أخبار الآن | دبي – الإمارت العربية المتحدة – (أسماء حيدوسي)
أشارات دراسات حديثة بأن منطقة الشرق الأوسط ستواجه أزمة مياه خانقة خلال 25 سنة المقبلة، الأمر الذي يهدد الاقتصاد والأمن القومي ويضطر معه بعض الأشخاص إلى الانتقال نحو المدن المكتظة بالفعل بالسكان.
عِلاوةً على خطر الحروبِ والأزَماتِ الصحيةِ والإقتصاديةِ التي تواجِهُ الشرقَ الأوسطَ يبدو أن المِنطقةَ مقبلةٌ على معضلةٍكبرى وهي النقصُ الحادُّ في إمدادات المياه …إذ تمثلُ ندرةُ المياه وارتفاعُ مستوى البحار مشكلةً حقيقةً، مَعَ غيابِ الوعي الشعبي الكافي لمواجهةِ هذه الأزمةِ الجديدة .
وقد أشارتْ تحليلاتٌ جديدةٌ إلى أن إمداداتِ المياهِ في الشرق الأوسط ستشهدُ تراجعًا حادًا خلالَ خمسٍ وعشرين سنةً مقبلةً الأمر الذي يهددُ الاقتصادَ والأمنَ القوميَّ, خاصةً أن المِنطقةَ تعتمدُ على المياه السطحيةِ وتشملُ مياهَ الأنهارِ والبحيراتِ ومجاريَ الوديان التي تَنضبُ بمعدلات مثيرةٍ للقلق فضلا عن المياه الجوفية وتشملُ الآبارَ والينابيعَ والكهوفَ وغيرَها ولعلَّ مشكلةَ المياهِ السطحيةِ هي الأهم، فالمياهُ السطحيةُ المتاحةُ حاليا للوطن العربي تبلغُ مئةً وسبعةً وعشرين مليارًا ونصفَ المليارِ مترٍ مُكعَّبٍ سنويًا، تحوز ثلاثةُ أقطارٍ عربيةٍ نحوَ واحد وسبعين في المئة منها، وهي مصرُ والعراقُ والسودان.
ومن الجدير بالذكر أن أحدى مشاكلِات المياهِ الأخرى في الوطن العربي هي زيادةُ التلوثِ لعدة أسباب أهمُها مخلفاتُ المصانعِ والموادُّ الكيمياويةُ، ورميُ المُهملاتِ المنزليةِ في المياه الجارية والتخلصُ من مياهِ الصرف الصحي فضلا عن مخلفات الأسلحة التي استُخدمت في بعض الدولِ نتيجةَ الحروبِ والصراعات.
أزمةُ المياهِ التي تشهدُها مِنطقةُ الشرقِ الأوسط أزمةٌ عالميةٌ تلوحُ في الأفق بسبب التغيراتِ المُناخيةِ التي شهدها العالمُ مؤخرًا، ومنها الاحتباسُ الحراريُ والجفافُ ، وأوضحتِ الدراساتُ أن هناك كثيرًا من الأنهار الرئيسةِ قد تجفُ خلال الخمسين سنةً المقبلة .
ولذلك فإن الأزمةَ سوف تتفاقمُ ما سيؤدي إلى زيادة استهلاكِ المياه من قبل الأشخاصِ والشركاتِ والمزارعين، الأمرُ الذي سوف يجبرُ كثيرًا من السكان على النزوح نحوَ المدن الحضرية وهو ما سيؤثرُ في إنتاج الغذاءِ وتوليد الكهرباء.