لندن, بريطانيا, 13 مايو, وكالات –

نددت منظمة العفو الدولية بانتشار التعذيب على المستوى العالمي، مشيرة إلى أنه بات يمارس بشكل طبيعي إثر الحرب على الإرهاب.

وأطلقت المنظمة الحقوقية غير الحكومية الثلاثاء حملة جديدة تستمر علمين، تهدف إلى وقف تفشي هذه الظاهرة.

وخلال السنوات الخمس الماضية.. سجلت المنظمة أحداثاً تـَمـُتّ إلى أعمال تعذيب في أكثر من ألف وأربعمئة موقعاً… بينها 79 دولة من البلدان الـ 55 الموقعة على إتفاقية الأمم المتحدة المناهضة للتعذيب في كانون الأول/ديسمبر من عام 1984 و أوضحت المنظمة أن التعذيب بات جزءاً من الحياة في مجمل قارة آسيا، وأنه يمارس بشكل منهجي في سوريا تحديداً.

وكان استطلاع نشره منظمة العفو الدولية قد خلض إلى أن حوالى نصف الناس حول العالم يخشون أن يصبحوا ضحية للتعذيب إذا وضعوا قيد الاعتقال.      
                                   
كما كشف تحقيق عالمي شمل 21 الف شخص في 21 دولة عن انتشار مشاعر الخوف من التعذيب على صعيد واسع اذ اكد 44% من المستطلعين انهم يخشون التعرض للتعذيب في حال توقيفهم.
             
واشارت المنظمة بصورة خاصة الى ان 36% من الاشخاص الذين شملهم التحقيق يعتبرون التعذيب امرا ضروريا ومقبولا احيانا للحصول على معلومات من اجل حماية الشعب.
             
وقال الامين العام لمنظمة العفو سليل شيتي خلال مؤتمر صحافي اطلق فيه حملة “أوقفوا التعذيب” ان هذه الممارسات “باتت شبه طبيعية، اصبحت مستخدمة بشكل روتيني”.
             
واضاف انه “منذ الحرب المزعومة ضد الارهاب، بات استخدام التعذيب وعلى الاخص في الولايات المتحدة ودوائر نفوذها … امرا طبيعيا تماما” موضحا ان هذه الظاهرة تلقى تبريرها في “الاعتداءات التي تستهدف الامن القومي”.
             
ويكشف التحقيق الذي اجراه معهد “غلوب سكان” لاستطلاعات الرأي ان دعم التعذيب على درجات متفاوتة من الشعبية بحسب الدول حيث يصل التاييد له الى 74% في الصين والهند مقابل 12% فقط في اليونان او 15% في الارجنتين.
             
وفي بريطانيا حيث الخوف من التعذيب هو الاقل انتشارا بين جميع البلدان فان 29% فقط من الاشخاص المستطلعين يدعمون استخدام التعذيب.
             
ورات كايت آلن مديرة مكتب منظمة العفو في بريطانيا ان هذا الدعم مرده شعبية مسلسلات التجسس التلفزيونية التي تتضمن قدرا خاصا من العنف.
             
وقالت ان “مسلسلات مثل +24 آورز+ و+هوملاند+ مجدت التعذيب بالنسبة لجيل كامل لكن هناك فارق هائل بين التجسيد الدرامي للتعذيب الذي يبتكره كتاب السيناريوات واستخدامه الفعلي من قبل عملاء حكوميين في قاعات تعذيب”.
             
وتركز منظمة العفو التي فازت بجائزة نوبل للسلام عام 1977 لدورها في مكافحة التعذيب، حملتها الجديدة على خمس دول ترى فيها ان هذه الممارسات منتشرة بصورة خاصة وهي المكسيك، الفيليبين، المغرب والصحراء الغربية، نيجيريا واوزبكستان.
             
وفي افريقيا، ترى المنظمة ان التشريعات المحلية لم تعالج هذه المسألة بالشكل الصحيح.
             
كما تحدث سليل شيتي عن “المعاملة القاسية تجاه المعتقلين في الولايات المتحدة الذين يودعون زنزانات انفرادية بدون نور” وممارسة الجلد والرجم في الشرق الاوسط و”استمرار تقاعس” الدول الاوروبية عن التحقيق في مزاعم التواطؤ في التعذيب.
             
ودعت منظمة العفو الحكومات الى منع التعذيب من خلال السماح بوصول المحامين والاطباء الى المعتقلين واقرار شروط افضل لتفقد مراكز الاعتقال.
             
كما دعت المنظمة الى مضاعفة التحقيقات المستقلة في حال الاشتباه بحصول تعذيب لمنع مرتكبيه من الافلات من قبضة القضاء.
             
وختم سليل شيتي بالقول ان “الحكومات نكثت بوعودها وهذا النكث بالوعود تسبب بمعاناة فظيعة لملايين الاشخاص”.