أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (صحف)
عندما تتوقف السيارات عند تقاطع شيبويا الياباني الذي يعد من أكثر التقاطعات اكتظاظاً في العالم، يمر مئات المارة منحني الرؤوس وأنظارهم مركزة على هواتفهم الذكية، مجازفين بالتالي بحياتهم.
ويثير هذا المشهد المفاجئ قلق السلطات اليابانية، لأن سلامة المشاة تصبح على المحك إذا تصرف الجميع على هذا المنوال.
وعزّزت عملية محاكاة أجرتها مجموعة «أن تي تي دوكومو» الأولى في اليابان في تشغيل الهواتف الخلوية هذه المخاوف. فإذا بقي 1500 شخص يركزون أنظارهم على هواتفهم عند اجتياز هذا التقاطع المتعدد التشعبات، من المرجح أن يسجّل 446 حادث اصطدام و103 حوادث سقوط. وثلث المشاة فقط سيصلون إلى الجهة الأخرى من دون مشكلة.
وحذّر تيتسويا ياماموتو، وهو مسؤول في قسم الوقاية من الأخطار في «تويوتا»، من أنه «إذا استمر الناس في اجتياز الطرق وهم ينظرون إلى هواتفهم، فإن الحوادث ستزداد». ولفت إلى أن «41 في المئة من الحوادث المرتبــطة بالهواتف المحمولة نــاجمة عن أشخاص يستخدمونها وهم يمشون أو يتنقلون بواسطة الدراجات الهوائية».
ولا تقتصر هذه المشكلة على بعض المشادات الكلامية بين المتصادمين، بل تشمل حالات ينقل فيها الجرحى إلى مستشفيات.
ووفق رجال الإسعاف، نقل 122 جريحاً بين عامَي 2009 و2013، إثر حوادث ناجمة عن حالات كان فيها المشاة يركزون على هواتفهم الذكية.
واتخذت مبادرات لمكافحة هذه المشكلة التي ليست حكراً على طوكيو بل تنتشر أيضاً في لندن ونيويورك وباريس وهونغ كونغ. ووضعت السلطات لافتات على الأرصفة في محطات القطار وبات أفراد الشرطة يقفون بالمرصاد لمدمني الأجهزة المحمولة.
وقسّم متنزّه ترفيهي في جنوب غرب الصين أرصفته إلى قسمين، أولهما لحاملي الأجهزة المحمولة وثانيهما للذين لا يستخدمونها. وتتحمل الفئة الأولى من المشاة تداعيات أفعالها. وتدرس إحدى مدن ولاية نيويورك مشروع قانون ينظم استخدام المشاة للأجهزة المحمولة.