أخبار الآن | برلين – المانيا – (وكالات)

اعادت المانيا الاحد فرض رقابة على حدودها من اجل "احتواء" تدفق عشرات الاف المهاجرين معلنة انها لم تعد قادرة على استيعاب المزيد منهم، ومعلقة مؤقتا حرية التنقل في فضاء شنغن، وذلك عشية اجتماع يبدو صعبا في بروكسل لوزراء داخلية الاتحاد الاوروبي لبحث تقاسم حصص اللاجئين. 

وقال وزير الداخلية الالمانية في برلين "ان "المانيا تفرض موقتا رقابة على حدودها، وخصوصا مع النمسا".

وينتمي هذان البلدان الى منطقة شنغن حيث لا تتطلب رقابة الزامية على الحدود الداخلية.

ولم يتوقف تدفق المهاجرين ولا يزال يتسبب بمآس على ابواب اوروبا حيث توفي 34 شخصا بينهم اربعة رضع و11 طفلا غرقا الاحد في المتوسط اثر غرق مركبهم قبالة جزيرة فارماكونيس اليونانية الواقعة على بعد 15 كلم عن السواحل التركية.

 ومساء الاحد بدات مئات الشرطيين (1200 حسب صحيفة بيلد زيتونغ) الانتشار على الحدود واجراء مراقبة منهجية للسيارات والعابرين، وفق ما لاحظ مراسل فرانس برس في معبر فريلاسينغ (جنوب شرق) قبالة سالزبروغ في النمسا.

ومنع الشرطيون الالمان ثلاثة لاجئين سوريين من العبور. وقال احدهم حاتم علي لوكالة فرانس برس "نحن نمشي منذ 22 يوما عبر اوروبا".

لكن الشرطة طلبت منهم البقاء على حافة الطريق في انتظار قرار بشان مصيرهم.
              
واعلان برلين يعتبر تشددا واضحا في موقف المانيا التي قررت في نهاية اب/اغسطس تعليق العمل باتفاقية دبلن وطلبت عدم اعادة السوريين الفارين من الحرب والذين دخلوا اراضيها بشكل غير مشروع الى الدول التي دخلوا منها اراضي الاتحاد الاوروبي.
              
بيد ان هذا الامر انتهى على ما يبدو. واوضح الوزير الالماني ان المانيا لم يعد بامكانها قبول ان يتمكن اللاجئون الذين يتدفقون الى اوروبا من "اختيار" البلد لاستضافتهم. وقال ان على طالبي اللجوء ان يدركوا "انه ليس بامكانهم اختيار الدول التي يطلبون حمايتها".
              
وتتوقع المانيا وصول عدد طالبي اللجوء هذه السنة الى 800 الف وهو رقم قياسي.
              
واضاف الوزير ان القوانين الاوروبية التي تفرض ان تتولى اول دولة في الاتحاد الاوروبي يدخلها المهاجرون معالجة ملفاتهم "يجب ان تبقى سارية".
              
ووجدت برلين بهذا الصدد دعما من فرنسا.
              
وقال وزير الداخلية الفرنسي الاحد بعد محادثات مع نظيره الالماني توماس دي ميزيير ان فرنسا تدعو الى "تقيد كل دولة من دول الاتحاد الاوروبي بشكل صارم بقواعد شنغن".

واضاف الوزير الفرنسي برنار كازنوف في بيان ان "هذه القواعد تنص خصوصا على تسجيل المهاجرين الذين يعبرون الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي من قبل اول دولة يصلون اليها" و"بسبب عدم احترام ذلك قررت المانيا بصفة مؤقتة فرض رقابة على حدودها دون ان تغلقها". 
              
وتم تعليق حركة النقل الحديدي بين المانيا والنمسا.
              
واعلنت تشيكيا تعزيز المراقبة على حدودها مع النمسا، كما اعلنت الشرطة المجرية "حالة الاستنفار" لعناصرها في جنوب البلاد وغربها المحاذيين للنمسا وسلوفينيا.
              
وبعد ان ابدت سخاء تراجعت المستشارة الالمانية عن قرار استقبال المهاجرين خصوصا بسبب صعوبات لوجستية متنامية في استقبال طالبي اللجوء.
              
واصبحت ميونخ اهم بوابة لدخول المانيا عاجزة عن استقبال لاجئين بعد ان وصل اليها 63 الفا خلال اسبوعين  آتين من البلقان ووسط اوروبا.
              
ووصل الى كبرى مدن بافاريا السبت 13 الف طالب لجوء.
              
واعلنت ميونيخ الاحد انها وصلت الى "الحد الاقصى" من قدراتها على استقبال اللاجئين وذلك غداة اطلاقها نداء لطلب المساعدة لايوائهم مؤكدة انها "لا تستطيع هي ومقاطعة بافاريا التصدي لهذا التحدي الكبير بمفردهما".
              
وفي المدينة التي تشكل نقطة دخول المهاجرين الى المانيا عن طريق البلقان، اضطر عشرات اللاجئين للنوم في الخارج على فرش عازلة للحرارة لانه لم يعد هناك اماكن كافية لهم، كما ذكرت محطة التلفزيون البافارية بي ار. 
              
واعتبرت المفوضية الاوروبية ان موقف المانيا "يؤكد الطابع الملح" للتوصل الى خطة اوروبية لتقاسم الواصلين الجدد.
              
وياتي القرار الالماني عشية اجتماع طارىء لوزراء داخلية الاتحاد الاوربي في بروكسل حيث سيتم بحث حصص اللاجئين الذي تريده المانيا والمفوضية اللذين حضا الدول الاوروبية على تقاسم اعباء 160 الف لاجىء.
              
ويبدو ان الاجتماع سيكون صعبا.
              
وعلى غرار معظم دول شرق اوروبا جددت سلوفاكيا الاحد معارضتها لنظام الحصص مؤكدة انها "ستفعل كل ما بوسعها (..) لاقناع اوروبا بان الحصص لا معنى لها".
              
ومساء الاحد جرى تاجيل اجتماع فني للتحضير لاجتماع الوزراء الى صباح الاثنين بعد اكثر من اربع ساعات من النقاش، بحسب مصدر اوروبي.
              
ورحب رئيس الوزراء المجري فيكتور دوربان الذي يتزعم المعسكر المتشدد ازاء تدفق المهاجرين بقرار المانيا معتبرا انه "ضروري".
              
وشهدت المجر السبت رقما قياسيا جديدا من المهاجرين الواصلين الذين بلغ عددهم 4330.
              
وخاض آلاف المهاجرين نهاية الاسبوع سباقا ضد الساعة للوصول الى البلد قبل الغلق التام للحدود مع صربيا بسياج من الاسلاك الشائكة. وهم يصلون الى الحدود مشيا من الجانب الصربي.