أعلن قائد الجيش في بوركينا فاسو توليه مهام رئيس الدولة بعد إقالة الرئيس بليز كومباوري حسبما ذكرت وكالة الانباء الفرنسية وكانت المظاهرات المطالبة باستقالة كومباوري قد تجددت صباح اليوم ، واندلعت الاحتجاجات بعد الإعلان عن تغييراتٍ مزمعة كانت ستسمح لكومباوري بالترشح للاتخابات الرئاسية مرة أخرى.
ويذكر أن كومباوري وصل إلى السلطة في بوركينا فاسو بانقلاب عسكري في عام الف وتسعمئة وسبعة وثمانين وكان عشرات الالاف من المتظاهرين طالبوا في مظاهرات اليوم باستقالة الرئيس فورا في حين دعت المعارضة انصارها الى مواصلة الضغط بعد يوم من الاضطرابات تم خلالها اشعال النار في مبنى البرلمان.
وقال زعيم المعارضة زفيرين ديابري للصحافيين ان المعارضة "تدعو الناس الى مواصلة الضغط عبر احتلال الساحات العامة. رحيل بليز كومباوري غير المشروط شرط مسبق لاي نقاش بشأن اي انتقال سياسي، هكذا بوضوح وبكل بساطة".
ودعت المعارضة في بوركينا فاسو الجمعة الى مواصلة الضغط وطالبت برحيل الرئيس بليز كومباوري "بدون شروط" بعدما وعد بمرحلة انتقالية لكنه يرفض الاستقالة.
وغداة تظاهرات شهدت اعمال عنف، نزل عشرات الالاف من المتظاهرين الى الشوارع الجمعة للمطالبة باستقالة كومباوري.
تجمع المتظاهرون في ساحة الامة امام مقر قيادة الجيش وهم يهتفون "بليز ديغاج" (ارحل) و"كوامي لوغي رئيس". وكوامي لوغي كان رئيسا للاركان ووزيرا للدفاع حتى عزله في 2003، ويطالبه عشرات الاف المتظاهرين بتسلمه السلطة منذ الخميس.
واعلن احد كوادر حركة معادية لبقاء كومباوري في السلطة "نجري محادثات مع الجيش ليضمن لنا رحيل كومباوري".
وقال خالدو كومباري وهو طالبا في السابعة والعشرين من العمر "نريد ان يتولى الجيش المسؤولية لان بقاء كومباوري في السلطة ليوم واحد غير وارد".
من جهته، قال زعيم المعارضة زفيرين ديابري للصحافيين ان المعارضة "تدعو الناس الى مواصلة الضغط عبر احتلال الساحات العامة. رحيل بليز كومباوري غير المشروط شرط مسبق لاي نقاش بشأن اي انتقال سياسي، هكذا بوضوح وبكل بساطة".
وكان الرئيس بليز كومباوري وعد بفترة انتقالية في بوركينا فاسو لكنه رفض الاستقالة فيما يقول الجيش انه تسلم السلطة غداة اضطرابات عنيفة ضد النظام.
لكن الوضع بدا غامضا صباح الجمعة لأن قادة المعارضة لم يعلنوا موقفا واضحا من تسلم الجيش السلطة. ولم تعلو هتافات تطالب بتسلم الجيش السلطة عن جموع المتظاهرين الذين جعلوا من استقالة كومباوري "اولوية غير قابلة للتفاوض".
وقال النائب المعارض ابلاسي اودراوغو في تصريح لاذاعة فرنسا الدولية "استيقظنا اليوم ورأينا الغموض الشامل يسود الوضع".
وقد اسفرت الاضطرابات عن حوالى ثلاثين قتيلا واكثر من مئة جريح، كما قالت المعارضة التي لم توضح هل تغطي هذه الحصيلة كامل الاراضي الوطنية او انها لا تشمل سوى واغادوغو.
وليل الخميس الجمعة سمع دوي القصف في ضواحي القصر الرئاسي الذي لا يمكن الاقتراب منه لان جنود من الحرس الرئاسي المتوترين جدا منعوا الوصول اليه، كما لاحظ مراسل وكالة فرانس برس.
وقد اشتعلت بوركينا فاسو الخميس، فاضطر الجيش الى التدخل على اثر احراق الجمعية الوطنية وتعرض التلفزيون الرسمي لهجوم واندلاع اعمال عنف في الاقاليم ودعوات الى استقالة الرئيس.
واعلن رئيس اركان الجيوش نابيري هونوريه تراوري في بيان تلاه احد الضباط، انشاء "هيئة انتقالية" تتسلم الصلاحيات التنفيذية والتشريعية، على ان يكون الهدف اعادة النظام الدستوري " في غضون اثني عشر شهرا".
وقال الرئيس كومباوري الذي وصل الى الحكم بانقلاب في 1987 في كلمة متلفزة انه "فهم" رسالة الشعب واتخذ "التدبير الصحيح لتحقيق التطلعات الكبيرة الى التغيير".
لكنه لم يتحدث عن استقالة محتملة معربا في المقابل عن "استعداد" "لبدء محادثات لفترة انتقالية" يسلم في نهايتها "السلطة الى رئيس منتخب ديموقراطيا".
ورحبت الولايات المتحدة مساء الخميس في بيان لوزارة الخارجية ب "قرار" كومباوري "تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهيدا لانتخابات وطنية ونقل السلطة الى خلفه المنتخب ديموقراطيا".
واعربت واشنطن من جهة اخرى عن "اسفها للخسائر بالارواح البشرية" ودعت الاطراف الى تجنب اعمال عنف اضافية.
وتصريحات كومباوري اغضبت بينيوندي سانكارا احد ابرز مسؤولي المعارضة الذي قال ان استقالة الرئيس "اولوية غير قابلة للتفاوض". واضاف "طوال 27 عاما، استغفل بليز كومباوري الجميع. والان ما زال يغش ويتحايل مع الشعب".
وكان سانكارا اول من وصف مساء الخميس استيلاء الجيش على السلطة بأنه "انقلاب".
وفرض حظر للتجول "على جميع الاراضي من الساعة 19 الى الساعة 6". وتفاوتت درجات التقيد به في واغادوغو، كما لاحظ مراسلو وكالة فرانس برس.
وفي المقابل، رفع الرئيس البوركيني مساء الخميس الحظر الذي فرضه بنفسه بعد الظهر.
ولم يوافق المتظاهرون حتى الان على تسلم الجيش السلطة، وينتقدون شخصية رئيس الاركان الذي وصفه الطالب محمد رابو (26 عاما) بأنه "دمية في يد الحكم". وهم يطالبون بكوامي لوغي الجنرال المتقاعد الذي يحظى بتعاطف كبير بدلا منه. وقالت امرأة لم تشأ الكشف عن هويتها "نريد لوغي".
شارك بليز كومباوري الذي ينتمي الى اتنية الموسي في ثلاثة انقلابات واتاح له الانقلاب الاخير الوصول الى الحكم.
وعلى رغم ولايتيتن استمرت كل منهما سبع سنوات (1992-2005) ثم ولايتين استمرت كل منهما خمس سنوات (2005-2015) و27 عاما في الحكم، يرغب في البقاء في السلطة بعد 2015، وهذا ما لا يتيحه له الدستور.
وقد نجمت تظاهرات الخميس عن رغبته في تعديل المادة 37 من الدستور للمرة الثالثة، بعد 1997 و2000 والتي تحدد العدد الاقصى للولايات الرئاسية باثنتين كل منهما لخمس سنوات.
وحاول النظام تهدئة النفوس باعلانه الغاء التصويت على مشروع تعديل الدستور الذي كان مقررا الخميس.
وسعى المعارضون في الايام الاخيرة لاطاحة النظام الذي لطالما اعتبر من اكثر الانظمة استقرارا في المنطقة.
وقال المعارض اميل بارغي باري انه "ربيع اسود في بوركينا فاسو على غرار الربيع العربي"، وذلك غداة تظاهرات صاخبة شارك فيها مئات الاف الاشخاص، وقد نزل مليون شخص كما تقول المعارضة الى شوارع واغادوغو للاحتجاج على "الانقلاب الدستوري". ودعا الاتحاد الافريقي "جميع الاطراف المعنية الى اقصى درجات ضبط النفس". ووجه الاتحاد الاوروبي نداء "للبدء فورا بالحوار" ووقف اعمال العنف.
ودعت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة وشريكة بوركينا فاسو التي تضطلع بدور كبير في منطقة الساحل المضطربة الى "العودة الى الهدوء".
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "لا نملك تشكيل او حل حكومة. ما نامل به نحن الفرنسيين هو حماية رعايانا وان تسير الامور باتجاه الهدوء".
واضاف "طلبنا من سفيرنا العمل على تسهيل حل التهدئة هذا"، موضحا ان مبعوثين من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا سيصلون الجمعة الى بوركينا فاسو.