أخبار الآن | تونس (نورا مجذوب) خاص

اختتم اجتماع وزراء داخلية دول اتحاد المغرب العربي يوم أمس، وهيمن ملف التنظيمات الإرهابية في منطقة شمال أفريقيا على أعمال الدورة السادسة، حيث أكد المجتمعون على أن ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني تزداد خطورتها على المستوى المغاربي، ويجب محاربتها بشتى السبل.

وزير الداخلية التونسي الهادي مجدوب استهل قوله إن التنظيمات الإرهابية تنتشر على مجمل الرقعة الجغرافية لشمال افريقيا ولتجمع دول الساحل والصحراء، وفي مقدمتها كل من داعش وتمدده إلى ساحات أخرى، وتنظيم بوكو حرام وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وغيرها من الجماعات المتشددة. 

كل هذه العوامل جعلت من هذه الظاهرة الإرهابية مشغلا جديا و تحديا مطروحا أمام مختلف الأجهزة الأمنية المغاربية، لا سيما بعد أن انتشرت عدواها في العديد من الساحات، وباتت تستهدف بوجه أخص فئات شبابية تمت استمالتها وتعبئتها بصورة مباشرة أو عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، لتصبح أداة بيد زعامات الإرهاب، وقنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي زمان ومكان.

وأضاف السيد الهادي مجدوب أن كل دولة في حد ذاتها تقوم بمجهود كبير في هذا المجال والهدف في هذه الحالة هو أن يكون الجميع على مقربة أكثر، لأنه لا بد من توفر إطار إقليمي يساعد على العمل المشترك، فالجميع يعلم أن ظاهرة الإرهاب ظاهرة عابرة للقارات ولا بد من التنسيق والعمل المشترك في مجال تبادل المعلومات، وتوفر هذه الظروف والخطط الملائمة. 

إضافة إلى التحاور والتشاور بين بلدان المغرب العربي خاصة، وأن هذه المنطقة كما يعلم الجميع لها خصوصيات مختلفة، تدفعنا إلى العمل لتحقيق نتائج أفضل.

من جهته قال عبد السلام كاجمان نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إن عوامل الاستقرار في دول إتحاد المغرب العربي، تتطلب منا جميعا إرادة قوية ووضع منهجية عاجلة لتعزيز التعاون الأمني المشترك. 

ووضع مبادئ عامة لسياسات أمنية مغاربية لمناهضة التطرف والجماعات المسلحة ومحاربة الإرهاب ومحاربة الجرائم الإلكترونية والجريمة المنظمة وتهريب السلاح والاتجار بالبشر والمخدرات وتبييض الأموال والهجرة غير الشرعية وأمن الحدود وغيرها، وأكد  على وضع الحلول المناسبة لها وصولا إلى تلبية طموحات شعوبنا المغاربية، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، حتى تنعم بحياة كريمة و آمنة.

أيضا أضاف عبد السلام كاجمان أن الكثير من دول العالم تعاني عديد المشاكل على حدودها وفي ليبيا الحدود مستباحة في الحقيقة من خلال الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر و تجارة المخدرات و نحن جاهزون في المجلس الرئاسي و حكومة الوفاق للتصدي لكل هذا، و هذا من أهم أولوياتنا بإذن الله.

من جانبه يقول نور الدين بدوي وزير الداخلية الجزائري إن مكافحة الإرهاب والحد من نشاط الجماعات المسلحة التي تنشط في المنطقة يستوجب منا تكثيف الجهود على المستويين الوطني والمغاربي من خلال تشخيص المخاطر الأمنية و التي تهدد منطقتنا والعمل على إعداد تصور مشترك ومتكامل لتعاون مغاربي يقوم على أسس فعالة من خلال تبادل المعلومات وتحديث الأجهزة المختصة. 

وبالطبع يتطلب كل ذلك رفع درجة اليقظة وبث مزيد من الجهود والتنسيق بين الجميع ووضع آليات ملائمة للتعاون العملياتي و للتصدي لمختلف الجماعات الإجرامية من خلال حماية أكثر لحدودنا المشتركة.

أيضا قال شرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير داخلية المملكة المغربية أن انخراط المملكة المغربية في خطط مكافحة الإرهاب جعل منها هدفا لتهديدات الجماعات المتطرفة فرغم التصدي للمحاولات المتكررة لتنظيم القاعدة لدول المغرب لزرع خلايا له داخل المغرب. 

حيث يبقى هذا الفرع المغربي مصدر قلق متزايد نظرا لخطورة العمليات الإرهابية التي ينفذها بمنطقة الساحل، وتمركز خلايا الدعم اللوجيستي التابعة له في المنطقة المغاربية، وما يشكل ذلك حافزا لدى عناصر متطرفة للالتحاق بصفوفهم، كما أن احتمال عودة بعض المقاتلين المغاربة تابعين لهذه التنظيمات إلى بلدانهم يشكلون هاجسا أمنيا للدرجة القصوى، خاصة بعد تلقيهم تدريبات عسكرية وتفخيخ السيارات وصناعة المتفجرات. 

وجبت الإشارة في هذا الصدد أن المصالح الأمنية المغربية سجلت عودة أكثر من مائة و ثمانين عنصرا منهم إلى أرض الوطن مع العلم أن حوالي ألف و خمس مائة و ستين مقاتل مغربي ينشطون في كل من سوريا والعراق.

الأمين العام لإتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحي يقول إن لدول المغرب العربي تمشي مشترك في جل هذه القطاعات للتصدي للإرهاب و لإيجاد الطرق لإنقاذ الشباب من الذهاب إلى عديد التوترات في العالم و خاصة في سوريا ومالي و الذهاب هناك ليس للقيام بتضحية إنما فقط لأجل المال وإن شاء الله الآن هنالك أكثر رصانة و كثر عناية و اهتمامنا بالشباب مرتبط باهتمامنا بالأمن المشترك.