أخبار الان | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (رويترز)
انتُخب محمد يزدي رئيسا لمجلس الشعب الايراني، ويُعَد إنتخاب يزدي المعروف بالتشدد يُعَد مؤثرا في خضم المفاوضات الحساسة التي تخوضها
ايران ومجموعة القوى العالمية الست بشأن برنامج طهران النووي.
ويَبرز دور يزدي الان كونه أصبح رئيسا للهيئة الوحيدة التي لها صلاحياتْ عزل وتعيين المرشد ، أعلى سلطة في البلاد
انتخاب متشدد بارز يوم الثلاثاء لرئاسة هيئة مؤثرة ستختار الزعيم الاعلى القادم في ايران.
جاء الاختيار المفاجئ لآية الله محمد يزدي رئيسا لمجلس الخبراء في توقيت بالغ الحساسية تواجه فيه ايران والقوى العالمية الست مهلة تنتهي في 31 مارس اذار للتوصل الى إطار اتفاق بشأن برنامج طهران النووي المتنازع عليه.
وأجريت للزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي (75 عاما) جراحة في البروستاتا في العام الماضي وظهرت شائعات في الاونة الاخيرة بشأن حالته الصحية وان كان ظهر في التلفزيون يوم الاحد الماضي وهو يجتمع مع مجموعة من نشطاء البيئة.
وقالت وكالة فارس للانباء إنه في الانتخابات الداخلية هزم يزدي الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني بواقع 47 صوتا مقابل 24 . وهو رجل دين متشدد ترأس الهيئة القضائية معظم فترة التسعينات.
وقال ماشاء الله شمس الواعظين وهو صحفي ايراني ومحلل سياسي مقره طهران "لم يكن هذا متوقعا." وأضاف "دهشت حقا لان يزدي فاز."
وتشير النتيجة الى ان المتشددين داخل المجلس وحدوا صفوفهم في توقيت حساس قد يتم فيه اختيار زعيم أعلى جديد – وهو قرار يمكن ان يقوم فيه بدور الحرس الثوري الاسلامي وهو أقوى قوة عسكرية في البلاد.
وقال حسين رسام وهو محلل سياسي سابق بالسفارة البريطانية في طهران ويعمل في الوقت الراهن استشاريا للاعمال يركز على ايران لرويتر بالبريد الالكتروني "الرسالة الرئيسية لهذا الانتخاب هي ان المتشددين يرفضون تخفيف قبضتهم على السلطة في هيئات الدولة الرئيسية وعندما يأتي اليوم تبقى فرص اختيار خليفة متشدد لآية الله خامنئي قوية في الوقت الراهن."
ولمجلس الخبراء في ايران سلطة عزل الزعيم الاعلى واختيار آخر. لم يحدث الشق الاول. والثاني حدث مرة واحدة عندما اختير خامنئي بعد وفاة آية الله روح الله الخميني في عام 1989 .
وكانت التقارير بشأن صحة الزعيم الاعلى تعتبر من المحاذير حتى العام الماضي عندما أفردت وسائل الاعلام المحلية تغطية شاملة لجراحة البروستاتا التي أجريت لخامنئي. واذا تدهورت صحته فان المجلس سيواجه مهمة ضخمة في اختيار بديل له وهو قرار له تداعيات واسعة النطاق على السياسة المحلية والخارجية.
وبينما يعتبر الرئيس حسن روحاني معتدلا ساعد انتخابه في عام 2013 في تخفيف بعض التوترات مع الغرب فان الزعيم الاعلى هو الذي يتخذ القرار في نهاية الامر بشأن قضايا مثل مستقبل البرنامج النووي للبلاد. وتنفي ايران اتهامات اسرائيل والغرب لها بأنها تريد امتلاك أسلحة نووية وتسعى لاتفاق يؤدي الى تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وترددت أسماء بعض رجال الدين الكبار كخليفة محتمل لخامنئي من بينهم الرئيس السابق للهيئة القضائية آية الله محمود هاشمي شاهرودي والحالي صادق لاريجاني. وأشار بعض مراقبي الشؤون الايرانية الى مجتبى ابن خامنئي على انه مرشح محتمل.
وتعد نتيجة انتخابات يوم الثلاثاء ضربة لرفسنجاني وهو لاعب مخضرم في الساحة السياسية الايرانية. وكان من المتوقع ان يلعب دورا أكثر أهمية في المجلس بما في ذلك اختياره رئيسا له بعد انتخابات عامة لاعضائه في العام القادم وذكر اسمه في السابق كخليفة محتمل لخامنئي.
وقال رسام "كانت هذه هزيمة مريرة لآية الله رفسنجاني. وأظهرت الواقع المرير بأن رفسنجاني لم يعد أحد أعمدة الجمهورية الاسلامية بالنسبة للمتشددين الاقوياء رغم انه مازال يتمتع بنفوذ بالغ."
واتسمت علاقة رفسنجاني بالتوتر مع خامنئي والمتشددين السياسيين بعد ان عبر اثنان من أولاده عن دعمهما للمعارضة بعد انتخابات الرئاسة المتنازع عليها في عام 2009 .
ورغم الانتكاسة لم يتم ابعاد رفسنجاني عن الساحة السياسية الايرانية : فهو رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام وهو هيئة تقدم المشورة للزعيم الاعلى وتتولى حل النزاعات بين مجلس صيانة الدستور والبرلمان.
ولزم رفسنجاني الصمت بشأن ترشحه المحتمل في انتخابات اليوم الثلاثاء وكان من المتوقع على نطاق واسع ان يتم اختيار شاهرودي الرئيس السابق للهيئة القضائية. وكان شاهرودي رئيسا بالانابة للمجلس منذ اكتوبر تشرين الاول الماضي بعد وفاة رئيسه السابق آية الله محمد رضا مهدوي كني.
ويبلغ يزدي 84 عاما وفقا لتلفزيون برس الايراني وهو ما يفترض ان يبعده عن الترشح لمنصب الزعيم الاعلى. ويتوقع ان يبقى في موقعه الى ان يختار الايرانيون مجلس خبراء قيادة جديدا في فبراير شباط القادم الذي سيتزامن مع الانتخابات البرلمانية.