذام كمشكلة من مشكلات الصحة العمومية عام 2000 (أي أنه حقق معدلا لانتشار الجذام يقل عن حالة واحدة لكل 10 آلاف نسمة على الصعيد العالمي)، وقد تم شفاء نحو 16 مليون مريض بالجذام بواسطة المعالجة بالأدوية المتعددة خلال العشرين عاما الماضية.
الجذام اليوم
كان للـحملات الوطنية ودون الوطنية التي شنتها معظم البلدان التي يتوطنها المرض، أثر بالغ في محاربة المرض وأدى دمج الخدمات الأساسية التي تقدم إلى مرضى الجذام ضمن خدمات الصحة العامة، إلى سهولة تشخيص المرض وعلاجه.
في عام 2016، استهلت منظمة الصحة العالمية استراتيجية عالمية جديدة، وهي “الاستراتيجية العالمية لمكافحة الجذام.. الإسراع نحو عالم خالٍ من الجذام”، التي تستهدف تنشيط جهود مكافحة الجذام وتجنب حالات العجز، ولا سيما بين الأطفال المصابين في البلدان التي يتوطنها المرض.
استراتيجية منظمة الصحة العالمية
ومن أجل تنشيط جهود مكافحة الجذام، وضعت المنظمة “الاستراتيجية العالمية لمكافحة الجذام 2016-2020″، التي تتمحور حول 3 ركائز رئيسية، ألا وهي، تعزيز الملكية الحكومية والتنسيق والشراكة، ثم دحر الجذام ومضاعفاته، ثم القضاء على التمييز وتعزيز الإدماج.
أرقام وإحصائيات
قالت منظمة الصحة العالمية إن الأرقام الرسمية التي وردت لها من 138 بلدا من جميع أقاليم المنظمة أكدت أن انتشار الجذام العالمي المسجل بلغ 176176 حالة في نهاية عام 2015 (أي 0.18 حالة لكل 10000 شخص).
ووصل عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها في عام 2015 إلى 211973 (أي 0.21 حالة لكل 10000 شخص). أما في عام 2014، فكان عدد الحالات الجديدة 213899 وفي عام 2013 كان عدد الحالات الجديدة 215656.
وقالت المنظمة إنه لا تزال هناك بؤر تشهد مستويات عالية من توطن المرض في بعض المناطق التابعة لبلدان عديدة، وتشمل تلك التي تبلغ عن حالات قليلة نسبيا، حيث سجّلت بعض هذه المناطق معدلات مرتفعة للغاية للإخطار عن الحالات الجديدة، وقد تكون ما زالت تشهد سريان المرض بكثافة.
اقرأ أيضاً: