أخبار الآن | مدريد – اسبانيا – (كونا)

يشهد العالم اليوم الاحتفال بيوم السياحة العالمي 2014 الذي يقام هذا العام تحت شعار (السياحة وتنمية المجتمعات المحلية) بهدف تسليط الضوء على الدور الحيوي للسياحة في تنمية المجتمعات المحلية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ومن المقرر ان تنعقد الاحتفالات الرسمية لهذا العام بمدينة (غودالاخارا) المكسيكية التي ستستضيف اجتماعا رفيع المستوى يضم وزراء للسياحة وخبراء دوليين وصناع قرار في مجالات السياحة والتنمية من مختلف أرجاء العالم لتبادل الأفكار والآراء وطرح المشروعات الهادفة إلى تعزيز الاثار الإيجابية للسياحة على المجتمعات المحلية وتطويرها وتنميتها.

ويسلط يوم السياحة العالمي 2014 الضوء على طرق تمكين السياحة من دفع عجلة التنمية المستدامة على مستوى المجتمعات كما يحث على تمكين السكان المحليين من المشاركة في عملية صناعة القرار وفقا للأولويات المحلية بما يساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي والايرادات الاقتصادية إلى جانب خلق فرص عمل جديدة بما يعمل على مضاعفة الاثار الإيجابية للسياحة.

وأكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في رسالته الرسمية بشأن يوم السياحة العالمي ضرورة إشراك السكان المحليين في تنمية السياحة معتبرا ان النشاط السياحي يساهم في تنمية مجموعة منوعة من المهارات وتطوير قطاعات مختلفة في المجتمعات سواء في الزراعة أو البناء أو الحرف اليدوية.

واعتبر بان كي مون ان السياحة قادرة على انتشال الناس من الفقر وتعزيز تمكين المرأة والمساعدة في حماية البيئة إلى جانب المساهمة في تحقيق تغير إيجابي ومستدام في المجتمعات في كل أنحاء العالم.

وشدد في هذا السياق على ان تسخير الفوائد الهائلة للسياحة سيكون له دور حيوي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ خطة التنمية الخاصة بالأمم المتحدة لما بعد عام 2015.

من جانبه وجه الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي في رسالته الرسمية بهذه المناسبة دعوة إلى تعزيز مساهمة السياحة في الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية معتبرا ان تمكين الافراد والمجتمعات في كل أنحاء العالم وعلى كل المستويات قد يكون خطوة أساسية في التقدم نحو تحقيق تلك الأهداف.

وقال الرفاعي ان النشاط السياحي يرتكز على الافراد ويبنى على التفاعل الاجتماعي محذرا في هذا السياق من ان السياحة لا يمكنها ان تزدهر إلا باشراك السكان المحليين وتفاعلهم عبر تعزيز القيم الاجتماعية مثل المشاركة والتعليم والإدارة المحلية.

واشار الى انه لا يمكن الحديث عن تنمية سياحية حقيقية ان كانت نتائجها تتنافى بأي شكل من الأشكال مع قيم المجتمعات المحلية وثقافاتها أو إذا كانت الإيرادات الاقتصادية المنبثقة من ذلك النشاط غير ملموسة بشكل مباشر من قبل تلك المجتمعات.

وتتبع منظمة السياحة العالمية الامم المتحدة وتهتم بشؤون الدول من الناحية السياحية وتصدر الإحصائيات المتعلقة بالطلب والعرض السياحي على مستوى العالم وتتخذ من العاصمة الاسبانية مدريد مقرا لها.

وتقوم المنظمة بدور نقل الخبرات والتجارب الدولية والمعرفة الفنية لقطاع السياحة والإسهام في بناء قدرات العاملين في المجال السياحي الى جانب تعزيز الشراكة في التنمية السياحية والترويج للسياحة كآلية للسلام واداة للتعاون المشترك في الحفاظ على التنوع الثقافي والاقتصادي بالاضافة الى تبادل الخبرات والتجارب المتوافرة لدى الدول الأخرى في مجال تنمية القطاع السياحي.وكان عد السياح الدوليين حول العالم بلغ أكثر من مليار سائح خلال العام الماضي محققا رقما قياسيا غير مشهود في حين بلغ حجم صناعة السياحة قيمة تريليون دولار.

وتعد صناعة السياحة اليوم واحدة من اهم الصناعات العالمية واحد اهم الموارد الإنمائية اذ شهدت تطورا مطردا خلال السنوات الماضية على الرغم من الازمة المالية العالمية في وقت تشير فيه البيانات الرسمية إلى انها تمثل تسعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي فيما تشغل الوظائف السياحية واحدة من كل 11 وظيفة في جميع انحاء العالم.

ويهدف الاحتفال السنوي باليوم العالمي للسياحة إلى تعميق وعي المجتمع الدولي بأهمية السياحة وقيمتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية فضلا عن التصدي للتحديات العالمية بالتوافق مع الأهداف الإنمائية الألفية.

وكانت منظمة السياحة العالمية اتخذت يوم ال27 من سبتمبر من كل عام واعتبارا من عام 1980 يوما عالميا سنويا وذلك في دورتها الثالثة المنعقدة في اسبانيا في سبتمبر 1979 تزامنا مع الذكرى السنوية لاعتماد النظام الأساسي لمنظمة السياحة العالمية في ال27 من سبتمبر 1970.