أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)

في ملف المفاوضات بين طهران والمجتمع الدولي،  تمديد للمفاوضات في ظل تهديد أمريكي بالانسحاب … تصريحات حازمة وفي نفس الوقت اجواء متفائلة املا بالوصول الى اتفاق وتشجيعا عليه …كل ذلك ذلك يدفعنا للتساؤل لماذا يريد المجتمع الدولي السلام مع إيران؟

دول الخمسة زائد واحد والفريق التقدمي للرئيس حسن روحاني عازمون على عدم ترك سنوات من الجهد تذهب سدى. 

لماذا يريدون اتفاقاً بهذا الشكل الكبير وماذا يعني ذلك بالنسبة للمنطقة؟ في تحليلنا لهذه المسألة، نبحث في الدروس التي تعلمها المجتمع الدولي من نزاعات الماضي.

هل ينبغي أن تكون إيران قوية؟

جيران إيران الذين عانوا بسبب تدخل المتشددين في طهران يشعرون بالقلق من زيادة قوة وسلطة إيران من خلال رفع العقوبات عنها إذا ما تم التوصل إلى اتفاق، حيث سيتسبب رفع العقوبات في زيادة الاستثمار في إيران، وإعطاء إيران صوتا عال في العالم. وهذا، بدوره، سوف يساعد بتمويل التدخل العسكري والسياسي الإيراني في المنطقة.

هل التوصل إلى اتفاق قادر على منع هذا؟ الحقيقة هي أنه ليس قادر على ذلك، حيث أن الاتفاق لا يعالج هذه القضايا. 

مواصلة مسار المواجهة؟

الشيء المهم هو أن ندرك ان إيران قادرة على مواصلة تدخلها ومتابعة برنامجها النووي دون التوصل لاتفاق، ودون رفع العقوبات أيضاً. 

بالنسبة للمجتمع الدولي، ثمة مفارقة هنا:

–  اعتماد الوسائل التقليدية التي تتمثل في العزل والمواجهة المبنية على اعتقاد أنه من الأفضل إبقاء العدو ضعيفاً.

–  ولكن هذا الاعتقاد يجعل من المستحيل التمتع بالمكاسب الكبيرة التي يمكن الحصول عليها بالمشاركة، وبناء العلاقات الدبلوماسية والتجارية.

انظروا إلى أوروبا بعد اثنتين من أعنف وأكثر الحروب تدميراً في تاريخ البشرية.

الدرس من أوروبا:

" إبقاء العدو ضعيفاً" كانت سياسة قصيرة النظر اعتمدت تجاه ألمانيا في معاهدة فرساي لعام 1919، والتي أدت إلى الحرب العالمية الثانية. وهكذا،و بعد قرون من الحروب الدامية تعلمت أوروبا الدرس أخيراً، أوروبا دفعت سعرا لا يصدق لتعلم هذا الدرس في وقت متأخر جداً.  في حالة إيران، هذا الدرس هو ما يحفز المجتمع الدولي للانخراط في إصلاح الإدارة الإيرانية. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، ربما قد تشعر ايران أنها أكثر عرضة للخطر، وتتبنى موقفاً عسكرياً أكثر نشاطاً، ومضاعفة جهودها في تصنيع سلاح نووي. الصفقة التي ما زالت قيد الانتظار تحتوي على ضمانات للحد من قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي غير مكتشف، وضمان أن عقوبات  قاسية إضافية وتدابير دولية أخرى سوف تتبع إذا ما تم الكشف عن أنشطة متجددة. أنها ليست مثالية، ولكن برنامجا نوويا متجددا من دون التوصل إلى صفقة، ومن دون تدابير تحقق ذلك سيكون أمراً كارثياً.

هل ستستخدم إيران الصفقة للتسليح والتدخل في المنطقة أكثر من ذلك؟

الجواب، ربما، ولكن هذا ليس أمراً حتمياً. إيران لديها قائمة طويلة من الأزمات الاقتصادية الداخلية التي تحتاج إلى تمويل فوري. حيث ترى التوقعات المحلية أن المال لن يضيع في الخارج ولكن سوف يتم استخدامه داخلياً. ومن المرجح أن إيران لن تزيد استثماراتها في الخارج، مما سيزيد من تعاونها ومشاركتها مع دول الجوار. ليس من الضروري أن يتم ذلك بسذاجة أو مع آمال حمقاء، ولكن من منطلق عزم و وحدة وتصميم.

الخلاصة:

لذلك، للإجابة على السؤال الذي طرحناه في العنوان، فإنه على الرغم من كل الشكوك فإن المجتمع الدولي توصل إلى استنتاج مفاده أن إشراك إيران والحصول على التزامها بصفقة نووية هي أفضل وسيلة ، وذلك بناء على الدرس من الماضي: رجال الدول الحقيقيون يتفاوضون، ينخرطون، ويقومون ببناء عالم أفضل، وكتابة التاريخ بالثقة والقوة، وليس بالخوف.