أخبار الآن | إسطنبول – تركيا (جابر المر)
منذ عشرة أيام بدأ تطبيق القرار الصادر عن الاتحاد الأوروبي والموقع بالعلاقة مع تركيا، والذي يقضي بإعادة أي لاجئ يصل للجزر اليونانية دون الرغبة بالتقدم بطلب اللجوء في اليونان، مما يعني بالنسبة للاجئ الموافقة على البقاء فيها، لكن ما إن بدأ بتطبيق القرار حتى كان هناك آلاف العالقين بين الحدود اليونانية والصربية، قدموا قبل تطبيق القرار، ومقدونيا لا تسمح لهم بتجاوز حدودها.
خطوات عملية
وفي بداية الخطوات العملية، أعلن النائب في البرلمان اليوناني عن ائتلاف اليسار الراديكالي "سيريزا"، سوكراتيس فاميلّوس، أن سلطات بلاده نقلت 400 مهاجرا من الحدود المقدونية إلى مخيمات أخرى. وقال "فاميلوس" أثناء زيارته مركزا للمهاجرين في بلدة "إيدوميني"، المتاخمة للحدود المقدونية، أنه جرى نقل العدد المذكور من المهاجرين ضمن إطار توزيع اللاجئين.
هذا وبإمكان المهاجرين الذين سينقلون إلى المخيمات التقدم بطلب لجوء في اليونان، إضافة إلى التقدم بطلب لبرنامج توزيع المهاجرين على الدول الأوروبية الأخرى، كما سيتم إعادة المهاجرين الذين لا يرغبون بالتقدم بتلك الطلبات، إلى تركيا.
وأضاف فاميلّوس، أنه "يتم نقل المهاجرين الواصلين إلى الجزر اليونانية، إلى المخيمات، بعد الاتفاق الذي جرى التوصل اليه بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مع بقاء حقهم في تقديم طلب لجوء إلى اليونان".
من جهة أخرى، وصف "ماركو بوينو"، رئيس مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مدينة سالونيك اليونانية، أن توزيع المهاجرين الموجودين في عموم البلاد على المخيمات الاخرى، "هو الحل الافضل". في الحالة هذه فإن المهاجرين يعتقدون أنهم سيفقدون حق العبور إلى أوروبا إذا ابتعدوا عن المخيمات الموجودة هنا، ولكنهم سيحصلون في المخيمات الجديدة على ذات المساعدات التي كانوا يحصلون عليها سابقاً حسب ما يشاع هناك.
حال العالقين
يواصل نحو 12 ألف مهاجر انتظارهم في المخيمات الموجودة ببلدة "إيدوميني"، منذ 7 آذار الحالي، للعبور إلى الأراضي المقدونية. وبينما ينتظرون هناك في أوضاع إنسانية غاية في المأساوية والتعقيد، تخيرهم الحكومة اليونانية بالبقاء أو الذهاب نحو المخيمات التي بنتها لهم مع شرط تقديم طلب اللجوء في اليونان في حال اختاروا الثانية والتخلي عن حلم الذهاب إلى أوروبا كما كان الوضع سابقا.
"أبو خليل المحمود" أحد اللاجئين الذي اختار العودة إلى "مخيم ماريو" قال: "ليس أمامي خيار، أنا وأولادي الثلاثة وزوجتي حالتنا الصحية تسوء يوما إثر يوم في الانتظار بجانب المستنقع ولا يبدو أن الحكومة المقدونية ستغير من موقفها شيئا، لذا قررنا الذهاب إلى مخيم ماريو، ولنرى ما الذي سيحدث هناك".
"خديجة الرماح": "لا أعرف إن كان علي الذهاب إلى المخيمات اليونانية وتقديم طلب لجوء في هذا البلد، أنا لم أخاطر بحياتي من أجل أن أقضي حياتي في اليونان، ولو كان الوضع كذلك لفضلت البقاء في تركيا، سأبقى على الحدود وسأواصل الصبر إلى أن تنفرج أزمتنا".
بين بلاد الله الواسعة يهيم السوريون الذين شردهم طاغية ما زال إلى اليوم ينعم بقصره الفاخر على حساب عذاباتهم.