أخبار الآن | الشرقية – مصر – (رويترز)
يتحول مزارعون في أنحاء مصر إلى استخدام الطاقة الحيوية باعتبارها صديقة للبيئة ووسيلة موفرة للنفقات في تسميد مزارعهم وتوفير غاز الطهي اللازم لمنازلهم.
وأُطلق مشروع الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة في عام 2013 تحت إشراف وزارة البيئة وأقام حتى الآن أكثر من ألف وحدة غاز حيوي في نحو 18 محافظة بمصر.
وتُملأ الوحدات بروث الماشية ومخلفات المحاصيل التي تحولها البكتريا في الخزان إلى غاز الميثان.
وبعد إنتاج الميثان تتحول بقايا المخلفات إلى سماد يُستخدم في تسميد الأراضي الزراعية.
ويقول المهندس أحمد مدحت مدير المشروع إنه يتمنى استمرار نمو المشروع.
وأضاف لتلفزيون رويترز "الهدف بتاع المشروع إن هو يشتغل على نشر تكنولوجيا الطاقة الحيوية بما فيها تكنولوجيا الغاز الحيوي (بيو جاز). شغالين في المناطق الريفية. إحنا دلوقتي بننفذ وحدات غاز حيوي الهدف بتاعها إن هي تأخذ المخالفات الزراعية سواء مخلفات زراعية أو مخلفات حيوانات وتحولها إلى غاز طبيعي وسماد طبيعي بيستخدمه الفلاح في الأرض عشان يقلل استهلاكه ويستغنى عن أنابيب البوتاجاز والسماد الكيماوي."
وأكد مزارع من محافظة الشرقية على دلتا نهر النيل يدعى شبراوي زكريا أن المشروع جعل نوعية محاصيله أفضل.
وقال "بتطلع (وحدة الغاز الحيوي) لنا غاز للبيت بنولع (نشعل) منها جوز بوتاجازات (جهازي بوتاجاز). بنولع منها بوتاجاز في الشق (الجانب) ده وبوتاجاز في الشق ده. وبعدين بتطلع (تُنتج) سماد عضوي بنحطه في الأرض الزراعية زي ما إنتي شايفه بسم الله ما شاء الله رأس الثوم عاملة إزاي. وكنا زارعين هنا خضار بسلة (بازلاء) قبل الثوم كانت حاجة جميلة خالص. البرسيم تحسي إن البرسيم بتاعي أزرق عن البراسيم اللي عند الناس أو أخضر من الخدمة من السماد ده. لأن لما بنيجي نسقي بنشيل شوية من السماد نحطهم (نضعهم) في المياه بتنزل في البرسيم.. فهو مشروع مفيد جدا ومية مية. حلو خالص."
وتتكلف وحدة الغاز الحيوي نحو خمسة آلاف جنيه مصري (560 دولارا) لكنها يمكن أن توفر المال من فاتورة الغاز على المدى البعيد.
وقالت حياة بيومي زوجة زكريا إن الأسرة اعتادت أن تهدر وقتا ومالا في الذهاب لمستودع تبديل أسطوانات الغاز وأصبحت الآن تفضل وحدة الغاز الحيوي التي توفر لهم احتياجاتهم من الغاز.
وقالت "دلوقتي (حاليا) إحنا كنا بنروح على الجمعية بتاعت الأنابيب والتجار اللي هما بيبيعوا الأنبوبة ب ٤٥ جنيه. وبقينا متضررين.. وإحنا فردين إثنين وكنا بنستهلك أكثر من ثلاث أنابيب في الجمعية وكانت سعرها غالية علينا. دلوقتي عدنا مستريحين على المشروع ده وحلو مريح لينا."
ويتوسع المشروع عن طريق تدريب رواد أعمال على إنشاء وحدات جديدة.
وقالت مهندسة كيميائي تدعى شيماء عمرو مؤسسة شركة بيو مكس إنها بدأت تدريب مهندسين آخرين على هذه التكنولوجيا.
وأضافت "بعد ما أخذنا التدريب وبقينا قادرين إن إحنا نعمل وحدات غاز حيوي تم تأسيس شركة بيو مكس اللي هي شركتي. من خلال الشركة بدأت عندي أدرب عمال اللي هم بنائين اللي بيعملوا وحدات الغاز الحيوي. وكمان دربت مهندسين ثاني يعملوا وحدات الغاز الحيوي."
ودرب المشروع حتى الآن أكثر من 35 مهندسا و40 عاملا مما أدى إلى إنشاء 20 شركة متخصصة في بناء وحدات الغاز الحيوي.
وتعاني مصر -التي كانت ذات يوم تُصدر الغاز للخارج- من أسوأ أزمة طاقة منذ عقود مع زيادة الاستهلاك وتراجع الإنتاج وهو ما حولها إلى مستورد للطاقة من الخارج.