أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا – (مصطفى جمعة)
لا تزال مخيمات النازحين السوريين في مهب العواصف, الهوائية والمطرية, و آخرها الثلجية, هنا على الحدود التركية تتساقط الثلوج وبغزارة على الخيام, مشكلة طبقة جليدية لن تذوب إلى أن تذيب الأمل المعقود على تدخل المنظمات لإنهاء معاناة النازحين, الذين سمعوا بالوعود, ولم يروها, بإسثناء الفرق المتجولة التي تجوب المخيمات, بغرض الإحصاء فقط.
يقول النازح السوري عثمان: "أغلب الأوقات, نسمع من المنظمات أن هنالك عاصفة ثلجية, ويجري التحضير للعاصفة الثلجية, وسيتم توزيع غاز ومازوت وكاز, ولكن, تنتهي العاصفة الثلجية, وتأتي العاصفة التالية, ولا نرى شيئاً, على الإطلاق."
وتعد هذه العاصفة الثلجية, هي الثالثة من نوعها التي تضرب المنطقة خلال شهرين تقريباً, ما جعل المعاناة عند النازحين في تفاقم متزايد, في ظل عجزهم عن توفير الدفئ حتى في الأوقات الصعيبة, كل تلك المآسي تعاش تحت سقف الخيمة دون أن يراها أحد, ولكن, إلى متى.
يقول النازح أبو خضر: "لا منظمات لا إغاثة, لا جمعيات, لا هيئات, وعدد أكثر من 157 جمعية ومنظمة, ولكن كلها بإتجاه الداخل, وكما ترى المخيمات هنا منذ ثلاثة أيام تتجهز للعاصفة, الأخبار والجميع ذاع الخبر عنها, ولم يتغير شيء علينا".
وتضيف أم ناظم النازحة السورية: "برد قارس, ليس لدينا مازوت ولا كاز, ولا يوجد معنا ثمن التدفئة, نحن فقراء وعلى باب الله, ينقصنا كل شيء".
وكانت العاصفة الثلجية قد جائت عقب أمطار غزيرة دامت لإسبوعين متتالين, ما تسبب بقطع الأوصال بين المخيمات, وحتى بين الخيمة والأخرى داخل المخيم, أسباب فاقمت المعاناة, بل ودفع بالبعض للتكلم بجرأة أكثر.
إذاً هي الثلوج مجدداً تضرب مخيمات النازحين السورين شمال سوريا, ولكن هذه المرة بوتيرة أشد و أقوى, فهنا وهنا فقط, تتحول نعمة الطبيعة إلى نقمة على حد تعبير النازحين, الذين يفتقدون لوسائل التدفئة على إختلافها.