في ظل الأزمة والأحداث المتتالية التي تعاقبت بعد حادث احتجاز الرهائن في مدينة سيدني الاسترالية، نشر بعض المواطنين الاستراليين "هاشتاغ" على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تضامنا مع مسلمي أستراليا، جاءت فكرة "الهشتاغ" كمحاولة لإشعار المسلمين بأنهم في مأمن من أي رد فعل محتمل بعد الأزمة، خصوصا بعد معرفة هوية الجاني، حيث زاد توتر الطائفة المهاجرة المسلمة في هذا البلد..
حملة #IllRideWithYou أي #أنا سأركب معك، انتشرت في جميع أنحاء أستراليا، بعدما ترددت الأنباء حول هوية المسلح المسلم الذي احتجز الرهائن في مقهى سيدني. وحسب ما نشرته صحيفة "ذا ديلي سيجنال"، بدأت فكرة " سأركب معك" عندما لاحظت المواطنة الاسترالية راشيل جاكوبس، أن امرأة جالسة إلى جوارها في القطار قامت بنزع الحجابها بصمت، فطالبتها جاكوبس أن تبقيه قائلة لها "أنا سوف أركب معك".
و لم تكتف جاكوبس بوضع الهاشتاغ على موقع تويتر فقط، بل نشرت كذلك ما دار بينها وبين السيدة المسلمة في القطار من حديث، على "الفيسبوك" في إطار نفس الحملة التي تهدف الى طمأنة المسلمين في أستراليا. وغردت جاكوبس في الجزء الأول قائلة: "لقد ركضت وراءها في محطة القطار، وقلت لها: "ضعيه مرة أخرى..أنا سأمشي معك، عندها بدأت المرأة المحجبة في البكاء، واحتضنتي لمدة دقيقة ثم انصرفت بمفردها"، أما الجزء الثاني فكتبت فيه راشيل جاكوبس: "ثم قامت السيدة المسلمة (كما توقعت) التي تجلس بجانبي في القطار بنزع حجابها في صمت".
وبعد هذا الهاشتاغ، الذي ربما سيغير الكثير من ردات الفعل المحتملة، توالت التغريدات،وكتبت مغردة تدعى سير تيسا: "إذا كنت تستقل بانتظام الحافلة رقم #373 المتجهة إلى منطقة مارتين، ارتدي زيك الديني ولن تكون بمفردك، أنا سأركب معك"، وأضافت سير تيسا: "لماذا لا نبدأ في نشر هاشتاغ؟ ماذا عن (#IllRideWithYou أو #أنا سوف أركب معك)؟ ووفق مراقبي وسائل التواصل الاجتماعي، وصل استعمال الهاشتاغ الى 166 ألف مرة خلال 8 ساعات فقط من نشر تغريدة سير تيسا، مما يؤكد أنه لاقى إقبالاً واسع النطاق.
أزمة الرهائن في مقهى "ليند" بساحة مارتن، والتي أطلق عليها اسم " حصار سيدني" استمرت لمدة 16 ساعة كاملة، لكن الشرطة الاسترالية تمكنت مؤخراً من تحديد هوية المسلح وهو شيخ مان هارون مونيس، لاجئ إيراني ورجل دين، سبق أن كتب رسائل مليئة بالكراهية لأفراد أسر أعضاء الخدمة الاسترالية، قتلوا في صراعات بالخارج، وكان مونيس قد أمر الرهائن برفع العلم الأسود المكتوب عليه كلمات عربية بالأبيض، طالباً إجراء مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت، ويذكر أنه أثناء الحادث قتل المسلح اثنين من الرهائن، بينما أصيب 3 آخرون بجروح بليغة.
ومن المعلوم، أن المجتمع المسلم في أستراليا يتكون من عدة أطياف وأعراق، ويوجد سوء فهم شائع بين الأستراليين غير المسلمين: أن "الإسلام جديد على أستراليا وقد جاء مع هجرة مواطني مناطق الشرق الأوسط، البلقان، جنوب شرق آسيا، شبه القارة الهندية، وأفريقيا السوداء، لكن التاريخ يؤكد أن مسلمي إندونيسيا تعاملوا تجاريا مع سكان أستراليا الأصليين في الشمال..