أفاد تلفزيون أر تي أل الفرنسي بوقوع تبادل إطلاق نار ومطاردة إثنين مشتبه بهما في الهجوم على شارلي إيبدو صباح اليوم في منطقة دامارتين أون قوال DAMARTIN EN GOELE شمال شرقي العاصمة الفرنسية باريس ، كما تم احتجاز رهائن صباح الجمعة داخل مؤسسة في نفس البلدة وقد توجهت قوات خاصة الآن إلى المنطقة .
المصادر أضافت أنه تعذر تحديد عدد الأشخاص المحتجزين .
من جهة أخرى سرقت سيارة في مدينة لواز شمال فرنسا بحسب ما نقلت الشرطة الفرنسية
وفي كلمة الى الامة، اعلن الرئيس فرنسوا هولاند الخميس "يوم حداد وطني" داعيا الى الوحدة بعد ما وصفه بانه مجزرة "على درجة استثنائية من الوحشية". وسينظم تجمع وطني في عموم انحاء البلاد في الساعة 11,00 ت غ على وقع قرع اجراس كنيسة نوتردام دو باري.
وقال هولاند "سلاحنا الأمضى هي وحدتنا. لا يمكن لاي شيء ان يقسمنا، لا يمكن لاي شيء أن يفرق بيننا (…) الحرية ستكون دائما أقوى من الهمجية".
واثار الهجوم موجة استنكار عالمية، وفي فرنسا تجمع اكثر من 100 الف شخص بصورة عفوية في العاصمة وفي نحو 15 مدينة اخرى تحت شعار "انا شارلي". ورفع بعض المشاركين بطاقات صحافية، واخرون اقلاما. وخارج فرنسا نظمت تجمعات في المانيا واسبانيا وبريطانيا بشكل خاص.
فاجأ المهاجمون اسرة تحرير شارلي ايبدو اثناء اجتماعها وتمكنوا من القضاء على معظمهم وبينهم خمسة من كبار رسامي الكاريكاتور وهم شارب وكابو وولينسكي وتينيوس الاكثر شهرة في فرنسا وفيليب هونوريه صاحب الرسم الذي نشرته الصحيفة على تويتر قبل لحظات من الهجوم وحيث يظهر زعيم داعش ابو بكر البغدادي وهو يقدم تمنياته "بالصحة والعافية".
وقتل المهاجمون الذين قال وزير الداخلية برنار كازنوف انهم "ثلاثة مجرمين"، 11 رجلا وامرأة وبين القتلى شرطيان قتل احدهما باطلاق النار عليه بعد اصابته.
وكان المهاجمون ملثمين مسلحين ببنادق "كلاشنيكوف او ام 16" كما قال احد السكان الذي قال انه ظن في البداية انهم من "القوات الخاصة التي تلاحق مهربي مخدرات. الأمر أشبه بفيلم سينما".
وبعد اجتماع ازمة للحكومة، قال رئيس الوزراء مانويل فالس الذي رفع خطة مكافحة الارهاب "فيجيبيرات" الى الحد الاقصى، وهو "الانذار من وقوع هجمات"، في عموم منطقة باريس، ان "فرنسا اصيبت في القلب".
وسرعان ما تعزز انتشار الشرطة في شوارع العاصمة حيث وضعت كافة مقار وسائل الاعلام والمتاجر الكبرى التي تشهد اقبالا كبيرا الاربعاء بمناسبة بدء التنزيلات الشتوية واماكن العبادة والمدارس ووسائل النقل تحت "الحماية المعززة".
وقد تلقت الاسبوعية الساخرة عدة تهديدات منذ ان نشرت الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد عام 2006.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2011 احرق مقر الصحيفة في ما اعتبرته الحكومة الفرنسية انذاك "هجوما متعمدا". وفي 2013، حكم على شاب في الرابعة والعشرين بالسجن مع وقف التنفيذ لانه دعا على الانترنت الى قطع رأس مدير الصحيفة بعد نشر الرسوم الساخرة.
وقال شاهد يعمل في مكتب مقابل مقر شارلي ايبدو انه رأى "جثثا ممدة على الارض، غارقة في برك من الدماء، وجرحى في حال خطرة".
وقال ميشال غولدنبرغ الذي يوجد مكتبه في الشارع نفسه "سمعت اطلاق نار ورأيت ملثمين يهربون في سيارة". بعد مغادرة مقر الصحيفة، صدم المهاجمان سيارة في شمال شرق باريس، واحد المارة، وفق الشرطة. وقال شخص اخر يعمل في شارع الصحيفة لفرانس برس انه سمع "نحو ثلاثين طلقة خلال عشر دقائق".
وافادت مصادر في الشرطة الفرنسية ان طريقة تحرك المهاجمين وهدوءهم وتصميمهم الظاهر، انما تكشف انهم تلقوا تدريبا عسكريا عاليا. ويبدو المسلحون في الصور التي التقطها اشخاص كانوا في المكان وهم يتصرفون بمهنية عالية ويشنون هجوما خطط له بدقة، حسب ما افاد عضو سابق في جهاز لحماية الشخصيات وشرطي سابق في الشرطة القضائية.
وقال احد الشرطيين "تبدو حرفيتهم ظاهرة من طريقة الامساك باسلحتهم وتحركهم الهادىء غير المتسرع. من المؤكد انهم تلقوا تدريبا عسكريا. هؤلاء ليسوا اشخاصا عاديين خطر ببالهم فجأة القيام بعمل من هذا النوع".
وقال الرئيس هولاند "ستتم ملاحقة الفاعلين حتى توقيفهم وسيحالون أمام القضاء وتتم ادانتهم"، مؤكدا ان هذا الهجوم يشكل "صدمة" بالنسبة لفرنسا.