أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ألفة الجامي)
بعد مداولات ومفاوضات دامت سنوات طويلة بين طهران ومجموعة الست، أفرزت عن إطلاق خطة العمل المشتركة الشاملة للبرنامج النووي الإيراني..خطة فيها عدة نقاط وبنود إذا كتب لها النجاح، من المقرر أن تكون إيران خالية من الأسلحة النووية وتكون أكثر ازدهارا وحرصا على التجارة مع بقية العالم.
ما هي هذه الخطة؟ وما هو مسارها؟ وماذا نفذ منها؟
بعد مرحلة من المخاض العسير توصلت طهران ودول الخمسة زائد واحد الى اتفاق تاريخي فيما بينها بخصوص النووي الايراني. اتفاق تضمن عدة نقاط وبنود قوبلت بعضها بالتردد من طهران، او الموافقة على مضض فيما ابدت موافقتها الكلية على بعضها الآخر. هذه البنود شكلت في الواقع ما اطلق عليه بخطة العمل المشتركة الشاملة والتي على ضوئها يلتزم طرفي الاتفاق بتنفيذ ما له وما عليه.
ولعل ابرز بنود هذه الخطة، بند التخصيب المتعلق بخفض طهران لأجهزة الطرد المركزي بنسبة الثلثين وان تكون كل أجهزة الطرد من الجيل الأول.
كما وافقت على ألا تخصب اليورانيوم بنسبة أعلى من 3.67 في المئة لمدة لا تقل عن 15 عاماً. وافقت إيران على تحويل منشأة فوردو، بحيث تستخدم لأغراض سلمية فقط، أي كمركز بحوث نووي وفيزيائي وتكنولوجي. وهو فعلا ما تم الاعلان عليه رسميا خلال الاسبوع الماضي، ستخصب إيران اليورانيوم في منشأة ناتنز فقط باستخدام أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في منشأة ناتنز لمدة 10 سنوات، وبإزالة الأجهزة الأكثر تطوراً.
البند الثاني للخطة والمتعلق بالتفتيش والشفافية، سيكون بوفقه للوكالة الدولية للطاقة الذرية حرية الوصول المنتظم إلى كل المنشآت النووية الإيرانية، بما يشمل منشأة التخصيب في نتانز ومنشأة التخصيب السابقة في فوردو، بما يشمل استعمال أكثر وسائل المراقبة التكنولوجية حداثة.
فيما يعتمد البند الثالث بالاساس على ما سمي بالمفاعلات واعادة التصنيع حيث على إثره وافقت إيران على إعادة تصميم وبناء مفاعل بحثي في أراك يعمل بالماء الثقيل من شأنه ألا ينتج البلوتونيوم المستخدم في الأسلحة، وأن يدعم الأبحاث النووية السلمية كما سيتم تدمير قلب المفاعل.
ملف العقوبات يشكل بندا رئيسا وهاما داخل خطة العمل المشتركة، حيث بمقتضى الخطة ستُخفف العقوبات عن إيران إذا التزمت بتعهداتها بشكل يمكن التحقق منه، فيما يُبقي الاتفاق على العقوبات الأمريكية على إيران، والمرتبطة بالإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان والصواريخ البالستية.
أهم ما جنته طهران بعد هذه الخطة انها استطاعت ان تسترد اموالها المجمدة في خارج البلاد، استرجاع تحدثت حكومة طهران عنه على اساس انه شكلي، ولا يخضع الى التنفيذ. وهو ما كان محور اللقاء الايراني الاوروبي. حيث أكدت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيرني في زيارتها للعاصمة الإيرانية طهران أن تطبيق الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى يواجه تحديات وعراقيل يريد الطرفان تجاوزها معاً.
وبين التحديات الواجب تخطيها وفق موغيني ، تردد المصارف الأوروبية في العمل في إيران خشية ردود محتملة من الولايات المتحدة التي لا تزال تفرض قيوداً على التعامل بالدولار مع هذه الدولة، وأشارت إلى أن الاتحاد ألغى جميع أنواع الحظر الذي كان مفروضاً على طهران.
هذه التصريحات تمثل صفحة جديدة في العلاقات والالتزام بتنفيذ خطة العمل المشترك وفقاً للاتفاق النووي بين طهران والاتحاد الاوروبي، وهي تمثل اهم خطوة تلت الاتفاق التاريخي، التي سبقتها خطوات اخرى تتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين طهران وعدة دول اخرى، كم شأنها أن تجعل النووي الايراني في المرحلة التقدمية بامتياز.