أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا (عماد كركص)
القمع الذي مارسه النظام على كافة المناطق التي ثارت عليه، أجبر كثيرا من السوريين على اللجوء إلى بلدان الجوار، ومنهم عدد من النشطاء الأوائل الذين كان لهم دور هام في قيادة الحراك.
ففي الذكرى الخامسة للثورة وفي مدينة غازي عينتاب التركية، التقى بعض هؤلاء النشطاء، في جلسة ودية واسترجعوا فيها الأيام الأولى للثورة .
تقرير مراسلنا عماد كركص .
يجتمع فراس ونورا ومنهل وعلي هنا في أحد مقاهي مدينة غازي عينتاب التركية، ليستذكروا مشوار البدايات خلال الثورة السورية، في يوم ذكراها الخامسة، بعد أن كانت قد جمعتهم كثوار أوائل وفاعلين ضمن الحراك، كل في مدينته .
علي دياب وهو ناشط طبي ومن اللذين شاركوا بالمظاهرات الأولى في داخل دمشق ومدينته الزبداني، قال لأخبار الآن : "اليوم اجتمعنا كرفاق ثورة، جمعتنا هذه الثورة وعملنا مع بعض من أجلها، مع أن كل واحد منا من منطقة مختلفة".
وأضاف علي : "في هذا اليوم 15 آذار ، الذي له قدسية كبيرة لجميع السوريين، لدينا فيض من العواطف والذكريات، جلسنا واستعرجعنا بعضها، بما تخللها من فرح وحزن ".
كثافة التفاصيل في ذاكرة كل واحدٍ منهم، أغرقت هذه الجلسة بمشاعر اختلطت ما بين الفرح أحياناً بأنجاز تحرير و حشد كبير لمظاهرة ما، أو الحزن باعتقال واحد منهم، وربما فقدان أحد رفاقهم، لكنهم مصرون على أن قيام الثورة، إنجازاً بحد ذاته.
منهل باريش وهو أحد قادة الحراك في مدينة سراقب بريف إدلب قال لأخبار الآن : "في الذكرى الخامسة للثورة ورغم كل الضغوط والتحديات التي تعرضت لها، أعتقد أن إرادة السوريين أكبر من هذه الضغوط وهم مستمرين بثورتهم ونحن معهم بالتأكيد ".
وربما يكون الأميز في جلسة أصدقاء الثورة هذه، هي الذكريات المشتركة بين نورا وفراس اللذان كانا على تنسيق دائم، بين محافظتين مختلفتين، في سبيل خدمة قضية واحدة .
فراس ديبة، ناشط وصحفي من حلب قال لأخبار الآن : "لازلنا إلى حد الآن على دوام التنسيق مع بعضنا البعض، لخدمة أهلنا والثوار في الداخل، نجلس دائما لنستعيد ذكرياتنا القديمة، وجميل جداً أن يكون لدينا ذكريات مشتركة ".
أما نورا الجيزاوي وهي عضو الهيئة السياسية للإئتلاف، وإحدى أبرز ناشطي مدينة حمص والتي أيضاً كانت معتقلة لدى سجون النظام، فقد قالت: "الخصوصية أن هناك كان شيء مشترك يجمعنا أنا وهؤلاء الأصدقاء، وطبعاً الثورة والعمل لأجلها هي من جمعتنا، وهناك تفاصيل كثيرة لا تخرج إلا في هكذا جلسات ".
وسواهم هناك الآلاف من السوريين الذين أبعدتهم الحرب عن بلادهم، يعيشون الذكرى الخامسة للثورة، ويأملون بغد أفضل يعيدهم إلى إليها ، وقد تحققت الغايات التي انطلقوا بثورتهم من أجلها .