أخبار الآن | مقديشيو – الصومال (خاص)

 

احتلت جماعة الشباب الصومالية، منتصف الاسبوع منطقة غراعاد الاستراتيجية، شمالي البلاد، وفق ما أكد مسؤولون في حكومة بونتلاند. 
وتتمتع غراعاد التي تبعد بـ700 كيلومتر عن العاصمة بحكم ذاتي واسع، وهي شبه مستقلة عن الحكومة المركزية في الصومال. 
النائب في البرلمان الصومالي عبدي حوش تحدث لأخبار الآن عن أهمية الموقع الاستراتيجي للمدينة والذي يطل على منافذ عدة  .. 
    
أهمية مدينة غرعاد هي  أنها تقع على المحيط الهندي كما أن لها حدود بحرية في بعض المناطق التي تسيطر فيها الحركات الإرهابية، ولسهولة التنقل بين هذه المناطق اختارت هذه المجموعات مدينة غرعاد معسكرا لهم، حيث سافروا من الأقاليم الجنوبية والمتوسطة عن طريق البحر ،  سيطرة الحركات الارهابية على موانئ ومنافد بحرية في الصومال، تمكن لهم الي تصدير إرهابهم الي العالم كما تدر دخلا كبيرا،  ولاشك أن بعض الإرهابيين في الصومالي لديهم صلة مباشرة مع داعش. لذا يجب على الجهات الرسمية سواء كانت في بونتلاند أو مقديشو ، وأخذ كل الإجراءة اللازمة لتصدي بهذه الحركات الارهابية.

وبالنظر إلى أن ما يحدث في الصومال مشكلة إقليمية وليس صومالية بحتة، فإن « الشباب» يرى نفسه جزءاً من «نضال عالمي»، كما أن هجماته الأخيرة كانت تهدف إلى عزل سكان كينيا  البالغ تعدادهم نحو أربعة ملايين شخص، ومعظمهم ليسوا من أصول صومالية، عن بقية سكان الدولة.
وحتى الآن عمد القادة الكينيون إلى إدارة البلاد على نحو بعيد عن التكتيكات والخطابات التي ربما تؤدي إلى إشعال الوضع. وقام المسلمون بمسيرات في البلاد ضد «تنظيم الشباب»، في حين دعا أسقف الكاثوليك في نيروبي إلى «الاشفاق» على القتلة. والأمر المثير أن أقارب الطلاب الذين قتلوا في الجامعة وعدوا بأنهم سيطلبون الهداية في صلاتهم لمن قتل أبناءهم.

وخلال السنوات القليلة الأخيرة أدى التنازل عن السلطة المركزية إلى تباشير أمل في الشمال الشرقي، إضافة إلى الاستثمارات التي وصلت إلى المنطقة وبعض التطور في الحكم المحلي الذي من شأنه أن يساعد على معالجة قضية انعدام المساواة، لكن المقتلة التي حدثت في جامعة غاريسا كانت بحد ذاتها جزءاً من جهود تهدف إلى تطوير الشمالي الشرقي. ويتعين على الدولة ليس التفاوض مع الأقليات العرقية والدينية وإنما حل قضاياها الإدارية والهيكلية مثل كيفية قيام أجهزة الأمن المختلفة بالعمل معاً.