أخبار الآن | الحدود السورية التركية – (مصطفى جمعة)
تتنوع معاناة السوريين على اختلاف أماكن تواجدهم، ففي مخيمات النازحين على الحدود مع تركيا، يتعسر دخول وخروج المارة من تجمع مخيمات الكرامة، بسبب سوء الخدمات للطريق الرئيس الذي يشكل المدخل الوحيد لأكثر من أربعين مخيماً. مراسلنا مصطفى جمعة والتفاصيل في تقريره التالي.
هنا مفترق الطريق بين قاح و أطمة على الحدود مع تركيا, نتجه يساراً قليلاً حيث تجمع مخيمات الكرامة للنازحين السوريين, فيسبقنا النظر إلى أناس يضعون خطاهم بحذر خشية ألا يقعوا في الحفر الممتلئة بمياه الأمطار, إذ يتسبب عبور الحافلات من هنا برشق المارة بالوحل.
يقول جوهر النازح السوري: "عندما يتساقط المطر عمق المياه في الشارع نحو نصف متر, كيف يمكن للناس أن تخرج وتلبي حاجياتها, وكيف ستتخدم من المحال وغيرها, فعندما تعبر حافلة من هنا, ترشق المارة و تدخل المياه إلى داخل الخيام والمحال".
لعامين أو أزيد لم يتغير حال هذا الطريق, الذي يخدم ستة و أربعين مخيماً من أبرزها الكرامة و طيبة والأقصى و الدعاء، ونداءات المستغيثين بالجهات الرسمية والإنسانية وحتى الخدمية, تتناثر دون أن تلملمها جهة.
يقول خلدون رحمون النازح السوري: "لمن نشكوا حالنا لغير الله؟, لا أحد يستجيب لمناشداتنا غير الله, نحن نتمنى من المنظمات الشريفة", أن تساعدنا بقدر المستطاع, وهذه أقل خدمة ممكن أن نطلبها, فليقوموا بفرش القليل من الجحصى, لنتمكن من الخروج لجلب شيء لأطفالنا".
ويبقى فصل الشتاء هو الأقسى بين الفصول, بالنسبة لمن يعيش على قارعتي هذا الطريق, فلا سيارات إسعاف ولا فرق طبية متجولة يمكنها التنقل بين المخيمات إذا ما تطلبت الحاجة..
يقول حج ياسين النازح من ريف حماه: "عندما يمرض أحد الأطفال, وتريد أمه أن تسعفه, لا يمكن لأحد إسعافه, وقد يموت على الطريق مع أمه, فالسيارات تخشى الإنزلاق والوحل وكذلك الناس لا يمكنهم السير في هذا الطريق, كل ما نرجوه أن يتحسن حال هذا الطريق".
كثيرة هي الوعود التي تلقاها النازحون بإصلاح هذا الطريق, أو فرش الحصى ورش مادة الزيرو على الأقل, وكما أسلف تطايرت الوعود كما تناثرت إستغاثاتهم.
لا تتوقف مناشدات النازحين هنا, للمنظمات والحكومة المؤقتة وغيرهما من الجهات الداعمة, لفرش وتعبيد هذا الطريق, الذي يتعبر مدخلاَ وحيداً وحصرياً لأكثر من أربعين مخيماً تتوزع على ضفتيه يميناً وشمالاً.