أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (محمد عمر)
في الوقت الذي يسير فيه الرئيس الايراني في مرحلته التقدمية وفي ظل محاولاته الجاهدة للوصول الى علاقات جيدة مع العالم تسمح لإيران والايرانيين بطي صفحة الخلافات وفتح صفحة جديدة تحمل معها انتعاشا اقتصاديا ينعكس على الشعب الايراني الذي انهكه الحصار الاقتصادي والعزلة في هذا الوقت يبرز ما يخرب هذه المساعي ويعيد الامور الى نقطة الصفر من جديد فحادثة جديدة تضاف الى العديد من التناقضات لتثبت ان ايران تعتبر دولتين داخل دول الدولة الاولى وابرز شخوصها روحاني وظريف وبعض التقدميين في الحكومة الايرانية و التي تبحث عن النهج التقدمي والانفتاح على العالم والدولة الثانية وابرز شخوصها خامنئي وقاسمي وتيار متشدد يسيطر على الدولة من خلال الحرس الجمهوري الايراني . ففي الوقت الذي يسعى روحاني جاهدا لتقريب وجهات النظر من خلال كلمته في الجمعية العامة للامم المتحدة وفي الوقت الذي تناقلت فيه وسائل التواصل الاجتماعي صورة لمصافحة تاريخية بين ظريف واوباما . تقوم الدولة الايرانية الثانية او المتشددة بإرسال سفينة محملة بالصواريخ والذخائر للحوثيين، قامت قوات التحالف بزعامة السعودية بالقبض عليها والتحفظ على طاقمها الايراني قبل وصولها للسواحل اليمنية.
هذا التضارب في التوجهات وفي التعامل مع دول الجوار يبرز الصراع الداخلي الذي تعيشه ايران ويؤكد ان علاقات ايران مع الخارج لن تصلح الا اذا اصلحت ايران من الداخل وتفوق حزب على الاخر.
لو رجعنا الى ابرز انجازات ما اسميناها دولة ايران التقدمية بقيادة روحاني خلال الشهور القليلة الماضية لوجدنا:
1- تخفيف القيود والعزلة على التجارة مع ايران وبالتالي الانتعاش الاقتصادي
2- بدء حركة تجارية متبادلة مع العديد من الدول
3- محاولة تقريب وجهات النظر مع زيارات رسمية متبادلة مع دول الجوار
4- حالة من الانتعاش الاقتصادي بدأ يشعر بها المواطن الايراني جراء عودة الاسعار الى نطاقها الطبيعي بعد تخفيف الحصار
بينما لو تابعنا ابرز انجازات الدولة الايرانية المتشددة بقيادة الحرس الثوري في الشهور الاخيرة نجد:
1- استمرار دعم نظام الاسد بالسلاح والرجال لقتل السوريين
2- استمرار دعم حزب الله بالسلاح والمال لتنفيذ مشروعات ارهابية
3- استمرار دعم الحوثيين بالسلاح والمال لزعزة استقرار المنطقة
4- تكبيد الدول الايرانية خسائر كبيرة جراء توجيه المليارات التي يحتاجها الشعب لدعم مليشيات مسلحة
5- تكبيد الدولة الايرانية خسائر ضخمة جراء الحصار الاقتصادي الذي فرض بسبب تمسك ايران بالبرنامج النووي
اذا وبعد كل ما ذكرناه يبق المواطن الايراني وهو الحلقة الاضعف في هذه المعادة منتظرا انفراجة تساعده على الانفتاح على العالم وتجعل العالم يلتفت الى ايران كدولة صديقة وهو الامر الذي طالما ردده الشارع الايراني