أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (وكالات)
مازالت أزمة المقاتلين الأجانب العائدين من جبهات القتال في سوريا والعراق إلى بلدانهم، تشكل هاجسا وتحديا كبيرا أمام الحكومات، بعد أن أمضوا سنوات وشهور يقاتلون إلى جانب تنظيمات وجماعات إرهابية. والخشية الآن من عودتهم وهم يحملون الفكر المتشدد، إلى جانب مهارات قتالية اكتسبوها خلال فترة وجودهم في أماكن النزاع، وفور عدوتهم تعاونوا مع السلطات الأمنية، وقدموا لها المعلومات كافة.
جزء من هذه المعلومات تكشفت من خلال تقرير ألماني أعده المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإتحادي لحماية الدستور، ومركز المعلومات والاختصاص لمكافحة التطرف، ومن المعلوم بأن القوات الأمنية تمكنت مؤخرا من مداهمة 200 موقع في عشر مدن، بسبب اتصالهم بتنظيمات متشددة.
التقرير أكد أن ربع العائدين أظهروا استعدادهم للتعاون مع السلطات الأمنية، وبين أن ثلث الذين غادروا قد أقاموا في مناطق حروب، وتم القبض على 12 بالمئة منهم، وبحسب التقرير فإن البقية هم إما في الخارج أو مكان إقامتهم مازال مجهولا.
التقرير الذي يتكون من 61 صفحة، كشف أن حوالي 850 متشددا غادروا ألمانيا خلال السنوات الماضية، متوجهين إلى سوريا والعراق للقتال إلى جانب تنظيمات متشددة. واستعرض التقرير، سيرة حياتية لـ 784 شخصا تراوحت أعمارهم بين 13 و 62 عاما، انضموا إلى فتح الشام أو كما عرف سابقا بجبهة النصرة.
وأظهر التقرير أن 274 مقاتلا منهم عادوا إلى ألمانيا، 48 بالمئة لا يزال ولاؤهم لجماعاتهم المتطرفة، و 8 بالمئة عادوا بغرض استعادة القوة، أو تدبير عتاد جديد أو أموال، بينما 10 بالمئة سبب عودتهم هو الإحباط وإحساسهم بخيبة الأمل.
أما عن العوامل التي دفعت بهؤلاء إلى انتهاجهم التطرف والتشدد، فإن التقرير ذكر بأن نصفهم تطرفوا عن طريق أصدقائهم، و 48 بالمئة عن طريق الخطاب المتشدد، و 44 بالمئة عن طريق الدعايات التي تنشر عبر الأنترنت، و 27 بالمئة عن طريق الندوات والمحاضرات، و 24 بالمئة عن طريق الإشاعات والأكاذيب التي تنشرها تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
وكانت وزارة الداخلية الألمانية، قد صرحت في وقت سابق، أن 140 شخصا تأثروا بأفكار التشدد والتطرف وسافروا إلى سوريا والعراق للقتال، ثلثهم مازالوا موجودين في مناطق القتال، وثلث آخر قد عاد وتم القبض عليه، والثلث الأخير ماتزال المعلومات تجهل أماكن وجودهم.
وسجلت السلطات الأمنية تراجعا في عدد المقاتلين المتجهين إلى سوريا والعراق، في الفترة الممتدة من يوليو 2015 وحتى يونيو 2016.
وأشار التقرير في ختامه إلى أن 21 بالمئة من المتطرفين الذين سافروا هم من النساء، وأن 61 بالمئة ولدوا في ألمانيا، والبقية ولدوا في تركيا وروسيا وسوريا ولبنان. و 27 بالمئة هم من الجنسية المزدوجة، الألمانية المغربية، والألمانية التونسية، والألمانية التركية.