الولايات المتحدة, 07 يونيو 2014, أخبار الآن (وكالات) –
السيلفي ، ظاهرة اجتاحت و لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في الاونة الاخيرة لدرجة دفعت ببعض المحللين النفسيين و بعض الدراسات الى اعتبارها حالة من ” الاضطراب النفسي ” .
وتشير دراسات قامت بها الرابطة الأمريكية للطب النفسي بان التقا ط صور ذاتيه ” سيلفي ” دلالة على اضطراب نفسي، سمي ب ” سيلفيتيز ” اي الرغبة المستميتة في إلتقاط صور للذات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعويض عن شعور بنقص وفراغ وانعدام الثقة بالنفس
تم تقسيم هذا الاضطراب الى مستويات ثلاثة، الاول وهو ضمن الحدود، ويتضمن التقاط الانسان لنفسه صورا باليوم الواحد اقلها ثلاثة دون نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي. والثاني وهو الحاد الذي يتضمن التقاط الصور للذات بمعدل اقله ثلاث مرات في اليوم ونشرها كلّها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اما الثالث والاخير، فهو المزمن المصاحب لرغبة لا تمكن السيطرة عليها لالتقاط الصور الذاتية على مدى الساعة ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من ست مرات يوميا
” من دون شك ان ” صرعة ” التصوير الذاتي اوجدت مساحة للتعبير الايجابي، ولكن للاسف اوجدت ايضا تعبيرا سلبيا”، مؤكدا ان مبتكري ومطوري الوسائل والادوات التكنولوجية الحديثة ومنها الكاميرات والهواتف المحمولة المزودة بكاميرات من الذين درسوا النفس البشرية بشكل متعمق، يدركون تماما انه هنالك علة نرجسية لدى الجميع.
وهنالك من يملك القدرة على ضبط نرجسيته كما يوضح الدكتور الحباشنة فيما ان اخرين غير قادرين على كبح جماحها، معلنين انانيتهم في سياقات متنوعة منها التصوير الذاتي ” الزائد عن الحد “، واصفا اياه ” بالحالة المرضية “، التي تؤطر بمحورية غير انتاجية وغير ذات نفع.
ويسهب ان يلتقط الشخص صورا ذاتية لنفسه في مناسبة ما لتوثيقها بشكل معتدل، فهذا مبرر نفسيا واجتماعيا، ولكن ان يتعمد المرء تصوير ذاته في كل لحظة ودون مناسبة ناشرا اياها في فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي بانتظار ” لايكات “، لا يفسر الا تحت بند الحالة المرضية التي تحتاج الى الوقوف على اسبابها، ومنها شعور المرء بالتهميش، او البحث عن ادوار، او شعوره بقبح وجهه، او بضعف دوره المجتمعي، وفقدانه للثقة بالنفس.
ويرى ان انتشار ” السيلفي ” في الاونة الاخيرة يعكس حالة من الفوضى غير الخلاقة، ويؤكد تضرر الذائقة لدى بعضهم جراء اعتيادها على مشاهد ” السيلفي “، ولاسيما، تكريس بعض ” بوزات ” الصور التي تظهر فيها اليدان مطلقتين لعلامات النصر او الهزيمة، والفم الذي يسمى بفم ” البطة ” وهذه منتشرة عند الفتيات المراهقات، او بتحديق العينين، او بمد اللسان، وغيرها من اللقطات التي اقل ما يقال عنها انها لا تقدر او تأخذ بعين الاعتبار ردات فعل الناس على محمل الجد واصفا من يلتقطونها بالنرجسية الساذجة التي لا تعير لردات فعل الناس عليهم اي انتباه. وفي سياق غير بعيد يؤكد الدكتور الحباشنة :”ان جميع الافراد يمتلكون نرجسية ما وهذا من طبيعة النفس البشرية، ولكن الاذكياء يعبرون تعبيرا ذكيا عنها تعبيرا مواربا، لكنه يتكلم عن ذاته بمنتج يحترم عقل المتلقي، ويستدرج ثناءه عليه مشيرا الى ان ” السيلفي ” المعتدل، جائز، لكن المبالغ فيه مرضي بلا شك متقاطعا مع مضامين تقارير عالمية اكدت ان ” السيلفي ” هو اضطراب نفسي.
ويشير في هذا الصدد الى ما اعلنت عنه لخيرا بشكل رسمي الرابطة الأمريكية للطب النفسي بان التقا ط صور ذاتيه ” سيلفي ” دلالة على اضطراب نفسي، سمي ب ” سيلفيتيز ” اي الرغبة القهرية في إلتقاط صور للذات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعويض عن شعور بنقص وفراغ وانعدام الثقة بالنفس. ويقول الدكتور الحباشنة :”تم تقسيم هذا الاضطراب الى مستويات ثلاثة، الاول وهو ضمن الحدود، ويتضمن التقاط الانسان لنفسه صورا باليوم الواحد اقلها ثلاثة دون نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي. والثاني وهو الحاد الذي يتضمن التقاط الصور للذات بمعدل اقله ثلاث مرات في اليوم ونشرها كلّها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اما الثالث والاخير، فهو المزمن المصاحب لرغبة لا تمكن السيطرة عليها لالتقاط الصور الذاتية على مدى الساعة ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من ست مرات يوميا.
لذلك كان من مصاحبات التكنولجيا، منح هذه الجتمعات المكبوتة وقليلة الحرية، فرصة استثنائية عابرة للجغرافيا والمفاهيم وبصورة تفاعلية لحظية الامر الذي اسيء استخدامه من قبل بعضهم، فتحولت هذه الوسائل التواصلية فيما بيننا للحديث عن ” طبخة اليوم، واللوك الجديد، وصواني الحلويات، وغيرها “، على الرغم من ان بعض تلك الصور تحمل من الرتابة اكثر بكثير مما تحمل ادنى دهشة.ويضيف الدكتور محادين :” وعليه بدت استخداماتنا لهذه الوسائل اقرب الى الصوت والصدى نفسه، اذ اننا مهمومون جميعا بسؤال الحرية الفردية ورغيف الخبز والمقارنات العبثية بين ما يجري في مجتمعاتنا وما هو قائم وما انجز في المجتمعات الاخرى، لذلك نجد ان الفرد العربي قد وجد ضالته في اشباع مكبوتاته بصورة فردية، وعليه اصبحت القيم الفردية والانا المتورمة مركزا اساسيا في استعمالات هذه الوسائل التواصلية
، خصوصا انها وفرت فرصة مضافة للهروب من بعض الضوابط الاجتماعية في المجتمع. ويؤكد ان التركيز على الصورة الشخصية او السلوكات العادية المتكررة، كتناول طعام، او الاخبار عن سفر، او الهوس بالبحث عن كثرة ” اللايكات “، ” عوامل تؤكد انفصاما حقيقيا وحضاريا بيننا وبين هذه الوسيلة الاتصالية المهمة التي لم تسعف العرب في ان يشغلوا اكثر من 10 بالمئة من الفضاءات التي يغطيها وطننا العربي كما تشير بعض الدراسات”.