أخبار الآن | طهران – إيران – (حامي حامدي)
الموافقة على الإتفاق النووي يمكن أن تغير مستقبل إيران كثيرا، وكذلك حياةَ المواطنيين الإيرانيين هذا ما ادلى به نواب إيرانيون لمراسلنا في طهران .
فبعد الجلسةِ المثيرة للجدل التي لم يشهدِ التاريخُ الإيرانيُّ مثلَها من قبلُ والتي عقدت يومَ الأحد وترافقت بتوجيه تهديداتٍ من قبل بعض النوابِ المخالفين للاتفاق النَّووي إلى وزيرِ الخارجية الإيراني ومديرِ مؤسسة الطاقة الذرية في إيران، صوت نوابُ المجلس أخيراً لمصلحة تنفيذ الاتفاق النَّووي، إذ يمكنُ لهذا الأمر أن يغيرَ مستقبل إيرانَ كثيرًا، وكذلك حياةَ المواطنين الإيرانيين. ذهب مراسلُنا في طهران حامي حامدي إلى مبنى البرلمان الإيراني لتقصي الأخبارِ عن تأثير هذا الاتفاقِ في إيرانَ وفي تحسين العلاقاتِ بدول المِنطقة.
و في حديث لأخبار الآن أبدى النائب في البرلمان قاسم أحمدي لاشكي عن أعتقاده أن "كثيرًا من الزملاء يبالغون كثيرًا ، ونحن الآن في بلد يتميز بعقوله الذكية ونخبتِه العبقرية وهنالك كثيرٌ من الأفراد في مجال الطاقة النَّووية وسائرِ المجالات يتميزون بخبرة عميقة، لكن التطرفَ تجاه بعضِ القضايا يسبب لنا هذه المشاكل.
ليس لدينا أدنى شكٍ مطلقًا في أننا إذا سرنا على الطريق الصحيح فسوف ننجح ، ويمكن لهذا الاتفاقِ أن يهيئَ لنا فرصًا غنيةً في المستقبل. العالمُ الآن عالمُ الصفقات ، والتعاملُ والتواصلُ مع هذا العالم أمرٌ بناءٌ ويمكننا أن نستغلَ هذه الفرصةَ، يمكننا أن نرى آثارَها في المجالين السياسي والاقتصادي ، وأكبر دليلٌ على ذلك هو إقبالُ مختلِف الدول على إيرانَ ، خاصةً الدولَ الأوروبية والدولَ المتقدمة التي تطمح إلى الدخول في المجال الصناعي وما شابه ذلك، وهذا كلُّه يشيرُ إلى الإمكانات الضخمة التي يتمتعُ بها بلدُنا. ولكن علينا أن نستغلَ هذه الإمكانات بأسلوب بناء لا يجعلنا نعاني التبعيةَ بل يمنحُنا الاستقلالَ والاكتفاءَ الذاتي بمعنى الكلمة داخل البلد. لا تشكّوا على الإطلاق في أننا سنحصُل على نتائج نافعة في المجال الصناعي وأنا بصفتي إيرانيًا أرى الإيرانيين أقوياءَ ويستحقون كثيرًا وأنا متأكدٌ أننا لو مُنحنا فرصةَ ثلاثِ سنوات فقط من التواصل مع العالم فسوف نتقدمُ بما يعادل ثلاثين سنةً . هذه فرصة وعلينا أن نستغلها في تعاملنا مع العالم وتأكدوا تمامًا أن الجوَ الاقتصادي والازدهارَ الاقتصادي يستطيعانِ دعمَ التطبيق الصحيح للاتفاق النووي الذي يكادُ أن يحدثَ بإذن الله"
فيما تتمنى النائب هادي قوامي أن تشكل هذه الفرصةُ خطوةً مهمةُ على صعيد تحسين التعاون والوَحدة في البلد وأن نتمكن من استغلالها لتطوير البنيةِ الاقتصادية في إيران أي أنه ينبغي لنا أن نستفيدَ من هذه الفرصة التي تتمثلُ في الاتفاق النَّووي. لكي نلبيَ حاجاتِ الشعب ونتجهً إلى الاستيراد وتنميةِ الاقتصاد خاصةً في مجال الاستيراد ويجبُ علينا أن نعتمدَ على اقتصاد المقاومة وإجراءِ الإصلاحات الأساسية اللازمة في الاقتصاد الإيراني.
يقول کاظم جلالي، نائب في المجلس: "لقد قلنا منذ البداية إن الحلَّ الأفضلَ هو التفاوض، ويبدو أن هذا الاتفاقَ يمكن أن يكونَ ذا نتائجَ نافعةٍ في إيران، ولا شك في أنه سيؤثرُ في الجو العام في المنطقة كلِّها ويساعدُ على تنمية الاقتصاد في المنطقة وفي إيرانَ التي يمكنها أن تستغل هذه الفرصةَ لتطوير نفسها. الدولُ المجاورة هي أولويتُنا وسوف نقيمُ علاقاتٍ جيدةً وطيبة معها لأنه كما يقال الجارُ ثم الدار ويجبُ أن يتعايش الإنسان سلميًا مع جيرانه ويقيمَ معهم علاقاتٍ طيبةً ونتمنى أن تنتهيَ ظاهرةُ رهابِ إيران ولذلك أتمنى من جميع جيراننا في المِنطقة ألا يهتموا لذلك لأن الجمهوريةَ الإسلامية الإيرانية ليست كما يقال عنها ويحاولون أن يشوهوا صورتَها، لأننا نحاولُ إقامةَ علاقات سلميةٍ وودية ونتعاونُ مع الدول المجاورة لكي نتمكنَ من التقدم مع الجميع ومن الطبيعي أن التقدمَ الاقتصادي لدولنا لن يكون إلا ونحن بجانب بعضِنا بعضًا وبربطِ اقتصادنا باقتصاد الدول المجاورة الأخرى".
يقول سید حسین نقوي حسیني، نائب في المجلس: "من الطبيعي أن التوصلَ إلى الاتفاق النَّووي سوف يحسنُ علاقاتِ الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالدول الأخرى ، وتحديدًا دولَ المِنطقة والدولَ المجاورة وسوف نقيم علاقاتٍ وديةً وسلمية خاصة أن العلاقاتِ بيننا وبين تلك الدول كانت متوترةً وباردةً في الآونة الماضية لأسباب مختلفة ، خاصةً على الصعيد الدَّولي، ولهذا السبب فإن العلاقاتِ الدبلوماسيةَ ستكون جيدةً جدًا وسوف نشهد كثيرًا من الدول خاصةً الغربيةَ مقبلةً على إيران في المجال الاقتصادي وتبعًا للعلاقات السياسية فسوف يأتي كثيرٌ من الشركات للاستثمار في إيران في مختلِف المجالات ، خاصةً النفطَ والغاز والفولاذَ والمناجم وغيرِها ، والاستثمارُ داخلَ البلد سوف يحرك عجلةَ الاقتصاد ورؤوسِ الأموال ، وسيوفر كثيرًا من فرص العمل ويزيدُ من الدخل العام ، وسيرفعُ مستوى المعيشة ويحسنُه تحت تأثير هذه الأعمال الاقتصادية".
حسن لاهوتي، نائب في المجلس، يقول: "التعاملُ الاقتصاديُّ مرهونٌ بالتعامل السياسي ، ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه إذا لم نكن على تفاعل سياسي مع العالم فلن يكون هناك أيُّ تفاعلٍ اقتصادي، ماذا يعني أن لا يكون هناك تفاعلٌ اقتصادي؟ يعني أن يتعرضَ المستوى المعيشيُّ للخطر وسوف تزيدُ العقوباتُ الاقتصادية وتزدادُ أضرارُها على معيشة الناس وتزيدُ البِطالة وكثيرٌ من القضايا الضارة الأخرى في البلد. سيفتحُ لنا الاتفاقُ النوويُّ الذي توصلنا إليه آفاقَ التعامل والتفاعلِ مع العالم ويوطدُ علاقاتِنا بالدول الأخرى كما سيتحسنُ التفاعلُ الاقتصادي تبعُا لذلك كما قلت، وهذا الأمرُ سيعود علينا بتحسن المستوى المعيشي للناس والوضعِ الاقتصادي وينقلبُ مئةً وثمانين درجة. أما النفطُ وسائرُ القضايا الأخرى فسوف يكون الأمر كذلك. أما المعارضون والمتطرفون، فأعتقد أن بعضَ الشكوك والخشية كانت تساورُهم قبل الموافقةِ على الاتفاق في المجلس وهذا لا يعني أنه لا يستطيعيون المتابعةَ وأنا متأكد أنهم سوف يرافقوننا في مسيرتنا وأرى أنه لن تكون هنالك أيُّ مشاكلَ من هذه الناحية في إدارة البلد بالنظر إلى التجارِب السابقة. أما العلاقةُ بالدول الأوروبية والدولِ المجاورة فسوف نوطدها لأن هذا الأمرَ يوفرُ لإيران فرصًا جيدة لكي تتمكنَ من إقامة علاقاتٍ اقتصاديةٍ طيبة وقوية معَ الدول المجاورة لها".
موسی الرضا ثروتي، نائب في البرلمان، يقول: "هذه الحركة ذاتُ مصالحَ متبادلةٍ وهي تصب في مصلحة إيران والشعبِ وكذلك دولِ المنطقة والدولِ الغربية التي تطمح إلى تحسين تعاملها مع إيران خاصةً على صعيد العلاقات الاقتصاديةِ والاجتماعية وسائرِ الصعد الأخرى كما يشكلُ الأمرُ فرصةً ذاتَ آثارٍ ونتائجَ نافعةٍ وبناءة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع لنا ولكل العالم".
يقول عیسی جعفري،نائب في البرلمان الإيراني:"عندما تكون هنالك علاقاتٌ أفضلُ فسوف يؤثرُ ذلك في تحسن مجالات التفاعل بين إيرانَ والدولِ المجاورة لها ونحن نطمحُ دائمًا إلى العلاقات الطبية ونضعُ دولَ المنطقة والدولَ الإسلامية في أولوياتنا ، تنفيذُ هذا الاتفاق سيعود بنتائجَ نافعةٍ كثيرة على هذه العلاقات. إنها الطريقةُ المناسبةُ الوحيدة التي اختارتها حكومةُ السيد روحاني حيث سلكت سبيلَ المفاوضات وتوصلت إلى هذا الاتفاق وهي تدعمُ تنفيذه. ونعرف جميعُنا بأن العقوباتِ ضارةٌ بالاقتصاد والمستوى المعيشي للناس ولا يمكننا أن نغضَ النظرَ عنها، وعلى الرَّغم من كثيرٍ من الإنجازات العلمية والنجاح العلمي التي توصلنا إليها في أثناء فرضِ العقوبات علينا، لكنَّ إلغاءَ العقوبات سوف ينفعُ الوضعَ المعيشي للناس وسوف يساعدُ على التنمية الاقتصادية للبلد".
عبدالرضا عزیزي، نائب في البرلمان، يقول: "هنالك كثيرٌ من المعارضين لهذا الاتفاق في الداخل، ونحن نحترمُ وجهاتِ نظرهِم لأنهم يعارضون ذلك عقائديًا، لكنَّ موقفَهم غيرُ مبررٍ وغيرُ مناسب ، لقد صوت قرابةُ مائتي نائبٍ في المجلس لمصلحة تنفيذِ الاتفاق النووي أي قرابةُ ثمانين في المئة من النواب واقتنعوا بأن هذا الاتفاقَ يصبُّ في المصلحة الوطنية ومصلحةِ البلد ومصلحةِ العالم أجمع".