في أصعب مهمة من نوعها هبط المسبار فيلي بنجاح على المذنب67 بي، وتعتبر وكالة الفضاء الأوروبية الهبوط نقلة نوعية في الأبحاث الفلكية، ويشبه بعض الخبراء عملية الهبوط هذه بالهبوط على القمر عام 1969 .. تفاصيل أوفى في سياق التقرير التالي.
بعد عشر سنوات، وبعد رحلة دامت لأكثر من ستة مليارات كيلومتر، نجحت سفينة الفضاء، روزيتا، يوم أمس في إطلاق المسبار "فيلة" للهبوط على المذنب P67.
كان التركيز الرئيسي في المهمة مسح المذنب P67 من أجل التحضير لأول محاولة من نوعها في الأراضي اللينة على المذنب.
ويكمن التحدي الذي كان يواجه الفريق المشرف على روزيتا لإعادتها إلى الأرض، في هبوط المسبار فيلة على مذنب دوار على شكل غريب يشبه البطة.
وقد حددت نقطة هبوط فيلة بالضبط في سبتمبر/أيلول، بعد ستة أسابيع فقط من لحاق روزيتا بالمذنب في السادس من آب، وبدئها الدوران في مدارٍ حوله.
ويشكّل نجاح هذه المهمة مفتاحًا لكثير من الأجوبة والمعلومات المتعلقة بالنظام الشمسي، وأصل المياه على كوكب الأرض، وربما أصل الحياة ذاتها أيضًا.
كما يأمل العلماء في أن يتمكن الروبوت المزود بعشرة أجهزة، من فك أسرار المذنبات، وهي أجرام قديمة مكونة من الثلج والغبار يعتقد أنها ساعدت في تشكيل الحياة على الأرض.
ويعتبر الوصول من الأرض إلى أي مذنب يسافر باتجاه الشمس بسرعة 18 كلم في الثانية خطوة تاريخية في تاريخ الهندسة الفضائية وحسابات الأجرام.
وجاء المذنب من منطقة بعيدة في الفضاء تسمى سحابة أورط بها البقايا المتجمدة الناتجة عن تكون المجموعة الشمسية قبل نحو 4.6 مليار سنة.