استقبلت الدول العربية العاصفة الثلجية بالدفء والتسميات والمرح بثلوج هذه العاصفة، عكس ما استقبلتها مخيمات النزوح في سوريا، والتي أضافت مأساة جديدة الى جانب مآسيهم الكثيرة التي لا تعدّ ولا تحصى, فما كان حال مخيمات ريف ادلب أفضل من غيره, فمشاهد السيول والأمطار وجرف المياه الى خارج الخيم أصبح يتكرر في كل عام, إضافة الى نقص الألبسة الشتوية ومواد التدفئة الأساسية.
وفي مقابلة خاصة لـ"أخبار الآن" مع المدير القائم على مخيّم "عطاء المرأة الكويتية" الموجود ضمن مخيمات قاح -أحمد سجناوي- أبو فيصل، وقال: "يضم المخيم 200 عائلة، ومنهم أسر شهداء و أيتام سواء ممن قضى أثناء الثورة أو ممن فقدوا معيلهم قبل بدء الثورة".
وأكد أن أوضاع العائلات داخل المخيم مأساوية للغاية، ولا يوجد أي معيل لهذه العائلات سوى بعض المساعدات التي تأتي من المنظمات الإغاثية، وأن هناك أعدادا من العائلات التي تضررت خيمهم و أغراضهم الخاصة من المطر والسيول القوية التي دخلت خيمهم في ظل هذه العاصفة.
وقال أبو علاء -مسؤول قسم المخيمات لدى جمعية عطاء للإغاثة والتنمية- لـ"أخبار الآن": "مع تساقط الأمطار وهبوب الرياح القوية بشكل مفاجئ، تشكلت سيول المياه الكثيرة والقادمة من الجبال المحيطة بتجمع المخيمات وهذه السيول أدت إلى أضرار لم تقتصر على أصحاب الخيم فقط بل ودمرت وجرفت معها أغراضهم البسيطة".
وأضاف أن هنالك ما يقارب 150 خيمة تدمرت، وشردّت 500 عائلة أغلبهم من النساء والأطفال وهي الآن من دون مأوى يقيهم برد الشتاء، وهذه العاصفة القوية، وأن باقي سكان المخيّم قد حفروا الخنادق لتغيير مسار السيول القادمة من المرتفعات في ظل عدم وجود قنوات للصرف الصحي في أغلب مخيمات اللاجئين".
وأكد أبو علاء أنهم يعملون الآن على إغاثة الأسر النازحة ببعض المساعدات كالأغطية الصوفية والمدافئ مع وقودها، كما أنهم سيقومون بتوزيع خيم على اللاجئين التي تضررت خيمهم، وأن هناك فرق مساعدة أتت من المناطق والمدن المحيطة بمخيمات اللاجئين مصطحبين معهم بعض المساعدات وفرق إسعاف إلى مخيمات النازحين.
ووصفت أم أحمد -إحدى اللاجئات في مخيم "عطاء المرأة الكويتية الأول" بمنطقة أطمة بريف إدلب لـ"أخبار الآن" شدة العاصفة التي تعرضوا لها، قائلة إن "المخيم قد امتلئ بالمياه حتى أنابيب الصرف الصحي لم تستطيع تحمل كمية الأمطار والسيول.
وأضافت أن أكثر الأطفال قد تعرضوا للمرض بسبب شدّة البرد القارس وانعدام وسائل الدفء، وتم إسعافهم إلى المشافي القريبة من تجمع المخيمات، مؤكدة أن معظم حالات الإصابة كانت التهابات رئوية.
وأفاد جواد العبود -أحد سكان مخيم عطاء المرأة الكويتية في ريف ادلب- أنه بعد هطول الأمطار الغزيرة، وبدء السيول القوية بالانجراف نحو المخيّم، دخلت المياه بكثافة إلى خيمته، و تبلل كل شيء في داخلها، حيث قد ارتفع منسوبها إلى نصف المتر وغمرت معظم خيّم المخيّم.
وناشد اللاجئون هناك بضرورة العمل العاجل على مساعدتهم في تخطّي هذه العاصفة بالأغطية الصوفية واللباس الصوفي، بشكل عاجل مع تأمين فرق إسعافية إلى تلك المخيمات، وتأمين مستلزمات المدافئ الحطبية بشكل خاص.