أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أسيل تفّال)
ارتفاع ُ درجةِ حرارة المياه في المحيطات يُعدُ مؤشرا خطيرا للغاية، إذ إنه يَشي بأن إعصاراً مدمرا في طور التكوّن، فكيف تَحدثُ هذه الظاهرة؟ وما دور الاحتباسِ الحراري في تشكلها؟ وما الذي يُمكن فعلُهُ لتخفيف حدتها.
عندما تتحول النعمة إلى نقمة، تصبح النتيجة أعدادا هائلة من الضحايا والمشردين الذين يفقدون أسرهم ومنازلهم بسبب الأعاصير والكوارث الطبيعية. فالنعمة هي الموقع الجغرافي لبعض الدول التي تحدها المياه من جهات مختلفة، فضلا عن المناخ الحار. أما النقمة فهي تحول هذه النعم إلى أعاصير، إذ تستمد الأعاصير قوتها المدمرة من الحرارة المرتفعة وارتفاع معدل المياه في الهواء.
-كيف تتشكل الأعاصير:
الإعصار هو عاصفة تشكلت بسبب تبخر الماء الدافئ ما يؤدي إلى ارتفاع معدل الرطوبة، الأمر الذي يخلق عاصفة رعدية. ويقول العلماء إن ارتفاع حرارة مياه المحيطات إلى 27 درجة مئوية كاف لتهيئة الأجواء للإعصار. وتتشكل الرياح على صورة دوامة، ويترافق ذلك مع تشكل نظام ضغط منخفض على سطح المحيط وعندما تدور الرياح بسرعة 119 كيلومترا في الساعة يولد الإعصار من الفئة الأولى.
-درجات الأعاصر وشدتها:
وتنقسم شدة الأعاصير إلى 5 درجات وفقا لمقياسي “سفير – سمبسون” و”فوجيتا”، لكن العلم الآن مضطر إلى إضافة الدرجة السادسة، وذلك عقب إعصار مايكل الذي ضرب فلوريدا وقال خبراء في مركز الأرصاد الأمريكي إنه من الدرجة السادسة غير الموجودة بالمقياسين إلى الآن، الأمر الذي يوضح شدة هذا الإعصار.
-ما الذي يحدد اتجاه دوران الإعصار:
تدور الأعاصير مع وعكس اتجاه عقارب الساعة وذلك بناء على موقعها في الكرة الأرضية، فبالنصف الشمالي للكرة الأرضية تدور الأعاصير مع عقارب الساعة، أما في الجنوب فتدور بشكل عكسي. والسبب هو التشوه الظاهري في حركة الأجسام أو ما يعرف بتأثير كوريوليس، إذ إن اختلاف درجات الحرارة عند القطبين، فضلا عن الفرق في الضغط الجوي وسرعة الرياح؛ يؤدي إلى دفع الهواء من القطبين نحو خط الاستواء ولأن الكرة الأرضية تدور باتجاه الشرق فذلك يؤثر في حركة الأعاصير وفقا لموقعها.
-دور الاحتباس الحراري في تشكل الأعاصير:
الوتيرة المتسارعة للاحتباس الحراري فضلاً عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الفحم والنفط والغاز، ترفع الحرارة على كوكبنا وتمد وتعجل من شدة وخطورة العواصف المدارية وتزيدها قوة. فموجات الحر تحدث اختلالا مناخيا كارتفاع المستوى العالمي للمحيطات بمعدل 20 سنتمتراً منذ ثمانينات القرن الـ19 مما يؤدي إلى ازدياد الأعاصير التي تتغذى على ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة الناتجة عن تبخر هذه المياه.
-دور موجة الحر التي أصابت العالم في الأشهر الماضية بتشكل الأعاصير:
درجات الحرارة القياسية وموجة الحر الطويلة التي اكتسحت عددا من الدول خلال الصيف كان نتيجتها تشكلُ أعاصير مدمرة كالتي شهدتها الولايات المتحدة وإندونيسيا. فضلا عن أن الأمم المتحدة كشفت في تقريرها السنوي عن المناخ العالمي أن الأعوام القادمة ستشهد المزيد من موجات الحر، الأمر الي ينذر بالمزيد من الأعاصير والدمار.
-الحل:
الخبير في الطاقة والهندسة البيئية الدكتور أحمد حمدي، قال لأخبار الآن إن الاعتماد على طاقات جديدة ومتجددة للحد من التلوث البيئي والاحتباس الحراري والتغير المناخي والكوارث الطبيعية المدمرة يقلل قوة تشكل الأعاصير وأثرها، وأن الحل يمكن في إعداد خططٍ استراتيجية للأزمات والكوارث والطوارئ، فضلا عن ضرورة التكاتف العالمي لمواجهه هذه الأزمات الخطيرة ووضع القضايا البيئية في مقدمة الاهتمامات.
المزيد:
دور الاحتباس الحراري في تشكل الأعاصير
ما الذي يحدد اتجاه دوران الإعصار