أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (بلال الفارس)
في أعقاب الصدمة الناجمة عن صور الطفل السوري الذي مات غرقاً وعثر على جثته على رمال شاطئ تركي، وضعت السلطات الأوروبية في رأس أولوياتها هدفاً يقضي بمحاربة جيش من 30 ألف مهرب تشتبه في أنهم يتاجرون بالبشر.
ينشط 3 آلاف منهم في البحر المتوسط وينتمي بعضهم إلى بلدان ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك حسب مسؤول مكافحة شبكات الجريمة المنظمة في إطار المكتب الأوروبي للشرطة.
فهذه التجارة القاتلة التي تؤمن مليارات الدولارات، تتغذى من إحباط عدد متزايد من الأشخاص الهاربين من الحرب والفقر المتفشين في بلدان مثل سوريا وأفغانستان وأريتريا والصومال.
وأضاف المكتب الاوروبي أن هؤلاء المهربين من مختلف الجنسيات والأديان، يضعون خلافاتهم جانبا من أجل التعاون في شأن كل حالة على حدة، حسب الحاجات وحيث يمكنهم أن يكسبوا المال.
ومثال ذلك الشبكة التي كشفت في اليونان وكانت تضم 16 مهرباً هم رومانيان ومصريان وباكستانيان وسبعة سوريين وهنديا وفيليبينيا وعراقيا.
وهؤلاء المهربون الذين كسبوا خلال بضعة أشهر نحو 8 ملايين دولار، كانوا يوصلون إلى أوروبا سوريين من خلال تهريبهم بأوراق مزورة من تركيا إلى اليونان، سواء عبر طرق بحرية وجوية أو برية.
الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود وصفت الاتجار بالبشر بالتجارة الأكثر ربحا من كل الانشطة الاجرامية، فالوكالة كشفت شبكة يقودها اريتريون وترسل مهاجرين من هذا البلد الى ليبيا مرورا بالسودان، على ان يصلوا في النهاية الى ايطاليا خصوصا.
وفي إفريقيا الغربية وجنوب الصحراء، يستخدم المهربون مجموعة كاملة من الشاحنات والملاجئ لاستقدام المهاجرين الى ليبيا. وإحدى الطرق المستخدمة تمر بغانا وبوركينا فاسو والنيجر.
وعندما يصل المهاجرون إلى ليبيا، ترسلهم شبكات متخصصة لاجتياز البحر المتوسط على متن سفن صيد أو زوارق مطاطية صغيرة "استوردوها من الصين" كما تعتقد فرونتكس، ويحملونها أكثر من قدرتها الاستيعابية.
وتفيد شهادات تسلمتها الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود، بأن بعض المهربين أرغموا مهاجرين على الصعود إلى زوارق قديمة مهددين إياهم بالمسدسات بعدما أدرك هؤلاء خطورة الإبحار على متنها. وخلصت الى القول إن ليبيا هي منجم ذهب للمهربين .