حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون من استهداف المسلمين المقيمين في فرنسا بصفة خاصة، وأوروبا بشكل عام، عبر شن أعمال انتقامية ضدهم. في وقت اشتعل فيه الجدل على وسائل الإعلام الغربية ومواقع التواصل الاجتماعي بين اليمين المتطرف الذي يحاول تحميل المسلمين الهجمات الارهابية وبين المدافعين عنهم.
إلى نبذ الارهاب والعنف وضرورة حشد الجهود لتعزيز التسامح والتفاهم .. كانت دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون متزامنة ومشاركته في مظاهرة الجمهورية التي أمها مئات الالاف من الفرنسيين بمشاركة أكثر من خمسين مسؤول عالمي.
دعوة بان كي مون تضمنت ايضا تحذيرا من استهداف المسلمين في اوروبا بأعمال انتقامية، قد تصب في صالح الإرهابيين وتساهم في دوامة من العنف على حد تعبيره.
تحذيرات أتت بعد عشرات الاعتداءات التي تعرضت لها مساجد ومصالح تعود للمسلمين في أوروبا بعيد هجمات باريس كثمرة لحملة يخوضها اليمين المتطرف ضد المهاجرين والمسلمين.
حملة ظهرت جليا في الأيام الاخيرة حاولت لصق مسؤولية هجمات باريس بالمسلمين واثارت جدلا على وسائل الاعلام الغربية ومواقع التواصل الاجتماعي.
ولعل أبرز ما جرى من جدل حدث على موقع تويتر حيث أطلق أخطبوط الإعلام الاسترالي الأميركي روبرت مردوخ والداعم الاول لليمنين المتطرف في اوروبا تغريدة حمّل فيها المسلمين، جميع مسؤوليَّة ما أسماه «السرطان الجهادي» المتنامي.
قوبلت تلك التغريدة بردود ساخرة، ودان معلقّون ما أسموه السطحية والعدائية الواضحة فيها. الكاتبة البريطانيّة جي كي رولينغ، مؤلّفة سلسلة هاري بوتر، ردّت بدورها على مردوخ، وقالت في تغريدة إذا كانت غالبية المسلمين تتحمل مسؤولية أفعال قلة متطرفة فالمسيحية تتحمل وزر محاكم التفتيش الإسبانية وعنف المتشددين المسيحيين.
لينشر بعدها مردوخ تغريدة اعتبرها مراقبون خطوة للوراء عبر وصف الشرطي المسلم أحمد مرابط الذي قضى بهجمات باريس بالبطل تزامنا وتشييعه بباريس.
هذا الجدل وإن حدث بين النخبة لكنه لم ينعكس شعبيا … هذا على الاقل ما ظهر جليا بين المحتشدين في ساحة الجمهورية .. لسان حالهم يقول مهما تنوعت الاديان إلا أن فرنسا توحدنا.