يبدأ المصريون اليوم التوافد إلى الشوارع والميادين لإحياء الذكرى الرابعة لـثورة 25 يناير، في ظل إجراءات مشدّدة تفرضها السلطات.
و تحدثت ثلاث شخصيات كبيرة من أطياف سياسية مختلفة عن رؤيتها للأوضاع الحالية في البلد وفي مساره نحو المستقبل.
في وقت جددت فيه أحزاب وقوى سياسية وشبابية التزامها بقرار حظر الاحتفالات بالذكرى حداداً على رحيل العاهل السعودي، والاكتفاء بتنظيم سلسلة من الفعاليات داخل المقار، بالتزامن مع رفع قوات الشرطة استعداداتها للحالة القصوى تحسباً لأي أعمال عنف أو شغب قد تلجأ إليها قوى سياسة.
وظل المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدير شؤون البلاد بعد خروج مبارك من السلطة وحتى انتخاب الرئيس المعزول محمد مرسي.
واستمر مرسي سنة في السلطة ثم خرج ملايين المصريين إلى الشوارع للاحتجاج على حكمه والمطالبة بإسقاطه. واستجاب الجيش وعزل مرسي في الثالث من يوليو تموز 2013 وتولى المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا السلطة بصفة مؤقتة لمدة عام إلى أن انتخب قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا في يوليو تموز 2014.
يرى كثير من المصريين السيسي منقذا خلص مصر من قبضة الإخوان الذين يحاكم زعماؤهم وأنصارهم الآن في قضايا تتصل باقتحام السجون والتخابر مع جهات أجنبية وارتكاب أعمال عنف والتحريض عليها.
كان الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية السياسي المخضرم عمرو موسى مرشحا في انتخابات الرئاسة عام 2012. وتولى موسى بعد ذلك رئاسة اللجنة التي كلفت بإعداد دستور معدل وافق عليه المصريون في استفتاء شعبي.
ذكر موسى لرويتر في مقابلة أن المرحلة الانتقالية في مصر منذ 2011 سوف تصل إلى غايتها بانتخاب برلمان جديد ليبدأ البلد عملية كبرى للتنمية وإعادة البناء.
ومن المقرر أن تجرى انتخابات مجلس النواب في مصر على مرحلتين ابتداء من مارس آذار المقبل.
وقال موسى لرويترز "احنا النهاردا عندنا فرصة جيدة جدا. احنا عملنا الدستور وانتخبنا الرئيس والانتخابات البرلمانية جاية. لما تكتمل هذه المؤسسات أنا أقدر أقول إن اكتمال هذه المؤسسات يعني أن مصر دخلت فعلا مرحلة الجمهورية الثالثة وإنه العمل ح يبدأ ازاي.. بعملية تنمية.. عملية إصلاح.. عملية تنوير وعلاج الخلل اللي حصل في مصر."
أما الناشط السياسي جورج اسحاق مؤسس حركة كفاية التي انطلقت معارضة لحكم مبارك وكان لها دور رئيسي في انتفاضة 2011 فيرى أن الطريق لا تزال طويلة وشائكة للوصول إلى تحقيق أهداف الانتفاضة.
وقال اسحاق لتلفزيون رويترز "علشان تقضي علي الفساد اللي احنا لسه بنعاني منه.. ولذلك رئيس الوزارة عامل منظومة لمحاربة الفساد فجايب فيها أحد رجال الأعمال الفاسدين.. حطه في اللجنة. فدا يعني لسه بدري. أنت بتتكلم على أنك انت ما شفتش ثمار الثورة.. آه.. شفت فوضى.. آه.. شفت حراك سياسي.. آه. لأنه الثورات كدا. الثورة مش حاجة سهلة كدا ويعني تفوت.. لأ. يعني أنت لما تيجي تقارن.. طبعا مع الفارق.. بالسموات المفتوحة.. بالتواصل الاجتماعي.. الدنيا تغيرت كثير.. بس الثورات بتأخذ وقت."
وأضاف جورج اسحاق أن كثيرا من الأهداف لم يتحقق بعد لكن مصر صار فيها رغم ذلك "تفكير ثوري" جديد.
وقال "طبعاً الثورة مستمرة علشان تحقق أهدافها اللي ما تحققتش. يعني العدالة الاجتماعية ما تحققتش.. القضاء على الفساد ما تحققش.. المهنية العالية في الشرطة ما تحققتش.. النظام الإداري لسه مكبل بالقيود الشديدة. فيه حاجات كثيرة لسه ما تمتش. فاحنا بنتكلم على أنه يبقى التفكير ثوري مش تقليدي."
كان عبد المنعم أبو الفتوح عضوا في جماعة الإخوان المسلمين ثم انفصل عنها وخاض انتحابات الرئاسة عام 2012 التي فاز فيها مرسي.
وأسس أبو الفتوح حزب مصر القوية الذي عارض عزل مرسي.
يرى أبو الفتوح الذي يعمل بالسياسة منذ كان طالبا في كلية الطب بجامعة القاهرة أن مصر حادت عن أهداف انتفاضة 2011 وعن مسار الديمقراطية.
وقال في مقابلة مع رويترز "أنا يعني أوافق المقولة اللي قالت إذا لم يتم هذا الإصلاح والعودة للمسار الديمقراطي.. مسار 25 يناير.. مصر تدخل في عداد الدول الفاشلة. نحن لن نبني اقتصاداً.. ودا شيء مهم بالنسبة للمصريين.. ولن نبني تنمية.. ودا شيء مهم للمصريين.. إلا على قاعدة من الديمقراطية والحرية."
وانتقد أبو الفتوح بشدة قانون تنظيم التظاهر الذي صدر خلال ولاية الرئيس المؤقت عدلي منصور.