أخبار الآن | دكا – بنغلاديش ( اسوشيتد برس )
قال تقرير أعدته وكالة أسوشيتد برس ان الحكومة في ميانمار تستخدم سلاح التجويع ضد أقلية الروهينغا المسلمة في آخر أساليب الضغط والاضطهاد التي تمارسها الحكومة ضدهم منذ عقود .
وبحسب مقابلات أجرتها مع لاجئين جدد في بنغلاديش أظهرت روايات الروهينغا قمع الحكومة للمزارعين وحرمانهم من الزراعة والصيد و الحصول على الطعام ما دفع اهالي القرى إلى الفرار إلى مخيمات اللاجئين .
وتقول الوكالة إن العاملين في الهيئات الإغاثية والصحية في المخيمات يتحدثون عن حالات مجاعة حقيقية بين اللاجئين الروهينغا الواصلين حديثا إلى المخيمات.
اقرأ : مصرع 60 شخصا من الروهينغا غرقا قبالة سواحل بنغلادش
ولم يتسن للوكالة أو المنظمات الإغاثية التأكد من حجم انتشار المجاعة في مناطق الروهينغا بسبب منع الحكومة للصحافة من دخول إقليم راخين
يروي عبد الغني بحرقة كيف عملت حكومة بلاده ميانمار على تجويع عائلته على مراحل زمنية
كانت البداية عندما أوقف الجنود الروهيني المسلم بعد ثلاث ساعات من المشي في الغابة لجمع الحطب الذي يبيعه لإطعام عائلته .كيف صادروا ماله ، وكيف أخد جيرانه وجنود البقرة الوحيدة التي كان قد استأجرها لحراثة حقول الأرز ، وتالياً قتلوا عمه وربطوه بسلك لمحاولته وقف الجنود من سرقة جاموسه .
وبمرور الوقت كان عبد الغني يرى جثثاً تطفو في النهر المحلي ، حجة القتل كانت بسبب الصيد غير المشروع ، شعر أن هذا المصير سيلحق بعائلته أيضاً وأن حياتهم مهددة إذا لم يغادروا ، في الأيام الصعبة كانوا لا يجدون شيئا ليأكلوه ، كان طعامهم سيقان نبات الموز للطعام ، في الأيام الأصعب.. أطفاله لم يأكلوا شيئاً .
وقال الشاب البالغ من العمر 25 عاما الذي يسكن في مخيم للاجئين في بنغلاديش، عبر الحدود مع ميانمار ، وهو يطأطئ رأسه "شعرت بالأسف الشديد لعدم تمكني من إعطاء أطفالي ما يكفي من الغذاء". "كل شيء فقط كان أسوأ وأسوأ. … يوما بعد يوم، كان الضغط يتزايد في جميع أنحاء البلاد .. كانوا يقولون لنا: "هذه ليست أرضكم. … سنقوم بتجويعكم "
إذا في البداية، يبدو أن المجازر والاغتصاب والتدمير الشامل للقرى من قبل الجيش الميانماري فى ولاية راخين الغربية أجبر ما يقرب من 700 ألف من مسلمي الروهينغيا على الفرار إلى بنغلاديش. والآن يبدو أن الغذاء سلاح آخر جديد يستخدم ضد الروهينغا المتبقيين والذين يتناقصون يوما بعد يوم في ميانمار.
ولم يتسن لاسوشيتد برس التأكد من أرقام انتشار المجاعة بين الروينغا المسلمين بشكل مستقل، حيث ان حكومة ميانمار لا تسمح للصحفيين بالوصول الى الجزء الشمالى من ولاية راخين حيث يعيش معظم الروهينغا. بيد ان اكثر من اثنى عشر مقابلة اجرتها وكالة اسوشييتد برس مع اخر اللاجئين الواصلين إلى بنغلاديش تظهر تزايد اليأس، حيث يتشدد الخناق على مجتمعاتهم في ما تصفه الامم المتحدة بانه قد يكون أسوأ ابادة جماعية يشهدها العصر . كما حذرت منظمات حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان مثل منظمة العفو الدولية من زيادة حالات الإصابة بالمجاعة بين الروهيغجا فى المناطق التى كان فيها النزاع والتهجير اكثر انتشارا.
اقرأ : مجلس الأمن يعقد اليوم أول جلسة مفتوحة بشأن "الروهينغا"
ولم ترد اجابات من الجيش الميانماري، حول محاولة تجويع المسلمين الروهينغا ، بيد ان حكومة ميانمار تنفي التطهير العرقى وتقول انها تقاتل الارهابيين. ويقول وزير الرعاية الاجتماعية وين ميات آيي إن الحكومة تقوم بتوزيع المساعدات الغذائية على أكبر عدد ممكن من الناس.
وقال اللاجئون وجمعيات الاغاثة ان المسلمين الروهينغا الذين عانوا من اضطهاد الاغلبية البوذية الميانمارية لعقود من الزمن، محاصرون فى قراهم و احيانا فى منازلهم ممنوعون من الزراعة والصيد والعلف والتجارة والعمل. وبعبارة أخرى، لم يعد بإمكانهم القيام بما يحتاجون إليه لتناول الطعام. وبينما كانت القيود المفروضة على حرية التنقل والوصول إلى الغذاء قائمة منذ وقت طويل، فقد زادت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وفقا لما أظهرته مقابلات اسوشيتد برس .
يقول عبد الغني ، الذي غادر أخيرا قرية هبا يون تشونغ في بلدة بوثيداونغ في 5 يناير / كانون الثاني: " الحياة في القرية كانت أسوأ من السجن". على الأقل في السجن يحصل الناس على الطعام مرتين في اليوم ، كنا دائما محاصرين ،و دائما تحت الضغط ".
وقال الدكتور إسماعيل مهر إن الجوع الذي يواجهه الروهينغا في بلادهم واضح عندما يأتون إلى معسكرات بنغلاديش، حيث يعاني اللاجئون الجدد، وخاصة الأطفال والنساء، من مستويات "لا تصدق" من سوء التغذية.
يقول مهر، الذي عاد مؤخرا إلى الولايات المتحدة من معالجة اللاجئين في المخيمات: "إنهم بالتأكيد يتضورون جوعا". "رأينا نقص فيتامين في الأطفال والبالغين؛ رأينا الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أجسادهم عبارة عن جلد وعظم فيما يشبه الصور من المخيمات النازية ".
القيود التي تفرضها الحكومة على الوصول إلى شمال راخين تجعل من المستحيل تقريبا معرفة عدد الأشخاص الذين لا يملكون طعاما أو مدى انتشار المشكلة أو ما إذا كان الناس يموتون. وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومقرها يانغون انها وزعت منذ نهاية آب / اغسطس الغذاء على اكثر من 180 الف شخص في ولاية راخين الشمالية. وقال برنامج الغذاء العالمى انه تمكن من الوصول فى ديسمبر و يناير الى المواقع الميدانية بما فيها بوثيدونغ و مونجداو و مروك يو للمرة الاولى منذ اغسطس.
اقرأ أيضاً :