دبي ، الامارات العربية ، 1 يونيو 2014 –
أصبح العالم فى حالة تأهب لخوض صراع عالمى جديد بحثا عن المياه بهدف تحويلها إلى سلعة اقتصادية، تُباع وتشترى وتحكم الأرض، خاصة فى ظل ظهور دراسات دولية جديدة تتوقع تحول المياه إلى سلعة أشبه بالبترول، ويصاحب هذه الفكرة، مقترح خصخصة المياه وتسعرها، وإقامة بورصة خاصة بها، وسط توقعات بأن يكون القرن الحادى والعشرون هو عصر تجارة المياه، مطلقين عليه عصر «الذهب الأزرق».
توضح دراسة أعدها مركز «استكهولم» للمياه، أن الفكرة بدأت مع تحول المياه إلى مورد استراتيجى بداية القرن الحادى والعشرين، خاصة بعد أن حذرت الدراسات والمؤتمرات العلمية من قرب حدوث أزمة فى المياه بسبب الطلب الملح عليها، حيث أصبح التوجه السائد هو اللجوء إلى الخصصة لحل هذه المشكلة من خلال اعتبار المياه سلعة اقتصادية والعمل على تسعيرها.
وعرف البنك الدولى مصطلح تسعير المياه، بأنه العملية التى يتم بها تحديد سعر للمياه طبقا لسوق العرض والطلب، وبما يساوى تكاليف استخراجها الحقيقية.
الأمم المتحدة كشفت فى عام ٢٠٠٣، عن تقرير لها اعتبره الكثريين ردا على رغبة البنك الدولى فى تسعير المياه، حيث أكد التقرير أن المياه ليست لها قيمة اقتصادية فقط، بل لها أيضا قيم اجتماعية ودينية وثقافية وبيئية، وأن هذه القيم تعتمد على بعضها البعض فى كثير من الأحيان، وأن مفهوم العدالة فى استخدام وإدارة المياه مفهوم راسخ، مع التشجيع على تكافؤ فرص الوصول إليها، وضرورة الأخذ فى الاعتبار حق الفقراء.
تشير العديد من الدراسات إلى أن القطاع الخاص يحلم بخصخصة أنظمة المياه العامة، ويشجع على استخدام المياه المعبأة، من خلال بيع المياه بالجملة بنقلها من المناطق الغنية بالمياه إلى الأسواق التى تعانى من ندرتها، لتحقيق أكبر قدر من الفائدة، فيما تضغط الشركات كذلك من أجل إضعاف معايير جودة المياه، وتدفع من أجل التوصل إلى اتفاقيات تجارة تتسلم الشركات الأجنبية بموجبها موارد المياه.
يكشف عدد من الخبراء، أن المياه لها طبيعة اقتصادية واجتماعية وسياسية خاصة، وهو ما يميزها عن باقى السلع والمواد الأخرى، فمن عيوب تسعيير المياه التأثير على نظام الرى وبالتالى الزراعة،ويشير خبراء إلى أن من يزعم أن الخصخصة تؤدى إلى مستقبل أفضل، فعليه أن يعود إلى أمثلة لما حدث مع الأهالى فى جنوب أفريقيا، الذين أجبروا على شرب المياه الملوثة لعدم قدرتهم على دفع فواتير المياه، ما أدى إلى أسوأ موجة وباء كوليرا فى عام 1996.