أخبار الآن | جاكرتا – ماليزيا – (وكالات)
أبدت بعضٌ من دول شرق آسيا استعدادَها للتحاور حول مصير آلاف المهاجرين التائهين في وسط البحار على الرغمِ من عدمِ تحركِ بورما وبنغلاديش، اللتان تعدان نقطةَ انطلاق المهاجرين.
وذكرت تقارير صحفية أن حوالي 400 لاجئ من مسلمي الروهينجا من ميانمار حُشروا على متن قارب صيد خشبي في بحر أندامان، وهم في أمس الحاجة إلى الغذاء والماء. وقال اللاجئون إنهم يعانون منذ أكثر من ثلاثة اشهر في عَرض البحر بعدا ان فروا من الاضطهاد في بلادهم، وانهم يأملون في اللجوء إلى ماليزيا لكن السلطات الماليزية كانت لهم بالمرصاد ومنعتهم من ذلك.
وتواجه ماليزيا واندونيسيا وتايلاند عبء الأعداد الضخمة من المهاجرين الذين تشكل أقلية الروهينجيا المسلمة من بورما عدد كبير منهم، يليهم البنغاليون الفارين من بلدهم التي تعد من الأفقر في العالم. وتم إنقاذ ثلاثة آلاف مهاجر ومنهم من وصل سباحًة إلى سواحل هذه الدول الثلاث في حين لا يزال الآلاف تائهين في عرض البحار.
وأعلنت ماليزيا وتايلاند أنهما ستبعدان المراكب التي تنقل مهاجرين وتدخل مياههما الإقليمية، كما أعربت اندونيسيا عن قلقها من أن تضطر إلى استقبال كل هؤلاء المهاجرين وحدها.
وأعلنت بورما التي يقيم بها 1.3 مليون من الروهينجيا أن «المسألة لا تعنيها» وهددت بمقاطعة القمة التي تنظمها تايلاند بحضور 15 دولة في 29 مايو الحالي بعد دعوة من الولايات المتحدة إلى حل إقليمي، وفق ما نقلته وكالة «فرانس برس».
وقال مدير المكتب الرئاسي في ميانمار، زاو هتاي، إن رئيس البلاد لن يحضر القمة إذا اُستخدمت كلمة «روهينغا» في الدعوة، لأنَّ بلاده لا تعترف بهم. وأضاف لوكالة «أسوشيتد برس»: «إننا لا نتجاهل مشكلة المهاجرين ولكننا لن نقبل ادعاء البعض أن ميانمار هي مصدر المشكلة».
وتواجه ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند ضغوطًا دولية تزداد كل يوم لإنقاذ هؤلاء المهاجرين الذين تركوا لمصيرهم في بحر اندامان بعد أن تفككت شبكات المهربين. ويعد تدفق المهاجرين في هذه المنطقة هو الأقوى منذ انتهاء حرب فيتنام.
وأعلن الوزير الماليزي انيفا امان أنه سيستقبل، الاثنين، نظيرته الاندونيسية ريتنو مرسودي ثم الوزير التايلاندي تنساك باتيمابراغورن الأربعاء في إطار لقاءات للدول المتأثرة من أعداد المهاجرين قبل القمة في بانكوك. كما أكد سكرتير الدولة البنغالي المكلف الشؤون الخارجية، شهيد الحق، أن أزمة الروهينجيا انطلقت من بورما وعليها إيجاد حل لها.
وأبدى الرئيس الإندونيسي السابق سوسيلو بامبانغ يودويونو، الأحد، رفضه اعتبار كلا من بورما وبنغلاديش أن الامر لا يعنيهما، وأضاف: «آمل أن تبحث رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) والأمم المتحدة قريبا عن حل بدلا من الاكتفاء بتوجيه الاتهامات».
ويلقي خبراء بالمشكلة على طريقة عمل آسيان التي يرون أنها تشكل عقبة لتسوية سريعة وفعالة لأزمة الهجرة بسبب سياساتها التي تقوم على مبدأ عدم التدخل في شؤون كل دولة عضو.
وقال رئيس الروهينجيا في ماليزيا، عبد الحميد: «بعد كل ما تعرضوا له الكثير من الروهينجيا لا يريدون بكل بساطة البقاء في هذا البلد. فهم لا يثقون بالسلطات البورمية ويريدون الرحيل».
ويتشابه المصير المأساوي لآلاف المهاجرين في جنوب شرق آسيا المستمر منذ سنوات، بمصير المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي بعبور البحر المتوسط.