أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)

لقد حصد وباء الطاعون أرواح الالاف خلال القرون الوسطى في أوروبا، وهاهو يعود اليوم للانتشار مجددا، ولكن هذه المرة في القارة السمراء، وتحديدا جزيرة مدغشقر التي سجلت فيها أعلى معدلات الانتشار منذ آب أغسطس الفائت حتى الآن، ما دفع المنظمات الأممية للاسراع في اتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من انتشار الوباء وتقديم اللقاحات.

خوف يعم أرجاء جزيرة مدغشقر بعد أن اجتاحها مرض الطاعون وباء القرون الوسطى وفتك بأرواح الأبرياء من أبناء العاصمة تناناريف ومدينة تاماتاف ثانية كبريات مدن البلاد.

المدارس أغلقت أبوابها والناس بدأوا بارتداء الاقنعة الواقية لتجنب العدوى، والمراكز الطبية استقبلت عشرات المصابين وبدأت بعلاجهم وعزلهم قبل تفشي الوباء بين الجميع، بالفعل لقد شفي العشرات بعد تلقيهم اللقاحات المخصصة.

إذ تقول تسيلافينا هانتانامبينينا وهي مصابة بالطاعون – لمنظمة أطباء بلا حدود "شخصيا أنا لم أترك الخوف أو الخجل يستولون علي. لم افكر الا في شفاء، لان الحياة هي الأهم أحتاج فقط إلى انقاذ حياتي. أذا ما عزلت عن المجتمع عندما اعود الى بيتي بعد انتهاء العلاج، فانا لن اخاف".

التدابير الطارئة التي اتخذتها السلطات في البلاد تكافح انتشار الوباء وتطمئن السكان إلا أن القلق لا يزال يساور السكان المحليين ويصدهم عن مراجعة المراكز المنتشرة في أرجاء المنطقة ما يرفع من احتمالية تفش أسرع للوباء.

ويقول أنجلو سولونانتيناناينا وهو مصاب أيضا بالطاعون "لو خرجت من المستشفى معافا سأحث الناس على استشارة الطبيب عندما يلاحظون أي شيء  غير طبيعي لأنه عندما توجد أي أعراض للطاعون يمكن أن نشفى" ويضيف انجلو "إن الناس يخافون من الذهاب الى الطبيب فهناك اشاعات تقول انه عندما نذهب الى الطبيب لمعالجة الطاعون لن نغادر المستشفى احياء ..الأطباء يقتلوننا..لكن هذا غير صحيح".

ثمانية أيام كافية لعلاج المصابين وعودتهم إلى الحياة الطبيعية إلا أن الصعوبات بحسب منظمة أطباء بلا حدود لاتزال تكمن في الوعي المجتمعي بهذا الوباء على الرغم من أنه يظهر في كل عام منذ ثمانينات القرن الماضي ولكن بأقل انتشار.

ويرى الطبيب توميسلاف جاغاتيك – وهو طبيب في منظمة أطباء بلا حدود"هناك علاج بالمضادات الحيوية موجود، وهو فعال جدا، وهذا علاج على المدى القصير نوعا ما. ثمانية ايام تحت العلاج ويتم شفاء المريض..المريض سيكون على ما يرام ويستطيع ان يعود الى حياته الطبيعية.تتمثل الصعوبة في إدارة تفشي المرض.لذلك ليس ما يحدث هنا بالأمر الصعب. ولكن ما يحدث خارج الجتمع هو الصعب. وما نحاول القيام به، اننا  نرسل فرق من التوعية."

المنظمات الاممية أقامت المراكز الصحية لتقديم رعاية صحية تمنع  الانتشار الخطير للوباء كما انها عملت جاهدة على استدامة العمليات المتواصلة، بما فيها البحث النشيط عن الحالات وعلاجها، وتحديد المخالطين على نحو شامل، والمتابعة والعلاج بالمضادات الحيوية.

ويؤكد لوكا فونتانا وهو أخصائي المياه والصرف الصحي بالقول "هنا يمكن ان نرى المرضى في خيمهم، أسرة…طاولات، طعام انهم يقضون الايام نحن نعطي المرضى ، ثلاثة وجبات في اليوم، وهذا يدخل في نظام الرعاية بالتأكيد. لا ينبغي الخوف من الدخول لمركز العلاج، لان المريض يمكن ان يباشر العلاج حالا. كما تشاهدون، المرضى في صحة جيدة. بمجرد ان يبدأوا في العلاج لن يكونوا مصدرا للعدوى خلال اربعة ايام من العلاج"
السرعة في الاستجابة الطبية وتقديم اللقاحات اللازمة ستكون الضامن لمنع انتشار الوباء وقد تنقذ اروحاء آلاف من الابرياء  إلا ان التوعية المجتمعية بالاصابة وأساليب العلاج في البلدان الافريقية ستكون الضامن لاستدامة منع تفشي الوباء مرة أخرى 

اقرأ أيضا:

ما هو الطاعون الرئوي الذي تحذر منه الصحة العالمية في مدغشقر؟

جهود مكثفة للتصدي لانتشار الطاعون في مدغشقر