واصلت القوى الكبرى وإيران في العاصمة النمساوية فيينا الخميس محادثات معقدة على أمل التوصل إلى حل نهائي للخلاف حول برنامج طهران النووي.
والتقى ممثلو ايران ومجموعة خمسة زائد واحد غداة لقاء ثلاثي بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الايراني محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون. ومن المقرر أن يعقد الإجتماع المقبل الذي سيشارك فيه وزير خارجية أمريكا جون كيري بعد ثلاثة أسابيع.
وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قال إن بلاده لا تنوي تمديد الموعد النهائي لاختتام المحادثات مع القوى الدولية حول برنامجها النووي الى مابعد الرابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر القادم. والاتفاق الذي يسعى اليه جميع الاطراف سيكون تاريخيا فهو سيضمن ان يلتزم البرنامج النووي الايراني باهداف مدنية بحتة لقاء رفع العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية واقتصادها.وسيضع مثل هذا الاتفاق حدا للخلاف الذي يلقي بظلاله على العلاقات الدولية منذ مطلع العقد الاول في هذه الالفية عندما بدات الدول الكبرى وايضا اسرائيل ودول الخليج تشتبه بان ايران تسعى لحيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي.
واتاحت المفاوضات المكثفة التي اطلقت في كانون الثاني/يناير احراز تقدم. ويبدو انه تم احراز تقدم في تغيير تصميم مفاعل تبنيه ايران في اراك للحد من انتاج البلوتونيوم فيه وكذلك على صعيد ضمان عمليات تفتيش اكبر وحصر الانشطة في منشأة فوردو المحصنة.
وقد يتم التوصل الى اتفاق ايضا حول تعزيز وتيرة عمليات التفتيش التي يجريها في ايران مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقطة الخلاف الاساسية تبقى قدرات ايران المستقبلية لتخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يمكن ان تنتج وقودا للمفاعلات وكذلك مادة لصنع سلاح نووي في حال الوصول الى درجات عالية من النقاء في التخصيب.
وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الخميس لوسائل الاعلام الايرانية ان الحوار بين الاطراف بات موجها نحو "البحث عن حل بدلا من درس المشاكل بعناية".وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى مساء الاربعاء عند حديثه حول سير المفاوضات "لن يتم الاتفاق على شيء ما لم يتم الاتفاق حول كل النقاط ويمكن ان ينهار كل شيء بسبب الخلاف حول 2% من الملف مع اننا متفقون على 98% منه".
واضاف المسؤول الاميركي "الجميع يعمل بجد انها مفاوضات معقدة بشكل لا يوصف وتدخل في التفاصيل الى حد كبير اذ تتم اضافة صفحات ملحقة كاملة لاي سطر في كل اتفاق سياسي لان التفاصيل حاسمة بشكل كبير".
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2013 توصلت ايران ومجموعة 5+1 الى اتفاق مرحلي وامهلت نفسها حتى 20 تموز/يوليو للتوصل الى اتفاق دائم. الا انها لم تتمكن من ذلك ما دفعها الى تاجيل المهلة الى 24 تشرين الثاني/نوفمبر.
ومع اقتراب موعد المهلة اقترحت طهران امكان تمديد جديد لكن ظريف غير رأيه الخميس. وقال ظريف "ما زال هناك اربعون يوما قبل انتهاء المهلة ولا يعتقد اي من المفاوضين ان التمديد سيكون مناسبا، اننا نشاطر هذا الراي بشأن التمديد ونعتقد ان ذلك لا يستحق حتى عناء التفكير به".الا ان الدبلوماسية الاميركية تفضل عدم الحديث عن تمديد "في الوقت الحالي" اذ تعتبر واشنطن ان "المهل تساعد على اتخاذ قرارات صعبة ونحن امامنا قرارات صعبة فعلا".
وترى ايران ان اتفاقا سريعا يعني الامل في نهوض اقتصادي. ويعتبر التوصل الى اتفاق سريع مهما ايضا بالنسبة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يمكن ان يواجه بعد الانتخابات التشريعية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر مجلس شيوخ بغالبية من المعارضة التي تشكك في جدوى الاتفاق مع ايران.
ويخشى عدد متزايد من المحللين عدم امكان التوصل الى اتفاق بحلول 24 تشرين الثاني/نوفمبر. فهم يرون ان المفاوضات يمكن ان تستمر بعد اتفاق "مرحلي" يشمل التقدم الاولي الذي تم تحقيقه