صباح السبت بدأت الصحفية “آدامز” بارسال تغريدات عبر تويتر تروي بها القصة. حينما كانت على متن طائرة تابعة للطيران المصري متجهة الى مطار القاهرة. وأثناء نومها خلال الرحلة إستيقظت لتجد الرجل بجانبها يتحرش بها.
So on my @EGYPTAIR flight back to #Cairo, I wake up to find the guy next to me groping my leg with his other hand under his own blanket. #SH
— Kimberly Adams (@kmanews)
October 11, 2014
ثم عادت "آدامز" لتغّرد على حسابها بقية القصة.
Pt. 2 I threw him off me and told him to get away from me. He moved to another seat when he saw me calling the attendant.
— Kimberly Adams (@kmanews)
October 11, 2014
استيقظت "آدامز" فابعدت المتحرش عنها، وانتقل هو الى مقعد آخر على الطائرة عندما رآها تنادي مضيف الطائرة لتخبره بما حدث. إذ طلبت من المضيف إستدعاء الشرطة فور وصول الطائرة لأنها تريد أن تقدم بلاغا على الرجل.
فقال لها المضيف بأن الرجل يدّعي أن ما حصل هو مجرد حادث. ولكن الصحافية أصرت على تقديم شكوى بإعتبار أنه حقها و أبسط ما يمكنها فعله.
pt 3. I told the (male) flight attendants I wanted the police waiting when I arrived. They tell me the guy is claiming it’s an accident.
— Kimberly Adams (@kmanews)
October 11, 2014
Pt 4 and since no one saw it I can’t really prove it, but it’s "my right" to have the police and thy call them anyway to be waiting for us.
— Kimberly Adams (@kmanews)
October 11, 2014
وفعلا وصلت "آدامز" الى المطار لتجد الشرطة في الإنتظار، وهنا حاولت السلطات المصرية أن تشجعها على أن تغير رأيها و تدع ما حصل وتمضي في طريقها. ولكنها أصرّت على تقديم شكوى.
Pt. 5 Police were waiting, and airport people gently encouraged me to drop it. I asked to file a report anyway.
— Kimberly Adams (@kmanews)
October 11, 2014
ومن هنا بدأت القصة تأخذ منحى جديد بالنسبة لـ "آدامز" ، التي قالت أنه من الواضح ان السلطات المصرية لا تملك اي خبرة في هذا المجال (شكاوي التحرش). إبتداء من محاولاتهم المستمرة بتشجيعي على عدم تقديم الشكوى ضد الرجل.
ومن ثم طريقتهم في التعامل مع ضحية التحرش. إذ قاموا بوضعها في نفس الغرفة مع المتحرش في وقت الإنتظار (الذي استمر ساعات). وعند كتابة التقرير قاموا بسؤالها عن عنوان سكنها أمامه وهو ما اعتبرته أمرا غريبا جدا، إذ عبرّت "إنه متحرش، لا أريده أن يعرف أين أسكن!".
إذ أن مثل هذه الأمور تعتبر جدا مستهجنة في الدول الأخرى التي لا تعامل التحرش على أنه ظاهرة طبيعية، فوجدت الصحافية الأمريكية نفسها عاجزة عن التصديق بأن الشرطة نفسها هي من تحاول منعها من تقديم شكوى، أو أنها تريد منها إدلاء معلوماتها الشخصية أمام شخص متحرش.
Some of the things said to me today while trying to file a sexual harassment report: "but he wasn’t aggressive, right?" Pt. 1
— Kimberly Adams (@kmanews)
October 11, 2014
ومن الأشياء التي قيلت لها من قبل أفراد الشرطة “هل أنت متأكدة أنك تريدين التقدم بشكوى؟”، “ولكنه إعتذر” ، "ولكنه لم يكن عدوانيا"،"هل أنت أمريكية أمريكية"، "عليك أن تحذري المرة القادمة من النوم في الطائرة".
Pt. 2 "but he’s willing to apologize." "Are you AMERICAN American?" "You should be more careful in the future [when sleeping on a plane]"
— Kimberly Adams (@kmanews)
October 11, 2014
و أيضا قامت الصحافية بتغريد صورة للمتحرش، ثم بعد ذلك قالت أنها بعد الإنتظار لساعات نجحت أخيرا في تقديم الشكوى ضد الرجل و أن السلطات قالت لها أنه سيذهب الى السجن.
This is a blurry pic of the guy who groped me. pic.twitter.com/6omgSVJNrZ
— Kimberly Adams (@kmanews)
October 11, 2014
وأخيرا قالت آدامز أنها تأسف لما تعانيه المرأة المصرية، و أضافت بأن ليس كل رجال مصر سيئين، لكن على التأكيد أن هناك "سٌمعة" أصبحت تلاحقهم متعلقة بالتحرش على مستوى عالمي.
مشكلة التحرش الجنسي في مصر تعتبر إحدى أبرز المشاكل التي يعاني منها المجتمع المصري، و إستغراب رجال الشرطة من إصرار المرأة الأمريكية على إدلاء شكوى يأتي من تعوّد المجتمع بشكل عام على هذه الأفعال السيئة و الغير طبيعية مما يفسر كيف أنهم وجدوا "آدامز" "تزيد من حجم المشكلة" بدون داع بحسب ما قالوا لها.
ولكن على الأرجح أن كل ما عانته الصحفية الأمريكية هو لا شيء يذكر أمام ما كان سيحصل لو أنها لم تكن تحمل الجنسية الأمريكية .
مثل هذه القصص تثير الوعي حول قضية التحرش كسلوك مريض ولا أخلاقي أخذ مكانه كظاهرة ثابتة بكل أشكاله الجسدية واللفظية والرمزية. وهو اليوم يتكثف كظاهرة مؤذية في الفضاء العام يقابلها حياد جماهيري لحظة الحدث.
ظاهرة التحرش يجب أن تُدرس ضمن كل أبعادها والحلول التي يجب اتخاذها لفرض الأمن الذي تحتاجه كل امرأة كأي مواطن يحتاج للتنقل والحركة بأمان دون التعرض لأي أذى مهما كان شكله، كما يجب تشريع قوانين رادعة وقاسية ضد المتحرشين وضد كل عملية ترهب المرأة عن ممارسة نشاطاتها.