عقب احتجاجات شعبية واسعة النطاق و غير مسبوقة في بوركينا فاسو، غادر رئيس بوركينافاسو "بليز كومباوري" العاصمة "واغاداغو" بعد تقديمه استقالته يوم الجمعة (31 تشرين الأول/ أكتوبر 2014) معلنا التخلي عن الحكم بعد 27 عاما في سدة الرئاسة عبر التلفزيون الرسمي للبلاد.
وأعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنرال "نافيري هونوري تراوري توليه" إدارة شؤون البلاد مؤقتا بهدف تنظيم انتخابات في أقرب وقت.
وقال تراوري "طبقا للأحكام الدستورية وبعد التأكد من شغور الحكم، ونظرا إلى الضرورة الملحة للحفاظ على الأمة … أتحمل ابتداء من هذا اليوم مسؤولياتي رئيسا للدولة"، مشيرا إلى أنه "اخذ علما باستقالة" الرئيس كومباوري.
وخرجت الجماهير للتعبير عن فرحتها في شوارع العاصمة واجادوجو فور الإعلان عن تنحية الرئيس كومبار، يوم الجمعة.
وجاء هذا البيان بعد أن قال سكان يقيمون قرب القصر الرئاسي في العاصمة واغادوغو إنهم سمعوا دوي إطلاق نار كثيف في الساعات الاولى من يوم السبت.
وتسلم قائد الجيش السلطة بعد أن قال كومباوري في بيان تلته صحفية في شبكة "اف.بي1" إنه "رغبة مني في الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية وعلى السلم الاجتماعي … أعلن التنحي عن الحكم تمهيدا للبدء بفترة انتقالية". وأضاف كومباوري الذي لا يعرف مكان وجوده في الوقت الراهن أن هذه الفترة الانتقالية يفترض أن "تؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة في مهلة أقصاها 90 يوما".
انقسام داخل الجيش
بعد ذلك بدأت بوادر الانقسام والصراع على السلطة داخل الجيش في بوركينافاسو، مع إعلان ضابط في الحرس الرئاسي سيطرته على مقاليد الحكم وتنحية قائد الجيش. حيث أعلن المقدم اسحاق زيدا، الرجل الثاني في الحرس الرئاسي، أنه أصبح حاكم البلاد، في بيان تليفزيوني ليلة أمس.
ووعد الشعب بأن سيقود البلاد نحو الديمقراطية في أقصر وقت ممكن، بالتشاور مع جميع الأحزاب السياسية والتيارات المدنية. وكان قائد الجيش اونوريه تراوري قد أعلن في وقت سابق أنه تولى السلطة وإدارة البلاد، لكنه لم يظهر بشكل علني منذ هذا الوقت.
وجاء في البيان الذي أصدره المقدم زيدا "أتولى مسؤوليات رئيس الدولة، وأناشد الدول الأعضاء في تجمع ايكواس الاقليمي والمجتمع الدولي أن تبرهن على تفهمها وان تدعم السلطة الجديدة."
ومازال مكان الرئيس السابق بليز كومباور غير معروف، لكن أخر التقارير تشير إلى أنه موجود في كوت ديفوار، حيث توجد جالية كبيرة من بوركينا فاسو. أكد المقدم زيدا أن الرئيس المخلوع كمباور ومدير مكتبه "في مكان آمن" وان "سلامتهما مضمونة."
من ناحية أخرى، عادت الحياة إلى طبيعتها بصورة كبيرة في شوارع العاصمة واجادوجو بعد فترة اضطرابات، نتج عنها احراق مقر البرلمان ومبان أخرى. وعادت حركة المارة للشوارع وبدأت المحال في فتح أبوابها، لكن مازالت البنوك مغلقة حتى الآن.
ودعت بعض الجماعات المدنية، التي لعبت دورا بارزا في حركة الإطاحة بالرئيس كومباور، الشباب للخروج وتنظيف الشوارع.