تجمعت حشود في العديد من المدن الامريكية للاحتجاج على القرار الذي اصدرته لجنة محلفين يوم الاثنين بعدم توجيه اي تهمة لرجل شرطة ابيض لقتله المراهق الاسود الاعزل مايكل براون في ضاحية فيرغسون بمدينة سانت لويس.
الا ان المظاهرات التي خرجت الليلة الماضية في مدن عديدة من سياتل في الغرب الى نيويورك في الشرق كانت سلمية الى حد بعيد، إذ اقتصرت على الهتافات ورفع اللافتات.
وفي ضاحية فيرغسون ذاتها، التي شهدت اعمال عنف وسلب ونهب الليلة قبل الماضية، نشرت السلطات نحو 2200 من قوات الحرس الوطني لمنع تكرار احداث ليلة الاثنين. اما الشرطي الذي قتل الشاب براون، ويدعى دارن ويلسون، فقال إن "ضميره مرتاح."
وكانت الحادثة التي وقعت في التاسع من اغسطس / آب الماضي، قد ادت الى اندلاع اعمال عنف استمرت لعدة اسابيع. وكانت نسبة كبيرة من الامريكيين الافارقة تطالب بتوجيه تهمة القتل العمد الى الشرطي ويلسون، ولكن قرار لجنة المحلفين يعني انه لن يواجه اي تهم جنائية. وهاجم محامو اسرة الشاب براون قرار اللجنة ووصفوه بأنه غير عادل.
"ارواح السود ثمينة ايضا"
وكان الموقف في فيرغسون هادئا بشكل عام معظم نهار الثلاثاء، رغم قيام المحتجين باغلاق احد الطرق الرئيسية في قلب مدينة سانت لويس لبرهة وجيزة وتنظيمهم لتجمعات واعتصامات خارج مبنى المحكمة الاتحادية في المدينة.
ولكن ما ان حل المساء حتى بدأت حدة التوتر في الارتفاع، فقد اضرم المحتجون النار في سيارة للشرطة حاولوا قلبها وبدأت الشرطة باخلاء الشوارع واعتقال عدد من المتظاهرين.
وفي نيويورك، اغلق محتجون لفترة قصيرة جسر بروكلين، كما اوقفوا سير المركبات في عدد من الشوارع. كما شهدت مدن اتلانتا ويوستن ولوس انجليس مظاهرات احتجاجية. واقام محتجون اعتصاما خارج مكتب عمدة مدينة شيكاغو.
وفي مدينة مينيابوليس بولاية منيسوتا، حاولت سيارة دهس محتجين كانوا يغلقون احد الشوارع في المدينة مما ادى الى اصابة شخص واحد.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما، في تصريحات ادلى بها في شيكاغو الثلاثاء إنه "لا عذر" للذين يقومون بتصرفات الغرض منها تدمير وايذاء المنشآت العامة والخاصة، مضيفا انه ينبغي مقاضاة اولئك الذين يقومون بهذه الاعمال.
واضاف الرئيس الامريكي ان مشاعر الغضب التي اججها قرار لجنة المحلفين "لها جذور عميقة في نفوس الملونين الذين يشعرون بأن القوانين لا يجري تطبيقها بعدالة وتساوي."
وقال الرئيس اوباما إنه امر وزير العدل اريك هولدر باتخاذ الخطوات اللازمة لاعادة الثقة وضمان عدالة تطبيق القانون.
يذكر ان جزءا كبيرا من النقاش الدائر منذ وقوع حادثة قتل الشاب براون تركز حول ما اذا كان الاخير قد شرع بتسليم نفسه للشرطي ويلسون عندما اطلق الشرطي عليه النار وارداه. وفي اول ظهور اعلامي له، قال ويلسون لشبكة اي بي سي إنه لم يسعه ان يتصرف بأي شكل آخر. وقال "إن ضميري مرتاح لأني اعلم اني اديت واجبي على خير ما يرام." ووصف ويلسون المراهق القتيل بأنه "رجل قوي البنية" نافيا ان يكون عرقه سببا لاطلاقه النار عليه.