أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
عندما نتحدثُ عن الحرب، فإنّنا نرى المأساة والقتل والدمار والتهجير. فما تحمله في طياتها يروي الكثير من الألم، لأناسٍ قتلوا في أوطانهم، بسبب صراع عبثي.
وعلى مرّ العصور، يعيشُ عالمنا الحروب الكثيرة التي لم تنتهِ آثار بعضها حتى الآن. وفي عصرنا الحالي، ومع التقدم والتطور في صناعة الأسلحة ومع التكنولوجيا المتطورة في خوض الحروب، فقد أصبحت الحرب مخيفة أكثر من أي وقتٍ مضى. وحتماً، فإنّ الضحايا في ختام هذه المأساة هم “الأبرياء” أولاً وأخيراً.
ومع كل الحكايات التي ترافق الحروب، إلّا أنّ آثارها لا تظهر وتبرز بشكل جلي سوى بعد انتهائها على كافة المستويات، أبرزها على صعيد البشر. فالكثير من الأشخاص وعلى رأسهم الأطفال، يفقدون عائلاتهم وأخوتهم وأقاربهم أثناء الاقتتال المسلح، ليصبحوا وحيدين بدون عائلة. وإصطلاحاً، يُعرف هؤلاء بـ”أيتام الحروب”.
ولأنّهم ضحايا، ولأنّ العالم يجب أن يعتبرَ من قصصهم المؤلمة والمحزنة، ولكي تبقى معاناتهم بارزة في أذهان وضمائر البشر، فإنّ العالم خصّص لهؤلاء الأطفال يوماً عالمياً، تم تحديده في 6 يناير/كانون الثاني من كلّ عام، وهو “اليوم العالمي ليتامى الحروب“. ويعود الإعلان عن هذا اليوم، إلى المنظمة الفرنسية “نجدة الأطفال المحرومين” وهي منظمة إنسانية غير حكومية تهتم بأحوال الأطفال، خصوصاً أولئك الذين يحتاجون إلى الحماية من جميع أشكال الإساءة، ومقرها الرئيسي في باريس – فرنسا.
وتعتبر المؤسسة أنّ “هذا اليوم يشكل اعترافاً دولياً بمِحِنَ المجموعات المستضعفة، وتقديم المساعدة والوقاية للأطفال على وجه الخصوص من كل أشكال الاساءة والاعتداء وسوء المعاملة أو الإهمال، وصون حقوقهم استناداً للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل”.
وكشفت المنظمة عبر موقعها الالكتروني أنّ “العقود الأخيرة شهدت ارتفاعاً في نسبة الضحايا المدنيين في الصراعات المسلحة بشكل كبير نصفهم من الأطفال. كذلك، فقد اضطر ما يقرب نحو 20 مليون طفل إلى الفرار من بيوتهم بسبب النزاعات وانتهاكات حقوق الإنسان، وهم يعيشون لاجئين في الدول المجاورة لبلدهم، أو أنهم نزحوا إليها من داخل حدود أوطانهم”.
وخلال العقد الماضي، قتل أكثر من مليوني طفل كنتيجة مباشرة للنزاعات المسلحة، في حين أنّ 6 ملايين طفل أصيبوا بإعاقات دائمة أو بجروح خطيرة، وأكثر من مليون طفل أصبحوا أيتاماً أو انفصلوا عن أسرهم. إلى ذلك، فإنّ هناك بين 8 إلى 10 آلاف طفل يقتلون او يصابون بالتشوهات بسبب الألغام الأرضة كل عام.
وتقدر هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات عدد الأيتام في العالم بنحو 165 مليون يتيم، معظمهم أصبحوا أيتاماً بسبب الحروب والمجاعات والفقر والكوارث الطبيعية.
في أفغانستان، يوجد أكثر من مليون طفل يتيم مع أكثر من 600 ألف طفل ينامون في الشوارع. وهناك أكثر من مليون طفل يعانون من متلازمة ما بعد الصدمة، وما يزيد على 400 ألف طفل شوهوا بسبب الألغام الأرضية.
وكشفت تقديرات منظمة “اليونيسف” أن “هناك 900 ألف طفل في شمال شرق سريلانكا، تأثروا بشدة جراء الحرب، سواء لعدم توفر التعليم والغذاء والمأوى أو بسبب الإصابة المباشرة”. وفي القارة الأفريقية، يزيد عدد الأيتام عن 34 مليون طفل، إما نتيجة الحرب أو الأوبئة، مثل الإيدز.
مصدر الصورة: Medium
للمزيد: