أخبار الآن | سوريا (أيمن محمد)

تجتاح أبرز الدول التي تحتضن مخيمات السوريين عاصفة ثلجية تزيد من معاناة من يقطنون الخيام، وتهدد حياة كثير من الأطفال بالموت على غرار ما حدث العام الماضي عندما اجتاحت العاصفة "أليكسا" بلاد الشام وتركيا.

كان مخيما "أطمة وباب السلامة" الحدوديين مع تركيا أول المتضررين من المنخفض الجوي بعد هطول أمطار غزيرة تسببت في جرف عشرات الخيام في المخيمات الذي يأوي آلاف النازحين.

ونقل المكتب الإعلامي في الهيئة العامة للثورة السورية، عن أحد النازحين المسنين في مخيم أطمة، قوله: "بدأ المطر يتسرب إلى الخيمة، وبعد لحظات بدأ الماء من الأرض، عرفنا عندها أنه يتوجب علينا الخروج لمكان مرتفع، خرجت مع  أحفادي, وزوجتي التي لا تقوى على الحركة, وبدأنا معركة مع الطين برفقة الكثيرين الذين ذاقوا الأمرين في تلك الليلة السوداء.

بدورها، سارعت الحكومة التركية والمنظمات الإغاثية إلى نقل عدد من العائلات المتضررة من المخيمات السورية إلى أماكن داخل تركيا مجهزة لاستقبال النازحين.

وتسببت الأمطار التي تهطل منذ ثلاثة أيام مع بدء تساقط الثلوج فجر اليوم الأربعاء، بجرف مئات الخيم، وتشريد آلاف النازحين أغلبهم من النساء، والأطفال، بعد أن أصبحوا دون مأوى، في حين اضطر البعض لحفر باقي الخنادق لتغيير مسار السيول القادمة من المرتفعات.

مخيمات عرسال

تناقل نشطاء سوريون خبر وفاة الطفلة السورية هبة عبد الغني "10 سنوات" من حمص، جراء العاصفة الثلجية "هدى" التي بدأت باجتياح لبنان منذ أمس الثلاثاء.

وأفادت وسائل إعلامية أن رياحاً قوية بسرعة 100 كم في الساعة، ضربت مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال، واقتلعت عشرات الخيم، لتواصل العاصفة الثلجية تأثيراتها على المنطقة، وتوقعات بأن تصل درجة الحرارة إلى ما دون الصفر بـ 4 درجات مئوية، بعد بدء تساقط الثلوج.

بدورها، نشرت شبكة (شام) الإخبارية شريطاً مصوراً للاجئين سوريين تغطي الثلوج خيمهم، في حين ناشد أطفال المخيمات المنظمات الإنسانية الإسراع في نجدتهم، وسط ظروف أشبه بالانقطاع شبه التام عن العالم الخارجي، وانعدام للتدفئة، والطعام، خصوصاً ان المنطقة المقامة فيها المخيمات هي منطقة جبلية، وتوقعات بأن تغطي الثلوج المناطق في ارتفاع 500 متر عن سطح البحر.

ويقطن عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين في مخيمات في عرسال، وسط ظروف معيشية صعبة، وبرد قارس، وسوء التغذية، وقلة المواد الإغاثية.

مخيم الزعتري

ينشغل اللاجئون في مخيم الزعتري الذي يضم أكثر 75 ألف لاجئ سوري، بالتجهيز لمواجهة العاصفة الثلجية، من خلال تأمين وسائل التدفئة، وتثبيت ألواح الصفيح لمنع تسرب المياه إلى داخل الخيم، إضافة للحفر حول الخيم بشكل دائري لمنع دخول المياه، وتفقد أسلاك الكهرباء خشية من حدوث تماس كهربائي قد يودي بحياة البعض.

وأكد نشطاء باشتداد‬ سرعة الرياح مساء الثلاثاء، مشيرين إلى أنها تسببت باقتلاع بعض الخيم، وتمزيق الشوادر، مناشدين المنظمات والحكومة الأردنية لمساعدتهم في مواجهة هذه العاصفة.

بدورها، نقلت "الهيئة السورية للإعلام" عن أحد سكان المخيم، قوله: "نحن نموت ببطء والعالم يشاهد ما يحصل لنا، وعلى وقع هذه الكوارث التي ستحصل لنا في المخيم ستراهم يهرعون إلينا ليس من أجل مساعدتنا وأطفالنا، بل من أجل تصويرنا، وجعلنا مادة دسمة لهم على شاشاتهم واخبارهم"، مضيفاً أن جارهم المسن الذي كان يقطن في خيمة مجاورة، مات متجمدا من شدة البرد والصقيع في العام الماضي في عاصفة اليكسا".

السوريون في الداخل

وتستقبل المناطق السورية المحررة العاصفة الثلجية، وسط انعدام وسائل التدفئة وارتفاع أسعارها في بعض المدن إن وجدت، والحصار والمجاعة المفروضة على عدد من المدن والبلدات من قبل قوات النظام، إضافة لانعدام المواد الصحية والغذائية والإغاثية.

وتتوزع مخيمات النازحين في عدد من المدن والبلدات في الداخل، إضافة لعشرات الآلاف من العائلات النازحة التي تفتقر لشراء أية مواد تدفئة لمساعدتها في مواجهة العاصفة.

وأدت العاصفة "أليكسا" التي اجتاحت المنطقة العام الماضي لوفاة أكثر من 10 أطفال جراء البرد والصقيع خلال أيام العاصفة، الأمر الذي يخشى الأهالي من تكراره هذه العام مع العاصفة "هدى".

ويدفع الأطفال ثمن الحرب الدائرة، ونقص الغذاء والدواء، وكذلك مواد التدفئة، ما يحول لون الأرض البيضاء إلى وبال قد يحصد أرواح العشرات من الأبرياء.

على الصعيد العسكري، حيدت العاصفة الثلجية سلاح الجو في جيش الأسد، كما حيدت المطارات العسكرية، حيث لم يسجل إقلاع أية طائرة منذ صباح اليوم جراء الظروف الجوية، وعدم قدرة الطيران على القصف خلال أيام العاصفة.

وعزا البعض أن أهم أسباب تقدم الثوار على جبهات مدينة حلب الشمالية، هو تحييد الطقس لسلاح الجو في جيش النظام، وأكد الثوار أن نظام الأسد لا يستطيع الوقوف في وجه الثوار دون الاستعانة بسلاح الطيران والمروحيات.

جسر جوي إماراتي

وجّه رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بمد جسرٍ جويّ لإغاثة اللاجئين السوريين والمتضررين من العاصفة الثلجية التي تضرب منطقة الشرق الأوسط، مطلقاً حملة إنسانية في الدولة.

ودعا الشيخ خليفة المؤسسات المعنية كافة والفعاليات الوطنية للبدء في حملة إنسانية إماراتية، تشمل قطاعات المجتمع من مواطنين ومقيمين للمساهمة في التخفيف من معاناة اللاجئين في أجواء الشتاء القارس، قائلا إن "الدولة ستظل ملتزمة برسالتها الإنسانية عاصمة للخير ومحطة رئيسية لإغاثة الملهوف ويد ممدودة بالعطاء لكل محتاج" .

بدورها، أعلنت بلدية اسطنبول استقبال كل شخص لا يوجد لديه مأوىً أو ملبس خلال موجة البرد التي تجتاح البلاد، وذلك في صالة "زيتون بورنو" الرياضية في المدينة، وأكدت البلدية وجود عناية طبية لكل سوري يذهب إليهم، وإن كان بحاجة للدواء فسيأخذه مجاناً، كما طالبت البلدية السوريين بإيصال الخبر لأي سوري ممن تقطعت بهم السبل خلال العاصفة وموجة البرد الشديد.

ووضعت البلدية الرقم (153) للإجابة على أيّ استفسارات، أو لنجدة السوريين في مدينة اسطنبول.